مراقبون لم يستبعدوا أن تكون أخبار تحرّش الحوثيين بالمضيق تسريبات إيرانية القصد منها اختبار مدى الاستعداد الإقليمي والدولي للتدخل عسكريا ضد الجماعة.
العرب [نُشر في 06/10/2014، العدد: 9699، ص(3)]
الحوثيون ينتحرون إذا اقتربوا من باب المندب
صنعاء - محاولة جماعة الحوثي السيطرة على مضيق باب المندب ستكون بمثابة انتحار للجماعة باجتياز خط أحمر غير مسموح بتخطيه إقليميا ودوليا. ومراقبون يعتبرون إشاعات التحرّك الحوثي نحو المضيق بالون اختبار من قبل طهران لإرادة المجتمع الدولي تجاه تحرّك بهذه الخطورة.
توالت التقارير، خلال الفترة التي أعقبت احتلال جماعة الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء، واستيلائها على معظم سلطات الدولة، بشأن تحرّكات للجماعة الشيعية الموالية لإيران باتجاه استكمال مخططّها القاضي بالسيطرة على مناطق إنتاج النفط، وخصوصا في مأرب، وفتح منفذ على البحر الأحمر يضمن التواصل المباشر مع إيران وتلقي دعمها من أموال وأسلحة ومقاتلين عائدين من مراكز التدرّب على أيدي عناصر الحرس الثوري الإيراني.
واستندت تلك التقارير حينا إلى رصد تحرّكات حوثية فعلية على الأرض، وحينا أخر إلى قراءات خبراء استراتيجيين في مخططات الجماعة ومن خلفها إيران. ومثّل الحديث الذي راج مؤخّرا بشأن تحرّكات حوثية للسيطرة على مضيق باب المندب الممر البحري الاستراتيجي بالغ الأهمية خصوصا في تصدير النفط الخليجي باتجاه العالم، أخطر ما أثير بشأن مخططات جماعة الحوثي، حيث يمثل ذلك خطا أحمر ليس بالنسبة لدول المنطقة وحدها، ولكن للقوى العالمية.
وقال مراقبون إن مجرّد اقتراب الجماعة من المضيق سيكون بمثابة انتحار من قبلها، حيث سيعني الأمر سيطرة إيرانية على أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
وقد بدت الجماعة على بينة من خطورة الأمر وسارعت إلى نفيه، غير أن مراقبين لم يستبعدوا أن تكون أخبار تحرّش الحوثيين بالمضيق تسريبات إيرانية القصد منها اختبار مدى الاستعداد الإقليمي والدولي للتدخل عسكريا ضد الجماعة التابعة لها في اليمن. ونفى عضو المكتب السياسي لما يُعرف بجماعة “أنصار الله” الحوثية علي القحوم زحف الحوثيين إلى مضيق باب المندب بوابة اليمن الجنوبية على البحر الأحمر.
وقال القحوم لوكالة الأنباء الألمانية إن الأخبار التي تداولها عدد من المواقع والقنوات الإخبارية حيال سعي الحوثيين إلى السيطرة على مضيق باب المندب عارية عن الصحة تماما.
وأضاف “هناك إعلام منظم في الوقت الراهن يسعى إلى خلط ما يجري في اليمن بالصراع الموجود بين كل من أميركا وإيران، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية”. وكانت عدة مصادر إخبارية قد تداولت خبرا من مصادر وصفت بـ“الخاصة” عن سعي الحوثيين إلى السيطرة على مضيق باب المندب من أجل التحكم بهذا المضيق الاستراتيجي.
وشدد القحوم على أنهم لم يسعوا إلى السيطرة على أي مواقع، قائلا “هناك أيضا من قال إننا نريد السيطرة على حقول النفط في مأرب، وهذه أخبار كاذبة".
وتعتبر مدينة مأرب شمال العاصمة صنعاء إحدى المناطق التي تحوي أنابيب النفط الرئيسية والتي تعتمد عليها خزينة الدولة بشكل كبير.