مغردون ينتقدون صمت الرئيس الايراني عن الهجمات والاعتداءات التي تتعرض لها النساء والفتيات ويدعون إلى ثورة حقيقية تحررهم من القيود.
العربArray [نشر في 2014\10\29]
طهران - النساء في إيران يقدن حراكا شعبيا في الشارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي اعتراضا على المعاملة المشينة التي يتعرضن لها. ويطالب النشطاء بـ”ثورة حقيقية تحطم الأصنام”.
“ابدأن الثورة بصرخاتكن، أما أنتم فأخبروا الجميع بأن الثورة القادمة في إيران ثورة نسائية #اسیدپاشی (مياه النار)”، كان هذا شعار الحراك في إيران الذي تقوده هذه المرة، في الشارع وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، النساء تضامنا مع بنات جنسهن اللواتي تعرضن لرش وجوههن وتشويهها بالمياه الحارقة من قبل “إرهابيين” تتستر عليهم السلطات الإيرانية.
ورغم حجب السلطات الإيرانية مواقع التواصل الاجتماعي، فقد استخدمت بكثافة في الأيام الماضية عبر تقنيات يستخدمها الإيرانيون للتحايل على الحجب.
وعلى تويتر يسخر مغردون “من قال إننا ممنوعون من استخدام تويتر ويوتيوب أو غيرهما، احذرونا فقد مللنا الهمجية لم نعد نخشى الموت أو التشويه”.
وأصبحت ريحانة جباري، التي أعدمتها السلطات الإيرانية هذا الأسبوع رمزا في إيران رفعت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المظاهرات.
وجباري هي مهندسة ديكور، استدرجها ضابط مخابرات إيراني، بحجة العمل، إلى منزله في طهران تحت غطاء مشروع عمل خاص وحاول اغتصابها فقتلته طعنا.
كما تم استهداف النساء غير الملتزمات بـ”اللباس الخميني” خلال الأيام الماضية، برش ماء النار الحارق لتشويه وجوههن، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة.
وتلزم المرأة في المجتمع الإيراني، بارتداء لباس أسود فضفاض يغطي كامل جسدها.
وغص تويتر بصور النساء اللواتي تعرضن للتشويه. وعلى يوتيوب يتناقل النشطاء مقاطع فيديو لمظاهرات، مؤكدين أنها تتصاعد وأن أسباب الاحتقان كثيرة.
وتشير الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن قوات الشرطة تعاملت مع المتظاهرين بعنف مستخدمة الصواعق الكهربائية، والغاز المسيل للدموع، ومسحوق الفلفل، وألقت القبض على عدد منهم، وأصابت آخرين.
وتنشر صفحة “الثورة النسائية” الإيرانية على فيسبوك، إضافة إلى صفحات أخرى، أوقات المظاهرات وأماكنها.
ومن الشعارات التي رفعت “صمتنا أقوى من الصرخة” و”بأي ذنب قتلت”.
وجاء في بيان النشطاء على المواقع الاجتماعية باللغة الفارسية “علوا أصواتكم في كل المدن الإيرانية، أصدقاؤنا يا من تتوق قلوبكم إلى الحرية والإنسانية والأمن والعدالة، اليوم نضع أيدينا بأيدي بعض وننزل إلى الشارع من أجل حياة كريمة، ننزل لمقاومة السياسات والقوانين العدائية التي تستهدف النساء خاصة”.استهداف النساء غير الملتزمات بـ”اللباس الخميني” لا يزال يثير غضبا في الشارع الايراني
ودعا البيان كافة الشباب إلى الوحدة والعمل بشكل جماعي حتى لا يستطيع النظام الاستفراد بالحركات الصغيرة كما حدث عام 2009، مؤكدين أن "النظام يدرك أنه بعد ما قتل ريحانة لا يستطيع أن يهزمنا أو نتراجع".
ويدعو النشطاء عبر المواقع الاجتماعية إلى ما أسموه “ثورة حقيقية تحطم الأصنام”.ويقولون إن بلادهم “تعيش فوق بركان ثورة“.
وقال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني: “حمض الأسيد مصيبة تهدد أمن إيران”. وعبر هاشتاغ “#اسيدباشي” أو مياه النار، سخر مغردون من تصريح قائد قوات الباسيج الإيرانية الذي قال إن “مخابرات دول أجنبية تقف خلف هذه الحوادث”!
واعتبر مغردون التصريح “تبرئة للنظام”، محملين المسؤولية لحزب الله الإيراني.
وانتقد إيرانيون إعلان رئيسهم، حسن روحاني، الحداد على وفاة رئيس مجلس الخبراء، مهدي كوني، دون أن يعلق على هذه الهجمات المشينة التي تبث الرعب في قلوب النساء والفتيات.
وغرد روحاني في وقت لاحق مستخدما الهاشتاغ “أن من يثبت تورطه في الحوادث سيعاقب”. ويسخر إيرانيون “أبو بكر البغدادي يعرب عن قلقه بسبب انتشار العنف والتشدد بالمنطقة بعد علمه بقضايا رش حمض الأسيد على بعض النساء بإيران!”
وقال آخرون إن “النظام في إيران يواجه خيارين.. إما تقديم تنازلات جزئية وإما الصدام مع الشعب”.
ويقول مغردون “قد لا يكون هناك حضور كبير في المظاهرات التي تمت الدعوة إليها في قادم الأيام في طهران ولكن كرة الثلج بدأت تكبر”.