علّ أبشع ما يتعرّض له وطن ما أن تُهدم أعمدة أمنه واستقراره من قِبل بعض أبنائه، بتأثير قوى خارجية، وهو غالبًا ما يحدث عندما يكون الانتماء إلى المذهب، أو الحزب أقوى من الانتماء إلى الوطن. هذا الوضع أصبح ينطبق الآن على اليمن الشقيق، حيث لم يعدْ خافيًا على أحد أن إيران التي عجزت عن تصدير ثورتها الخمينية إلى دول المنطقة على مدى ثلاثين عامًا، والتي ما زالت تحاول ذلك عبر مراكزها الثقافية، ووفودها السياحية، وقنواتها الفضائية، طوّرت إستراتيجيتها من خلال تبني مخطط خبيث، تعملُ من خلاله على تصدير الفتن والنزاعات الطائفية، والنزعات الانفصالية في تلك الدول، جنبًا إلى جنب مع تصدير الخمينية كضمانة لإضعافها، والسيطرة عليها، ووضعها تحت جناحها، وهو ما شرعت في تنفيذه فعليًّا في العراق منذ عدة سنوات، وما تقوم به الآن علانية في اليمن، حيث تعتبر الأداة التي أوكل إليها تنفيذ هذا المخطط -مع شديد الأسف- بعض أبنائه. ما يشهده اليمن الآن من تطوّرات عسكرية وسياسية يشير إلى أن طهران قطعت شوطًا كبيرًا على طريق تنفيذ هذا المخطط الشرير، الذي يشارك فيه -إلى جانب الحوثي- بعض الساسة اليمنيين أنفسهم، الذين يُفترض أن دورهم السياسي قد انتهى، وذلك لدوافع شخصية. المخطط الإيراني المريب، الذي بدأت تتّضح معالمه مؤخرًا، يشير إلى العمل من أجل رسم خريطة جديدة لليمن على أساس مذهبي تؤول من خلاله المحافظات الشمالية والغربية التي أضحت في قبضة الحوثيين إلى الشيعة، بينما تبقى المحافظات الجنوبية والشرقية تحت سيطرة السنّة. انقلاب السحر على الساحر يظل واردًا في الحالة اليمنية الراهنة، وهو ما نراه في المواجهة التي تزداد شراسة يومًا بعد يوم بين القاعدة والحوثيين في العديد من مناطق اليمن، فيما يمكن وصفه بأنه “فخار يكسر فخار”، فاليمن -بلاشك- أفضل بدون العابثين بأمنه، والمقامرين على مستقبله. في انتظار تشكيل الحكومة، والعودة المرتقبة لفريق الخبراء التابع للجنة العقوبات الدولية المكلّفة بملف معرقلي العملية الانتقالية، والسير قدمًا على طريق التسوية السياسية القائمة على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، واتفاق السلم والشراكة الوطنية، في انتظار ذلك كله، تظل الآمال معقودة على إفشال مخطط إيقاع اليمن في مستنقع الطائفية، والتقسيم، والتبعية لإيران. رابط الموضوع : http://www.assakina.com/news/news1/55852.html#ixzz3HATUWi4m
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video