المصدر: النهار
واشنطن - هشام ملحم
9 تشرين الثاني 2014 الساعة 21:30
رفض الرئيس الاميركي باراك اوباما كشف مضمون رسالته الى مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي او القول ما اذا كان خامنئي قد رد على رسالته، واكتفى بانه لا يريد ان يناقش اتصالاته مع زعماء العالم، لكنه لم ينكر انه بعث الرسالة، التي كشفت عنها صحيفة "الوول ستريت جورنال" قبل ايام وقالت بانها الرسالة الرابعة التي يبعثها اوباما الى خامنئي منذ انتخابه، من دون ان يتلقى أي رد.
وتحدث اوباما في مقابلة مع شبكة "سي بي أس نيوز" الاميركية للتلفزيون بشكل عام عن العلاقات والمفاوضات النووية بين ايران ومجموعة الخمسة زائد واحد، كاشفاً استمرار وجود "هوة كبيرة" بين الطرفين، في المفاوضات التي سينتهي موعدها في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، مضيفاً : "وقد لا نستطيع الوصول الى اتفاق". ولفت الى ان الولايات المتحدة تسعى الى تحقيق هدفين مع ايران في المستقبل المنظور، وآخر على المدى البعيد، واشار الى ان الاولوية في التعامل مع ايران هو " ضمان عدم حصولها على سلاح نووي" . وبعدما اشار الى ان العقوبات الاقتصادية ارغمت ايران على التفاوض بشكل جدي وجمدت برنامجها موقتا وخفضت من مخزونها من الاورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه في تطوير القنابل النووية، قال "السؤال الان هو سنستطيع ردم الهوة الاخيرة بحيث يستطيعون (الايرانيون) العودة الى المجتمع الدولي، وتخفيض العقوبات بشكل بطيء، وان يكون هناك ضمانات للتحقق من تطبيق الاتفاق الذي يضمن عدم تطويرهم للاسلحة النووية؟ لا تزال هناك هوة كبيرة، وقدلانستطيعالوصولالىاتفاق". واشار الى ان المصلحة الثانية لواشنطن هي "ان لدى ايران نفوذا على الشيعة في سوريا وفي العراق، ولدينا عدو مشترك هو (تنظيم الدولة الاسلامية) داعش ...لكنني كنت واضحا جدا علنا وفي المداولات الخاصة باننا لا نربط بأي شكل من الاشكال المفاوضات النووية بمسألة داعش. ونحن لا ننسق مع ايران في شأن داعش" . لكن اضاف الى ان هناك رغبة مشتركة مع ايران بتفادي الاصطدامات "بمعنى ان لديهم جنودا او ميليشيات يسيطرون عليها داخل بغداد او في محيطها، ونحن اوضحنا لهم : لا تعبثوا معنا، ونحن لسنا هناك للعبث معكم، نحن نركز على عدونا المشترك. ولكن لا يوجد هناك تنسيق، او خطة موحدة للمعركة، ولن يتحقق ذلك – وهذا يوصلنا الى النقطة الثالثة- وهو انه لا تزال لدينا خلافات كبيرة بسبب سلوك ايران في ما يتعلق بحلفائنا، مثل تدخلهم، او خلقهم للمشاكل ورعاية الارهاب في المنطقة وفي العالم، ومواقفهم وتصرفاتهم المعادية لاسرائيل. أذن، هذه مجموعة اخرى من القضايا التي تمنعنا من ان نصبح حلفاء جيدين". وسئل عما اذا كان هدف الولايات المتحدة لا يزال بضوررة تنحي بشار الاسد عن الرئاسة في سوريا، فاجاب اوباما " هذه لا تزال سياستنا، وهناك ثقة شبه مطلقة بانه فقد شرعيته لدى جزء كبير في البلاد بسبب استخدامه للبراميل المتفجرة وقتله للاطفال وتدميره للقرى العزل، ولا يستطيع استعادة الشرعية المطلوبة لاعادة ترقيع البلاد مرة اخرى". وقال :" من الطبيعي ان اولوياتنا هي استهداف داعش. وما قلناه هو اننا لا نقوم باعمال عسكرية ضد النظام السوري. نحن نستهدف منشآت داعش ومقاتليه الذين يستخدمون سوريا ملجأ آمناً لخدمة استراتيجيتنا في العراق. ونحن نريد ان نرى تسوية سياسيىة داخل سوريا. وهذه مسألة بعيدة المدى. نحن لا نستطيع حله (النزاع) عسكريا، ولا نحاول ذلك". وقال ان زيادة عديد القوات الاميركية في العراق الى ثلاثة الاف عسكري يعكس "مرحلة جديدة" في الحرب ضد "داعش" اعقبت المرحلة الدفاعية الاولى المتمثلة بصد تقدم "داعش" وبتأليف حكومة عراقية تتمتع بالصدقية وتشمل مختلف الاطياف السياسيىة، واضاف: "الان وبعد ان اوقفنا زخم داعش اصبحنا قادرين على شن هجمات اضافية، ونحن في حاجة الى قوات عراقية برية... " وتحدث في هذا السياق عن فتح اربع مراكز جديدة لتدريب الجنود العراقيين وتدريب وتسليح افراد من القبائل السنية التي تقاوم "داعش"، وتوفير الدعم الاستراتيجي واللوجستي لهم، اضافة الى الدعم الجوي لهم عند بدئهم بالعمليات الهجومية ضد قوات التنظيم المتطرف. لكن اوباما كرر بان القوات الاميركية لن تشارك مباشرة في القتال. ومع انه لم يرفض بشكل مطلق ارسال قوات اضافية في المستقبل، الا انه رأى ان مشاركة الحلفاء بعمليات التدريب والتسليح ستقلص من احتمالات نشر قوات اميركية جديدة.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video