تلوح في الأفق معركة بين الأزهر الشريف وإيران بعد إعلان طهران استعدادها لعرض فيلم "النبي محمد" صلى الله عليه وسلم بداية فبراير المقبل بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف.
وكالة الأنباء الإيرانية "فارس" أكدت أن الفيلم دخل مراحله النهائية، ويستعد فريق عمله للتوجه إلى ألمانيا لوضع اللمسات الأخيرة من مونتاج ومؤثرات صوتية، معتبرة أنه سيكون "أضخم إنتاج سينمائي" لإيران وسيصدر باللغات الفارسية والعربية والإنجليزية.
وسائل الإعلام الإيرانية نشرت أسماء الممثلين بالفيلم، ومنهم الممثل مهدي باكدل في دور أبي طالب عم الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنها لم تفصح عن الشخص الذي سيجسد دور النبي محمد صلوات الله عليه وسلم، مضيفة أن عددا من الممثلين سيظهرون في أدوار أبي طالب وجده عبد المطلب، وكذلك أبي سفيان ومرضعة النبي السيدة حليمة السعدية، وفاطمة بنت أسد والدة علي بن أبي طالب.
الأزهر لم يقف صامتا فور إعلان إيران عن خطوتها حيث سارع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وأعلن رفضه تماما تجسيد شخص خاتم النبيين في أي عمل فني مؤكدا أن تجسيد الأنبياء مخالف للشرع ومناف لمقاصد الشريعة الإسلامية الغراء.
الأزهر :علينا مسئولية شرعية وتاريخية وهناك عصمة للأنبياء والصحابة
أكد أحمد الطيب أن الأزهر لا يصادر الفكر والإبداع، وليس جهةَ منعٍ أو مصادرة للأعمال الأدبية والفنية، وإنما يقول رأيه فيما يعرض عليه من أعمال، فهو لا يدرس هذه الأعمال ابتداء أو يناقشها، وإنما يُطْلَبُ منه إبداء الرأي الشرعي فيها، وهذه مسؤولية الأزهر الشرعية والتاريخية.
الشيخ عمر الديب وكيل الأزهر السابق أكد لـ "العربية نت" أن تجسيد الأنبياء والصحابة في الأعمال الدرامية غير جائز شرعا ولا يتفق مع صحيح الدين الذي جعل للأنبياء والرسل عصمة، مضيفاً أن تجسيد شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عمل سينمائي يشوه شخص الرسول عليه الصلاة والسلام ويرسخ في أذهان المشاهدين صورة الممثل الذي قام بدور النبي وبالتالي وحينما يقوم هذا الممثل بدور آخر يكون فيه سكيرا أو مجرما أو شريرا فهذا يجعل صورة النبي تهتز لدى المشاهدين الذين رأوا شخصية النبي في هذا الممثل لأن ذلك قد يكون مدعاة إلى انتقاصه والحط من قدره وذريعة إلى السخرية منه.
وقال وكيل الأزهر إن الله سبحانه وتعالي قال في كتابه الكريم "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هـذا القرآن" وقال تعالى: "لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون". العربية.