في أول لقاء خاص له مع القسم الفارسي لـ"العربية.نت " تحدث صلاح الدين فاروقي زعيم منظمة "جيش العدل" البلوشية المسلحة والمعارضة للنظام الإيراني، وكشف عن طبيعة وتفاصيل الاشتباكات الدامية الأخيرة التي حصلت بين عناصر المنظمة وقوات الحدود الإيرانية.
وتحدث زعيم جيش العدل حول ما قال إنها " تغييرات في سياسات واستراتيجية المنظمة لاستمرار مواجهة النظام الإيراني" بسبب "استمرار المظالم وازدياد الانتهاكات لحقوق البلوش وأهل السنة في إيران".
وكشف فاروقي أن "جيش العدل يطالب بتأسيس نظام فيدرالي في إيران يحقق مطالب الشعب البلوشي وأهل السنة وكافة الشعوب والأقليات العرقية والدينية في إيران" على حد تعبيره.
وأكد على أن منظمته "لا تخوض حربا شيعية-سنية، ولا تقاتل النظام الإيراني على أساس طائفي".
ونفى زعيم جيش العدل وجود أي صلة بينه منظمته والتنظيمات المتطرفة مثل "القاعدة" و"داعش"، مشددا على أن " النظام الإيراني يقف وراء هذه الإشاعات من أجل تشويه صورة المنظمة لدى الرأي العام الإسلامي والدولي".
زعيم جيش العدل صلاح الدين فاروقي
دفاع عن النفس
وفي سؤال حول أسباب شن العمليات المسلحة المستمرة ضد أهداف إيرانية على الحدود الباكستانية، قال فاروقي إن "جيش العدل سيواصل العمل المسلح ما دام هناك ظلم وتمييز وتهميش يمارس ضد الشعب البلوشي وأهل السنة من قبل السلطات الإيرانية".
وأضاف: "جميع أنشطة المنظمة تأتي في إطار الدفاع عن النفس. إننا لا نتعرض للمدنيين ونعتبر التعرض لأي بريء محرم شرعا. ولكننا نتعرض للاضطهاد منذ 35 عاما، وتنتهك عقيدتنا ومقدساتنا وحقوق شعبنا الذي يعيش الفقر المدقع والعوز والحرمان على يد النظام الإيراني الحاكم، ولذا، دفاعنا عن أهل السنة والشعب البلوشي سيستمر مادام هناك ظلم وتمييز".
لا علاقة لنا بالقاعدة وداعش
وبما يتعلق بوصف النظام الإيراني للمنظمة بأنها " تكفيرية مرتبطة بالقاعدة " قال فاروقي : "ما هذه إلا تهمة من قبل النظام الإيراني، ونرفضها بشكل قاطع، وليس لدينا أي صلة بجهات خارجية أو تنظيمات متطرفة كالقاعدة أو داعش".
وأضاف:"النظام الإيراني هو الذي يمارس التطرف عندما يمنع أهل السنة من إقامة شعائرهم ويحارب عقيدتهم ويريد فرض العقيدة الشيعية على اهل السنة في جميع أنحاء إيران من بلوشستان وكردستان وتركمن صحراء وخراسان وبندر عباس وبوشهر وغيرها، وعندما نحتج على كل ذلك، يتهموننا بالتطرف".
وكانت حركة "جيش العدل" قد تبنت مقتل 4 ضباط تابعين لشرطة الحدود الإيرانية في بلوشستان يوم 8 أكتوبر، فضلا عن محاولة اغتيال أخرى ضد قائم مقام مدينة بيرانشهر.
وخلال عملية أخرى قتلت الحركة 14 من حرس الحدود في 27 أكتوبر 2013 وردّت إيران في حينها بإعدام 16 من السجناء البلوش. كما أعلنت الحركة عن إسقاط مروحية إيرانية في نوفمبر 2013، على الحدود مع باكستان.
وبدأت الجماعة نشاطها بعد أشهر من إعدام عبدالمالك ريغي زعيم حركة "جندالله" البلوشية شنقاً يوم 20 يونيو 2010 عقب اعتقاله خلال المحاولة للسفر إلى قرقيزستان وإرغام الطائرة التي كانت تقله على الهبوط في "بندر عباس" جنوبي البلد.
ويقول زعيم الحركة الحالي صلاح الدين فاروقي إن "عناصر جيش العدل ينتشرون في جبال بلوشستان الوعرة داخل الحدود الإيرانية وليس لديهم صلة بالحكومة الباكستانية" كما تتهمهم بذلك السلطات الإيرانية.
غير أن إيران تؤكد بأن عناصر جيش العدل يتخذون من المناطق الوعرة في إقليم بلوشستان الباكستاني ملاذا آمنا لهم وذلك نظرا لصلاتهم القبلية التي تجمع البلوش بين البلدين المجاورين.