لم تمض إلا أيام معدودة من قرار الحكومة السودانية إغلاق المركز الثقافي الإيراني وفروعه بكافة ولايات السودان، حتى بدأت حملة شعبية مماثلة تطالب بإغلاق جميع الحسينيات ومنع نشاطها بالبلاد.
واعتبر مراقبون أن الحكومة السودانية "أصبحت أكثر استعدادا من ذي قبل لمعالجة تصرفات زادت من انتشار المد الشيعي المرفوض شعبيا".
وقال الداعية الإسلامي عبد الحي يوسف للجزيرة نت إن وقف نشاط المراكز الإيرانية يمثل خطوة في اتجاه المصالحة بين الحكومة السودانية وشعبها.
ولم يقتصر دور الرافضين لوجود النشاط الشيعي بالبلاد على تأييد قرارات الحكومة، بل تظاهر بعضهم الأحد منادين بضرورة شمول القرار كل ما يرتبط بإيران "ولو كان ذلك إغلاق سفارتها بالخرطوم طالما أراد منسوبوها تخطي الأعراف الدبلوماسية للعمل في نشر الفكر الشيعي في السودان".
وأصدرت قوى أبرزها جماعة الإخوان المسلمين، وهيئة تزكية المجتمع والطرق الصوفية، وجبهة الدستور الإسلامي، والمجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية، والجماعات السلفية، والتيار السلفي بالسودان، مذكرة اعتبرت فيها أن قرار إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية "أوقف خطط الرافضة الهادفة لتدمير الحياة السياسية وتمزيق النسيج الاجتماعي السوداني"، مستنكرة سبّ الصحابة وآل بيت النبي عليه الصلاة والسلام والطعن في أمهات المؤمنين.
|
المتحدث الرسمي باسم الإخوان: الدولة تجاهلت نشاطات إيرانية مريبة (الجزيرة)
|
خلايا نائمة
وقالت إن خلايا الشيعة النائمة ومكاتبهم الاستخباراتية المتمثلة في الحسينيات وغيرها "تعمل في الخفاء على زعزعة الأمن كما يجري في سوريا واليمن والعراق، وتحاول تقويض الدستور بخلق الفتن الطائفية والحروب".
في الوقت نفسه، جددت منابر وجماعات وهيئات إسلامية دعوتها لتواصل النداءات والمظاهرات السلمية عقب كل صلاة الجمعة من كل أسبوع لحض الحكومة على اتخاذ مزيد من القرارات ضد ما أسموها التجاوزات الإيرانية.
المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين وليد سعد الدين يرى أن السودان لم يكن ليعرف الفكر الشيعي لولا تجاهل الدولة وتغاضيها عن النشاطات المريبة التي ظلت تقوم بها إيران منذ عقود.
وقال للجزيرة نت إن قرار الحكومة إغلاق المراكز الثقافية الإيرانية وطرد الملحق الثقافي "وجدا قبولا وارتياحا كبيرا بين أبناء شعب السودان الرافض لهذا المذهب الذي ما تسرب لبلد إلا وأشاع فيه الخراب والاحتراب"، داعيا إلى قرارات أخرى "بتعقب معاقل التشيع وتحصين المجتمع من إخطار هذا الفكر".
|
السموأل خلف الله: لا مانع من قطع العلاقات مع إيران (الجزيرة)
|
قطع العلاقات
بينما طالب عبد الوهاب محمد علي نائب رئيس هيئة تزكية المجتمع والأمين العام لجبهة الدستور الإسلامي بالمزيد من القرارات المحاربة لفكر الرافضة والمانعة لتغلغله داخل المجتمع السوداني، داعيا إلى إغلاق السفارة الإيرانية وطرد سفير طهران بالخرطوم "لأن هذه العلاقة ليست في مصلحة السودان ولا شعبه".
في حين يرى الموظف إسماعيل اليسع أن تجمع الجماعات الإسلامية السودانية باختلاف توجهاتها حول ضرورة محاصرة الفكر الشيعي "يؤكد وعيها بالمخاطر التي يشكلها على المجتمع السوداني".
واعتبر في حديثه للجزيرة نت التضامن بين الشعب السوداني "أكبر مؤشر على قدرة أهل السودان على لفظ هذا الفكر وتجفيف منابعه في أسرع وقت".
أما وزير الثقافة السابق السموأل خلف الله فقد أشار للجزيرة نت إلى ابتعاد المراكز الثقافية الإيرانية عن دورها المحدد "بل خالفت كل الأعراف الدبلوماسية وكان يجب التصدي لها مهما كان تأثير ذلك القرار على العلاقات مع إيران".
وزاد "إن كانت العلاقات مع إيران مرتبطة بذلك النشاط الذي يرفضه أهل السودان، فلا مانع من قطع العلاقات معها".