فيما يستمر الجدل في إيران حول انتشار ظاهرة رش الأسيد على النساء من قبل متطرفين، تداول الإيرانيون على شبكات التواصل الاجتماعي مقطوعة شعرية للشاعر الغنائي الإيراني يغما غلروئي، يهاجم من خلالها "العرب"، ويحملهم مسؤولية هذا الحدث ومسؤولية انتشار هذه الظاهرة، التي ادعى أنها من نتاج "الغزو العربي"، في إشارة إلى الفتح العربي الإسلامي لإيران عام 17 للهجرة.
ونعت غلروئي العرب في شعره بأوصاف مهينة زاعما أن "الثقافة العربية الإسلامية المعادية للمرأة هي السبب في انتشار ظاهرة حرق النساء الإيرانيات بالأسيد" وطالب الفاعلين "بالرحيل عن بلاده والعودة إلى جزيرة العرب التي جاءوا منها "، على حد وصفه.
يذكر أنه منذ تكوين الدولة الوطنية الإيرانية الحديثة عام 1926 تزامنا مع مجيء رضا شاه بهلوي إلى السلطة، عمل فريق من المنظرين القوميين الفرس على جعل العرب النقيض القومي لإيران، الأمر الذي مهد الأرضية لنشر ثقافة معاداة العرب وتحميلهم مسؤولية التخلف الاجتماعي والسياسي في إيران، وهذا ما يمكن مشاهدته في الأدب الفارسي الحديث خلال العقود الثامنية الماضية.
ليست المرةالأولى
وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها شعراء وكتاب إيرانيون، العرب والإسلام، حيث تناقلت مواقع إيرانية في وقت سابق مقاطع فيديو لشاعرين آخرين وهما محمد رضا عالي بيام ومصطفى باد كوبئي يصفان فيها العرب بأسوأ الصفات، ونظرا لأنها تسيء للذوق العام، لم تنشرها "العربية.نت".
ظاهرة متجذرة
وفي تعليق له على انتشار الأشعار الفارسية المعادية للعرب، قال أمين مركز مناهضة العنصرية ومعاداة العرب في إيران، يوسف عزيزي، وهو كاتب وصحفي عربي أهوازي في تصريح لـ"العربية.نت" إن "انتشار هذه الأشعار لها جذور في ظاهرة العنصرية المعادية للعرب في الأوساط الثقافية الإيرانية".
وأضاف: "حتى إننا نجد بأن شاعرا جادا ويساريا راديكاليا سابقا كاسماعيل خوئي يظهر نوعا من العداء للعرب والمسلمين ضمن حملته الشعرية مؤخرا على الإسلام وذلك في أشعاره التي نشرها مؤخرا في المواقع الفارسية وهي الأقوى فنيا من بين قصائد هؤلاء الشعراء". - العربية نت.