دفعت الازمة التي يواجهها العراق المرجعية الشيعية ومقرها مدينة النجف، الى تعزيز دورها عبر الدعوة الى الدفاع عن العراق من الهجمات التي يشنها تنظيم "الدولة الإسلامية" في المحافظات السنية.
بغداد: تواصل السلطات العراقية منذ التاسع من حزيران/يونيو الماضي التصدي لهجمات "الدولة الاسلامية" التي تهدد بالزحف الى بغداد، تحولت النجف مركزا لتطوع المدنيين الشيعة لدعم القوات العراقية.
وشجعت فتوى للمرجع آية الله علي السيستاني هي الاولى من نوعها منذ اكثر من تسعين عاما مئات الالاف من الشيعة على التطوع للقتال الى جانب القوات الامنية.
وتطوع خمسة الاف من الرجال الشيعة لحمل السلاح والدفاع لحماية ضريح الامام علي ومدينة النجف التي تهددها هجمات الجماعات السنية المتشددة التي تصف الشيعة ب"الروافض" وتتوعد بقتلهم.
ويقول سيد شبر (42 عاما) المسؤول عن تدريب متطوعين وكان من افراد الجيش العراقي الذي تم حله بعد الغزو الاميركي للعراق في 2003 "استقبلنا اعدادا كبيرة من طلبات التطوع".
واكد شبر وهو احد المتطوعين للعمل الى جانب القوات الامنية تحت شعار "خدمة الامام الحسين" انه رد الكثير منهم، متسائلا "اين يمكن ان نضع كل هؤلاء؟".
واكد المرجع السيستاني في فتوى صدرت في العشرين من حزيران/يونيو الماضي، ان على كل طوائف المجتمع العراقي مقاتلة تنظيم "الدولة الاسلامية" معتبرا انه اذا لم يتم طردها من العراق "فسيندم الجميع غدا"، بدون ان يتدخل في العملية السياسية مباشرة.
ويقول الشيخ علي النجفي نجل بشير النجفي احد المراجع الشيعة الاربعة متحدثا لفرانس برس ان "للعراق الجديد ظروفا وطابعا خاصا والمرجعية هي التي ترسم خريطة العراق الجديد".
واضاف ان "المرجعية لم ترغب ان تسيطر على البلاد لكن أن تعبر عن رأيها في الاوقات الحرجة والصعبة".
واثر فشل مجلس النواب في الايام التي تلت هجوم "الدولة الاسلامية" المباغت، في عقد جلسة للتصويت على انتخاب رئيس للمجلس او التوافق على تشكيل حكومة جديدة في البلاد، طالب السيستاني وبشكل متكرر مجلس النواب بالاسراع في اختيار الرؤساء الثلاثة، الجمهورية البرلمان ورئاسة الوزراء، ومواصلة سير العملية السياسية بما يخدم البلاد.
ولم ينجح المجلس الا الاسبوع الماضي في انتخاب رئيس له.
ومنتصف تموز/يوليو اعلنت مديرية شرطة محافظة النجف العراقية انها بدات تطبيق قرار صادر عن مجلس المحافظة بمنع بيع وشراء البضائع التركية والسعودية والقطرية، متهمة هذه الدول الثلاث بدعم وتمويل "الارهاب" في العراق.
وكان مجلس المحافظة اصدر في التاسع من تموز/يوليو قرارا اعلن فيه مقاطعة البضائع التركية والسعودية والقطرية والاستعاضة منها ببضائع من دول اخرى، موضحا انه اتخذ القرار بسبب "الدور السيء الذي تلعبه هذه الدول في دعم وتمويل الارهاب في العراق (...) كون هذه الارباح تذهب لدعم الجماعات المسلحة في العراق".
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتهم في اكثر من مناسبة السعودية وقطر بدعم الجماعات المسلحة المتطرفة في العراق، بينما تشهد العلاقات العراقية التركية توترات بسبب عدة ملفات على راسها الموقف من النزاع في سوريا المجاورة.
والنجف احدى اقدس المدن لدى الشيعة في العالم، وهي تحتضن مرقد الامام علي ابن ابي طالب اول الائمة المعصومين لدى الشيعة الاثني عشرية. - إيلاف.