خبراء في شؤون الجماعات المسلحة يؤكدون أن الاستخبارات الإيرانية تسعى من خلال تصريحات مسؤوليها إلى إشعال نار الفتنة بين جيش العدل وجيش النصر.
العرب [نُشر في 30/08/2014، العدد: 9664، ص(5)]
جيش العدل يكذب تصريحات الحرس الثوري بشأن اغتيال ريغي
لندن- كذب جيش العدل السني في بلوشستان صحة الأنباء التي تداولتها وسائل الإعلام الإيرانية نقلا عن مصادر في الحرس الثوري الإيراني عن قيام استخبارات ولاية الفقيه باغتيال عبدالرؤوف ريغي زعيم حركة جيش النصر السني في باكستان.
وأعلن جيش العدل في بيان له نشره عبر موقعه الإلكتروني، أمس الجمعة، بأنه يرد على ما وصفه أنه إدعاءات النظام الإيراني على الحركة، فيما لم يوجه اتهامات صريحة لإيران بقتله.
وأوضحت الحركة التي تقود تمردا مسلحا منذ سنوات في محافظة سيستان بلوشستان المضطربة أنه تم تشكيل لجنة من قبلها لاعتقال من قام باغتيال متحدثها السابق المنشق عنها بسبب خلافات في التسيير، وفق متابعين.
وجاء صدور البيان لتنفي مزاعم الاستخبارات الإيرانية بتورطها في مقتل عبدالرؤوف ريغي، بحسب مصادر إيرانية مطلعة.
وقد أشارت المصادر نفسها إلى أنه على إثر استمرار الاشتباكات بين حركتي جيش العدل وجيش النصر داخل الأراضي الباكستانية، قام مسلحون من جيش العدل بمهاجمة مقر ريغي بمدينة البندين بولاية بلوشستان الباكستانية وقتلوه هو وابن اخته أبوبكر ريغي.
في المقابل، وعدت حركة جيش العدل في بيانها بالرد الحاسم على هذه الإدعاءات عبر الكشف عن ملابسات الحادثة واعتقال الفاعلين. وكانت تقارير إيرانية رسمية أفادت أن زعيم حركة جيش النصر البلوشية المتهمة من قبل طهران بالقيام بأعمال تصفها بـ”الإرهابية” قتل إثر تصاعد الاشتباكات بين جماعتي جيش العدل وجيش النصر البلوشيتين اللتين تدافعان عن أهل السنة على الأراضي الإيرانية.
ووفق خبراء في شؤون الجماعات المسلحة فإن الخلافات تصاعدت داخل حركة جند الله التي غيرت اسمها إلى جيش العدل بعد خطف زعيمها عبدالمالك ريغي من قبل الاستخبارات الايرانية التي أعدمته في العام 2010، ما أدى إلى انشقاق عبدالرؤوف ريغي وتأسيسه جماعة جيش النصر.
وأشاروا إلى أن الاستخبارات الإيرانية تسعى من خلال تصريحات مسؤوليها إلى إشعال نار الفتنة بين الحركتين من أجل تحقيق مكاسب جراء صراعهما. يذكر أن محافظة سيستان بلوشستان من أكثر مناطق الصراعات الداخلية في إيران.