لم تكن عاشوراء هذا العام عادية، ذلك أن اشتغال حزب الله السياسي عليها، الذي ابتدأ منذ سنوات. بلغ ذروته. بل يمكن القول أن لحظة استكمال انقلاب الولي الفقيه "الفارسي" على المذهب الشيعي، والاستحواذ عليه نهائياً، تزامنت مع ذكرى كربلاء الحسين، إلى درجة، بدا معها، وكأن سيدنا الحسين، ملكاً حصرياً لأتباع "بدعة" الولي الفقيه، حتى دون الشيعة الرافضين لها. أسطورة الرقم 313! المُناسبة، التي عكست تعصباً وتحدياً غير مسبوقين. غلبت عليها آساطير، لا تنزل بميزان أو قبان، ولعل أكثرها إثارة، انتشار الرقم 313، كما الموضة، وربطه مباشرة بظهور "المهدي المُنتظر"، الذي "وكيله" الولي الفقيه. فجأة، ودون سابق مؤشرات، استبدلت محال تجارية لبيع الألبسة، في الضاحية الجنوبية لبيروت، يافطاتها، لتحمل الرقم 313. كذلك انتشرت "التيشرتات" السوداء، و"الفولارات" باللون الأسود، والاكسسورات من أساور، وقلادات، وسلاسل. تحمل ذات الرقم. لكن، ما حكاية الرقم؟! يربط الخيال الشيعي الخصب، بين الإمام الثاني عشر" المهدي المنتظر"، والرقم، ويعتقد هؤلاء، أن أنصار الإمام، ومبايعيه في حربه المُنتظرة ضد "الكفر"، عددهم 313، ولا يخفى على أحد، أن "حالش"، ربط أصلاً بين ظهور الإمام، وما يجري في سوريا، لتبرير انخراطه في القتال إلى جانب بشار، ما يعني ضمناً، أن السوريين المُعارضين له، هم من "الكفار". ولتعزيز مكانة الرقم في الوجدان الديني، تدعي جماعة "الولي الفقيه"، أن الذين قاتلوا إلى جانب الرسول "ص"، في معركة بدر، هم 313 أيضاً، وللتدليل على صدقهم. يستشهدون بحديث النبي "ص" (سيعود الإسلام غريباً كما بدأ غريباً). ولا يكتفي أولئك، "بالحديث النبوي"، إنما يزجون بسيدنا موسى "عليه السلام". ويستذكرون، أن الذين نصروا جيش بني "إسرائيل"، على "جيش جالوت". وهزموه. إثر غياب النبي. بلغ عددهم 313، ورغم أن هذه الواقعة مذكورة في القرآن الكريم "سورة البقرة"، إلا أن الرقم، هو من نسج الخيال. غدي فرنسيس والرقم 313! يبدو، أن موضة الرقم 313، تحولت إلى ما يشبه الهستيريا، حيث ظهر "كوشم" على أجساد الشباب والشابات، ومنهم الإعلامية المسيحية المُتشيعة حديثاً "غدي فرنسيس"، وأحد المٌختطفين السابقين في اعزاز "عباس شعيب"، وفقاً لما نشره موقع "جنوبية" الالكتروني. هذه "الجاذبية" المفتعلة سياسياً ودينياً للرقم، اخترقت عالم الموسيقى والغناء، إذ تم الإعلان عن تأسيس فرقة شبابية فنية تحت أسم "فرقة 313 – أنصار المهدي"، حتى الفتيات غير المتحجبات، وجدن طريقة إلى إقحام " فولار وتيشرت 313 الأسود" في عالم الموضة، للتدليل على شيعتهن. وشم "الحسين" على اأكتاف الحسناوات العارية! اعتلت "الردة المذهبية" أكتاف الحسناوات العارية، في المقاهي، حيث تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي مع تعليقات ساخرة، صورة فتاة. ترتدي لباساً مثيراً. تعمدت التباهي بإظهار وشم يحمل نداء "يا حسين" على كتفها، معلنة بذلك تدشينها صرعة، من المتوقع أن تشتعل كالنار في الهشيم، دون تسجيل أي موقف مستهجن، أو فتوى صارخة من الغيورين على الدين، ومُدعي احتكار الوصاية على سيدنا الحسين وآل البيت "عليهم السلام". "النينجا" تُبشر بالظهور! تلك الحسناء. استعارت "فولاراً أخضراً"، للتأكيد على انتمائها المذهبي. والمعروف، أن الأخضر كما الأسود، هما من الألوان الرمزية للشيعة، فيما الأسود هو الأكثر إشارة إلى "الظهور". لذا اعتمدته فرقة عسكرية تابعة "لحزب الله". تظهر لأول مرة. انتشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي، عناصرها "مُقنعون"، مثل مقاتلي "النينجا". يحرسون بعض المسيرات العاشورائية في بيروت. اللافت، أن بروباغندا "حالش" الدعائية. عجزت بكل زخمها وجبروتها، عن اسكات أصوات المنتقدين، من أبناء المذهب الشيعي، الذين هالهم، ما رأوه من مبالغات "خرافية"، وتجييش مذهبي خطير، وصلت إلى حد سخرية المُرة، إذ علق أحدهم: "ربما يكون حزب الله أحد علامات الظهور، ولا غرابة أن يقول الكثيرون من أتباعه للمهدي المنتظر حال ظهوره... عد من حيث أتيت .. لا حاجة لنا بك". أورينت برس.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video