احتجاز باحثة إيرانية يفاقم سجل إيران الحقوقي
اعتقال زهرا زهتاب جي سبب لها أضرارا جسدية ونفسية، وعائلتها تعرضت إلى ضغوط هائلة من قبل محققي المخابرات الإيرانية.
العرب محمد المذحجي [نُشر في 07/08/2014، العدد: 9641، ص(14)]
في هذا السجن تواصل زهتاب جي رحلة المعاناة والألم
مازالت السلطات الإيرانية تمارس قمعها الفكري والثقافي المعلن، دون رادع أو احترام للآراء، فبعد فضيحة إغلاقها لثلاث غرف تابعة للسنة في معرض الكتاب الدولي الذي أقيم منذ سنتين، وهي دار النشر “آراس كردستان” و”حافظ ابرو خراسان رضوي” و”إيلاف محافظة فارس″، هذا إلى جانب قيامها بجملة من الإعدامات على عدد من المفكرين بتهم ملفقة وباطلة، ها هي تعود إلى ممارسة شطحاتها مرة أخرى، وذلك بإلقاء القبض على الكاتبة والباحثة زهرا زهتاب جي.
تحتجز المخابرات الإيرانية زهرا زهتاب جي، الباحثة والخبيرة في العلوم الاجتماعية، لأكثر من 9 أشهر في الحبس الانفرادي، على الرغم من انتهاء فترة التحقيق والاستجواب.
حبس انفرادي
تم اعتقال زهرا زهتاب جي، أم لطفلتين صغيرتين، مع زوجها، سيد جواد خوش نيت، في 16 أكتوبر 2013 من قِبَل قوات المخابرات الإيرانية وتم نقلهما إلى سجن إفين السيئ السمعة في طهران.
أطلِق سراح سيد جواد خوش نيت بعد ثلاثة أسابيع، لكن استمر سجن هذه الباحثة وخرّيجة علم الاجتماع من جامعة بهشتي في طهران في الحبس الانفرادي على الرغم من انتهاء التحقيق الأولي للمخابرات الإيرانية ولم يتم إحالة ملفها إلى المحكمة حتى الآن.
وهَدّد محققو وزارة المخابرات الإيرانية عائلة زهرا زهتاب جي، أنه في حال انتشار أيّة معلومة عن وضعها في سجن إفين، فستنجر عن ذلك عواقب وتبعات كارثية ووخيمة على هذه الباحثة والخبيرة الاجتماعية.
معاناة وآلام
اعتقال زهرا زهتاب جي في الحبس الانفرادي لفترة طويلة سَبّب لها الإصابة بأضرار جسدية ونفسية خطيرة، بحيث أضحت تعاني من الانخفاض الحاد في وزنها والضغط النفسي الشديد. وكان مسؤولو سجن إفين يمنعون دخول أي كتاب أو صحيفة إلى زنزانتها، كما يرفضون استلامها الملابس الواقية من البرد في موسم انخفاض الحرارة.
وقال أحد أقاربها إن زهرا زهتاب جي تقبع في الحبس الانفرادي بقسم النساء لسجن إفين ويمنع محققو المخابرات الإيرانية نقلها إلى قسم عام بسجن إفين، وأعرب عن قلقه الشديد إزاء صحتها الجسمية وأكد أنها تعاني من آلام شديدة في الظهر خلال الأشهر الأخيرة.
اضطهاد العائلة
صرح هذا الشخص كذلك إثر سؤال يتعلق بعدم نشر معلومات عن وضعية هذه الباحثة، قائلا: “تعرضت عائلة زهرا زهتاب جي إلى ضغوط هائلة من قِبَل محققي المخابرات الإيرانية لأجل عدم إعطاء أيّة معلومة حول اعتقالها إلى وسائل الإعلام”.
تم القبض عليها بعد إجراء استطلاع للرأي نظمته مؤسسة "جهاد الجامعي" في جامعة طهران حول نتائج الانتخابات الرئاسية العاشرة
وأضاف هذا الشخص المقرب من عائلة هذه الباحثة والخبيرة في العلوم الاجتماعية: “تلتقي زهتاب جي مع زوجها وابنتيها عبر مقصورة السجن مرة واحدة كل أسبوعين .
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يُكْشَف عن الاتهامات الموجهة إلى زهرا زهتاب جي على وجه التحديد رغم مرور تسعة أشهر على اعتقالها.
كما يذكر أنه في عام 2009 وخلال فترة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المثيرة للجدال آنذاك، تم اعتقال هذه الباحثة والخبيرة في العلوم الاجتماعية على خلفية إجراء استطلاع الرأي الذي نظمته مؤسسة “جهاد الجامعي” في جامعة طهران حول نتائج الانتخابات الرئاسية العاشرة في إيران، من قِبَل المخابرات التابعة لشرطة طهران، وتم إطلاق سراحها بعد بضعة أيام.