يعتبر الفستق من المنتجات الرائدة في ايران بعد صادرات النفط. أرادت إدارة بيل كلينتون خلال عامها الأخير التقارب مع ايران، فمنحت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين أولبرايت حرية اعلان رفع الحظر عن استيراد الكافيار والسجاد والفستق الايراني. وبالمقابل، تستورد اسرائيل ربع الفستق من الولايات المتحدة ونحو نصفه من انجلترا والمانيا، في حين ان هذين البلدين -انجلترا والمانيا- لا ينتجا الفستق على الاطلاق، وهو ما يشير الى ان المصدر ايران. أعترفت الحكومة الاسرائيلية في أوقات سابقة بان اسرائيل استوردت بطرق غير قانونية نحو 105 طن من الفستق من ايران. وطلبت حكومة الولايات المتحدة من اسرائيل خلال سنة 2007م بايقاف استيراد الفستق من ايران. كما دعا سفير الولايات المتحدة لدى اسرائيل ريتشارد جونز في رسالة وجهها الى وزير المالية الاسرائيلي روني بار أون في سنة 2008م، اسرائيل الى وقف استيراد الفستق الايراني. وأشارَ سفير الولايات المتحدة حينها الى أن اسرائيل هي الدولة الأكثر استهلاكا للفستق، وانها تستورد ما قيمته 20 مليون دولار سنويا من الفستق من أمريكا وايران. يطمح مزارعي الفستق في وادي سان جواكين بكاليفورنيا، الحصول على الجزء الأكبر من العقود القانونية لتصدير الفستق الامريكي الى الاسواق الاسرائيلية المربحة. ونفت اسرائيل وجود مشكلة واشارت الى ان المكسرات تستورد بطريقة غير قانونية. وهو ما خلق روحا تنافسية بين المنتجين الايرانيين والامريكيين على حد سواء للتسابق في الحصول على الأولوية لتصدير الفستق لاسرائيل، الا ان الكثير من الاسرائيليين يفضلون الفستق الايراني. ويقول موشيه موسّافي وهو تاجر جملة في تل ابيب: "هذا ليس سر، مذاق الفستق الايراني الذ من الفستق الامريكي". تأخذ الحلوى الاسرائيلية نصيبها من الفستق الايراني. وكما هو معروف بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يفضل تناول الآيس كريم الممول من ميزانية الحكومة بنحو 2700 ألف دولار سنويا. ويفضل رئيس الوزراء الاسرائيلي الآيس كريم مع نكهة الفستق والمصنوع من متجر بالقرب من مكان اقامته. والمسرحية في هذه القصة في اسرائيل والتي يستغلها الخصوم السياسيين لنتنياهو بانه يبذخ المال من دون مبرر وعندما يطلب منه ان يقدم شيئا للاسرائيليين فيدعو الى التقشف! وجدل الفستق ليس الأول من نوعه، فقد نشب جدل في منتصف سنة 2011م حول الروابط التجارية بين اسرائيل وايران، وكان سببه قيام شركة عوفر براذرز الاسرائيلية ببيع سفن الى ايران عن طريق طرف ثالث، وقد رست هذه السُفن فعليا في الموانئ الإيرانية. ورغم حجم الجدل الذي اثير في وقتها، الا ان الولايات المتحدة مسحت أسم الشركة من سجل المخالفين بعد ثلاثة أشهر فقط. وكانَ هناك جدل اخر حول مصفاة باز الاسرائيلية، التي قامت بشراء النفط الخام القادم من ايران عبر منفذ في روتردام بهولندا. وقدّ علق حينها وزير الطاقة الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر بان الأتصال مع الدول المعادية من شأنه ان يخدم المصالح الاقتصادية ويعزز الاستقرار في المنطقة. كما تقوم اسرائيل بمدّ ايران بالأسمدة وأنابيب الري والهرمونات لإنتاج الحليب والبذور والفواكه، وفي الوقت نفسه، تمد ايران اسرائيل بالرخام والكاجو والمكسرات. كما قامَ المدير العام في وزارة الزراعة الايرانية بزيارة اسرائيل سرا خلال "أحداث العنف التي شهدتها الاراضي الفلسطينية" في اواخر سنة 2000م وأقام في فندق هيلتون بتل أبيب، وأعرب حينها عن رغبته بشراء أنابيب الري والمبيدات والأسمدة. ولم يتوقف جدل الروابط التجارية بين اسرائيل وايران الى هذا الحد، فقد استوردت ايران في ابريل نيسان سنة 2009م كميات كبيرة من البرتقال الذي يحمل ملصقات اسرائيلية، وانتشرت حينها الصناديق الاسرائيلية في الأسواق الايرانية، الا ان ايران عللت ذلك بان البرتقال جرى استيراده من دبي! كما ذكر بلومبرج في ديسمبر كانون الاول سنة 2011م بان ايران تستورد معظم أجهزة الأتصالات التكنولوجية من شركة اسرائيلية تسمى "الوت للاتصالات"، حيث تشحن هذه البضائع التكنولوجية الاسرائيلية الى الدنمارك ليعاد تعبئتها وتغليفها باسماء وهمية. - دنيا الوطن.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video