|
|
دعم إيران جعل من الحوثيين ميليشيا بمرتبة دولة
|
|
|
طهران - طهران التي ظلت تتهرّب من حقيقة وقوفها بشكل كامل خلف الحوثيين واحتلالهم مناطق شاسعة في اليمن وسطوهم على صلاحيات الدولة اعترفت أخيرا بشكل رسمي وصريح بمساندتها للجماعة الشيعية التي تؤدي في اليمن ذات الدور الموكول لحزب الله في لبنان.
أعلن علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون الدولية دعم طهران لجماعة أنصار الله الحوثية في غزوها لمناطق شاسعة من اليمن وسيطرتها على مقاليد الدولة هناك، معتبرا ذلك “نضالا حقا” من قبل الجماعة، وذلك في أوضح دعم إيراني رسمي للجماعة الشيعية، وأكثره صراحة إلى حدّ الآن بعد إنكار سابق لوقوف إيران وراء الحوثيين تمويلا وتسليحا وتدريبا، وتخطيطا عسكريا وسياسيا.
وأوضح خبر نقلته وكالة “إيرنا” الإيرانية للأنباء أنّ ولايتي أدلى بهذه التصريحات، أثناء لقاء جمعه، بعدد من “العلماء” الزيدية اليمنيين، في العاصمة طهران. كما نقلت ذات الوكالة عن ولايتي قوله: “نحن مطلعون على أفكار العلاّمة حسين بدر الدين الحوثي الأب الروحي لجماعة أنصار الله. ونحن سعداء بعبد الملك الحوثي لتزعمه بكل شجاعة ومعرفة الثورة اليمينة”.
ولفت ولايتي الذي يتولي رئاسة مركز الدرسات الاستراتيجية لمجلس شورى الأمن الإيراني، إلى أنّ حزب الله اللبناني، يقف مع جيش البلاد ضد كافة المخاطر التي تستهدف لبنان، مضيفا “ولذلك آمل أن تقوم جماعة أنصار الله في اليمن، بدور مماثل لدور حزب الله في لبنان”.
وسبق المراقبون ولايتي إلى المقارنة بين حزب الله وأنصار الله، خصوصا لجهة اقتطاع أجزاء من لبنان واليمن والسيطرة عليها بشكل مباشر والقبض على مقاليد الدولة –أو جزء منها في الحالة اللبنانية- مع رفع شعار مساندة الجيش ومقاومة النفوذ الأجنبي، معتبرين أن التطابق بين الطرفين يتجاوز التسمية إلى الدور الموكول من قبل إيران لكل منهما وتكتيكات العمل السياسي والحرب لأجل تنفيذ ذلك الدور الذي يمكن تلخيصه إجمالا في تركيز قدم لإيران في الدول العربية ولعب دور الذراع القوية لها.
|
تطابق بين أنصار الله وحزب الله
|
◄ في التسمية
◄ في الشعارات
◄ في ذرائع السيطرة على المناطق
◄ في تكتيكات السياسة والحرب
◄ في خدمة النفوذ الإيراني
|
|
|
ويقول مراقبون إن جماعة الحوثي في اليمن دشنت ما يمكن تسميته عهد “دولنة الميليشيا”، وذلك بعد سيطرتها على العاصمة صنعاء وقبلها محافظة عمران، ثم التمدد في خمس محافظات أخرى هي حجة وذمار والحديدة وإب والبيضاء، وكل ذلك في ظل التزام قوات الجيش للصمت.
وعلى الأرض واصلت جماعة الحوثي عملية فرض سيطرتها على مناطق في اليمن رغم توقيعها تفاهمات مع الحكومة وأطراف قبلية تقضي بسحب مسلّحيها.
وقال مسؤول محلي يمني إن مسلحي جماعة أنصار الله واصلوا أمس انتشارهم في مدينة إب وسط البلاد، رغم انسحاب مسلحي القبائل بناء على اتفاق تم توقيعه السبت في منزل المحافظ.
وأوضح ذات المسؤول أن المسلحين الحوثيين واصلوا انتشارهم في مدينة إب مركز المحافظة التي تحمل نفس الإسم في عدد من شوارعها ومؤسساتها الرسمية، ونقاط التفتيش التي أُنشئت من قبلهم.
أما في صنعاء عاصمة البلاد فأعلنت أمانة المدينة أمس إعادة فتح شارع المطار عقب إزالة المخيمات التابعة للمسلحين الحوثيين تنفيذا لاتفاق السلم والشراكة الموقع من قبل المكونات السياسية في البلاد قبل أسابيع.
غير أنّ المراقبين أجمعوا على اعتبار الخطوة رمزية بما أنّ الجماعة باتت مسيطرة فعليا على المقاليد الأمنية في المدينة، بل مسيطرة على مقاليد القرار في الدولة. غير أن مراقبين يؤكدون أن تلك السيطرة ظرفية، وأنّ الرهان الإيراني على الجماعة مبالغ فيه ويصطدم بحجمها وقدراتها، ليس على المستوى العسكري فحسب، بل الشعبي أيضا حيث سيكون من الصعب جدا على الحوثيين مواجهة حركة المقاومة التي بدأت تشتعل ضدّهم، فضلا عن بوادر الغضب الشعبي تجاه تصرفاتهم، والذي لاح أمس مجددا في تنظيم عدد من أبناء محافظة الحديدة غربي اليمن، مسيرتين، إحداهما مسلحة، للمطالبة بإخراج عناصر جماعة أنصار الله من المحافظة. وانطلقت المسيرة الأولى التي نظمها شباب مستقلون ومنظمات مجتمع مدني من شارع جمال وسط المدينة، واتجهت إلى مبنى المحافظة، بينما انطلقت خلفها المسيرة المسلّحة التي نظمها الحراك التهامي المسلّح، بحسب المصدر ذاته.
وتأسس الحراك التهامي مطلع العام 2012، للمطالبة بحقوق منطقة تهامة، والتي يقول إنه تم تهميشها وحرمانها من الخدمات. وتضم منطقة تهامة محافظة الحديدة، ومديريات بمحافظة حجة غربي اليمن.
وردد المشاركون في المسيرتين هتافات تطالب بطرد المسلّحين من المحافظة، مؤكدين أن تهامة سلمية ولن تقبلهم على أرضها، وستكون مقبرة لهم ولكل الجماعات المسلحة التي تحاول زعزعة أمن واستقرار المحافظة، منددين بصمت الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية تجاه تصرفات جماعة الحوثي.
ومرّت المسيرتان بجوار مبنى المحافظة، وألقى صخر الوجيه محافظ الحديدة كلمة أمام المتظاهرين، قال فيها إنه “معهم ولن يخذلهم”، مضيفا أن ” الدولة ستبذل كل الجهود لتكون هي الجهة الوحيدة لبسط الأمن والاستقرار في المحافظة”.
|