تناول رئيس المجلس الأمريكي الدولي، "مجيد رافيزاده"، في تقرير له نشرته صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية تصريحات المسؤولين الإيرانين التي تشير إلى إحباط إيران نتيجة عدم قدرة نظام "الأسد" القضاء على جماعات المعارضة المختلفة، وعجزه عن السيطرة على جميع أنحاء الدولة.
وبحسب موقع "24 الإخباري" الإماراتي، فقد أوضح "رافيزاده" أن لإيران دوراً كبيراً في منع انهيار الاقتصاد السوري، فقد فتحت ائتماناً بقيمة 3.6 مليار دولار لدمشق، واستطاعت دمشق، بفضل هذا الائتمان، شراء مشتقات النفط من طهران والمساهمة في تقوية العملة السورية (الليرة)، التي فقدت الكثير من قيمتها في السنوات الأخيرة.
وكانت عائدات الحكومة السورية تراجعت بصورة كبيرة بعد أن منعت الولايات المتحدة والدول الأوروبية تصدير النفط من دمشق، كما فقدت دمشق حوالي سبعة مليارات دولار أمريكي من عائدات السياحة السنوية، ووفقاً لوسائل الإعلام الإيرانية الرسمية هذا الأسبوع، فإن إيران قدمت أيضاً 30000 طن من الإمدادات الغذائية إلى سورية مؤخراً من أجل مساعدة الحكومة السورية على التعامل مع نقص الغذاء الذي سببته الحرب الأهلية.
ولفت التقرير إلى أنه قبل بدء الحرب كانت سورية قادرة على إنتاج معظم احتياجياتها الضرورية من الغذاء، بالإضافة إلى تصدير كمية كبيرة من القمح، ومع ذلك، ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، فقد أصبحت سورية تسجل انخفاضاً قياسياً هذا العام من خلال إنتاج 1.7 إلى مليوني طن من القمح فقط.
وأضاف "رافيزاده" أن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان صرح بأن المساعدات الإيرانية لسورية تقتصر على السلع الإنسانية، إلا أن هذا، بحسب الكاتب، كذب وخداع، من جميع الاتجاهات.
فبالإضافة إلى تقديم مليارات الدولارات على شكل ائتمان ومساعدات اقتصادية، أدت إيران دوراً محورياً من خلال وكيلها "حزب الله" إضافةً إلى قوات القدس – وهي وحدة من القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني – وذلك من خلال تقديم الدعم العسكري والمخابراتي والاستشارات الجيوسياسية والإستراتيجية، وهو ما ساعد حكومة "الأسد" على الحفاظ على سلطتها خلال السنوات الثلاث الماضية من الصراع.
وفي تعليقه على التصريحات الأخيرة التي صدرت عن المسؤولين الإيرانيين الذين يقولون: إن إيران لا تتوقع بقاء "الأسد" في السلطة إلى أجل غير مسمى، وإنهم منفتحون على الخيارات الأخرى، قال الكاتب: إن هذه التصريحات جاءت في وقت أدرك فيه الزعماء الإيرانيون أن جماعات المعارضة السورية ومجموعات المتمردين لن تستسلم لقوات "الأسد" في أي وقت.
ورأى "رافيزاده" أنه عندما تتعرض جماعات المعارضة للهزيمة في منطقة ما، فإنهم يعيدون تجميع أنفسهم ويراجعون خطتهم، ويستعدون لقتال النظام في منطقة أخرى.
ولذلك يرى المسؤولون الإيرانيون أن هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى إطالة عمر الصراع السوري لسنوات طويلة قادمة، وإذا وقفت إيران إلى جانب "الأسد"، فإنها ستجد نفسها مضطرة لدفع مليارات الدولارات للحكومة السورية كل عام وتقديم المزيد من الدعم العسكري والمخابراتي والاستشاري، من دون أن يكون هناك أي ضمان مستقبلي للسداد أو التعويض. المجتمع