خاص/ مشروع عراق الفاروق
بقلم/آملة البغدادية
فاجئتنا الصحف في إيران بأنباء تقدم جنود القاعدة في المحافظات الكردية المحاذية لكردستان العراق ورفع راياتها ، وهذا في غضون ساعات قليلة في 7 محافظات إيرانية . الخبر يستدعي وقفات لا وقفة واحدة فقط للتهليل والغبطة بنصر لم تتكشف نهاياته ، لأن الذاكرة القريبة ما زالت تحمل في طياتها تقدم الدولة الإسلامية التي غلب على تسميتها (داعش) في الرقة وغيرها في المدن السورية، وفي نينوى بنفس السرعة ثم تراجع غريب لتهوي المناطق السنية تحت نيران وبراميل الموت الصفوية والغربية المعادية .
لو عدنا إلى الوراء بقليل فالخبر يتزامن مع مخاطبة مسعود البرزاني لإيران ، وهو الصديق الدائم لإسرائيل والساع لكل تعاون والتحالف مع الشيطان لقيام دولة كردستان، ومع السيطرة على مدن عربية والأهم كركوك منبع البترول الأسير الغني بلا نظام حر يحميه يجعل من التحالفات بداية محاصرة للفصائل في العراق في ظل غياب العرب والإسلام لتحالف مضاد مقابل . لقد نشرت ( وورلد تربيون) أن وحدات مشاة الحرس الثوري الإيراني التي أرسلت إلى كردستان كانت مدعمة بطائرات هليكوبتر ودبابات وناقلات جنود مدرعة وأن الوحدات الإيرانية تتحرك داخل وخارج العراق عند الحدود الإيرانية الشمالية للتأكد من أن الجماعات المسلحة لا تحاول التسلل، ومع سطوة نظام الملالي وحصارها الخانق على أهل السنة وافتقارهم إلى قطعة سلاح واحدة تكفي لتسليط علامات التعجب ثم التسائل ، فكيف يمكن إسقاط 7 مدن بساعات ؟ .
إن الخوف كل الخوف من أن يكون سيناريو معاد لضرب المعارضة وتهديم مناطقها لتأمين الجبهة الداخلية الإيرانية من خطر السنة والمعارضة المتمثلة في (مجاهدي خلق) ، والتي تعاني هذه المنظمة من هجمات السلطة في العراق منذ أكثر من عام بأوامر إيرانية واضحة لوأدها وصلت إلى حد قطع الماء والكهرباء، هذا رغم اهتمام العالم وحقوقها الإنسانية بكل منظماتها بشكل يفوق اهتمامهم لأهل السنة بمئات المرات . اليوم ما عاد التغافل العربي يجدي نفعاً ولا التفكير بالمصلحة الداخلية حصراً فالمفتاح معلوم والأحواز جبهة لا يستهان بها، ومن الخطورة تجاهل تسليحها واشتراكها في التحرير .
إن التحالف الغربي والشرقي العربي والإيراني الصفوي الروسي والألماني مؤخراً بحجة محاربة الإرهاب والتمدد لداعش والتهديد المحتمل لبلادهم يجعل أهل السنة في خطر غير مسبوق ، وفرح يهودي فارسي يصل إلى مراتب لم يحلموا بها من قبل، مع أن الإيمان بالله كبير ونصره مؤكد للمؤمنين، إلا أن النصر بعد خسائر فادحة غير النصر وخسائر طفيفة ومدن محررة متاحة للعيش . إن التحالف الغربي والدهاء اليهودي الذي جعل من الاقتتال السني السني بديلاً عن خسارته المباشرة في الحرب يفترض أن يجد وعي وتحرك عربي خاص لوقف القتال وإعادة العراق لما قبل 2003 بحكم سني بعيد عن سلطة إيران التي يشكل الشيعة أهم أسبابها و( إلا ) التقسيم هو الحل للتخلص من خدم إيران وقطع دابرها وغلق الحدود بجبل من نار، هو جيش سني واع لا منادي بالأخوة والوطنية التي ثبت عوارها ــ هذه التي لم يعيها العرب بعد وأغلب سنة العراق للأسف ــ ومن هنا نعلم أن الأمور لا تبشر بخير لأهل السنة ، وها هي مدنهم أصبحت أطلال في حين أن المدن الشيعية تنعم بالازدهار ، والخطر على الجهاد السني عنصر المقاومة ، فهوفي حصار خانق ومؤامرة كبرى تتطلب تغيير الموازين حول (المعركة الكونية) إلى معركة فاصلة تجعل من إيران وشيعتها العدو الذي بين ظهرانينا، وليس معركة (هرمجدون) التي يخطط لأسبابها اليهود ويعينها المجوس منذ قرون بجعل أهل السنة هم البديل .
أتساءل : إلى متى يتجه الحماس الشبابي وحب الجهاد في صفوف غامضة وتشرذم واضح ؟ وإلى متى نوم الجامعة النائمة ؟
اللهم أنت المستعان ومنك النصر . - صقور العرب.