حملت شخصيات سياسية وبرلمانية وحقوقية إيران مسؤولية الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية واتهمتها بالتدخل في شؤون العراق وسوريا ولبنان واليمن، فيما هاجمت زعيمة المعارضة الإيرانية رجوي تحالف المالكي مع حكام إيران ضد شعبه، وانتقدت هدى عبد الناصر التطرف الديني للاخوان المسلمين ومحاولاتهم تمزيق مصر.
باريس: اعتبرت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي الشهر الحالي شهر تصاعد كفاح شعوب العراق وسوريا ولبنان وإيران واليمين ضد حكام طهران وحلفائهم في المنطقة. خلال جلسة حوارية في باريس نظمتها "الجبهة الموحدة ضد التطرف الديني في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي" اليوم وحضرتها "إيلاف".
وقالت رجوي إن هذه الشعوب تقود "انتفاضة ضد الاضطهاد وتدخل ولي الفقيه علي خامنئي وحكام إيران في شؤونها ومحاولتهم فرض إرادتهم عليها".
وأضافت أنه إلى جانب ذلك هناك ثورة بدأت تتكون لمواجهة استغلال إيران للثورات العربية من اجل الهيمنة على المنطقة من خلال محاولاتهم سرقة هذه الثورات واختطافها تحت شعار الصحوة الإسلامية.. وقالت "لكن يقظة الشعوب كانت اكبر من أن تسمح لهم بذلك، كما نجحوا في سرقة ثورة الشعب الإيراني في عام 1979".
وأشارت إلى أنّ حكام إيران والمتطرفين الدينيين الرجعيين معهم لم يتعظوا من هذه الدروس، وهم مستمرون بمساعيهم لفرض اراداتهم على المنطقة، لكن شعوب مصر ولبنان وسوريا والعراق تواجه هذه المحاولات التي تريد الحيلولة دون تحقيق الديمقراطية لها.
وأوضحت أنّ نظام طهران قد سقط في فخ هذه التدخلات الخارجية في المنطقة فحليفه في دمشق اصبح في مأزق فهو غير قادر على التقدم ولايريد التراجع بفضل مقاومة الشعب السوري. وأضافت أن في العراق الآن ربيعاً عربياً متجدداً ومتطوراً لانه كان اهم قواعد حكام طهران لإيصال تطرفهم الديني إلى المنطقة، وكان هذا هو هدفهم حين شنوا حرب الثماني سنوات اللاوطنية ضد العراق بين عامي 1980 و1988.
واتهمت رجوي الولايات المتحدة بتقديم العراق على طبق من ذهب إلى النظام الإيراني بعد سقوط النظام العراقي عام 2003.. وقالت: "لكنّ العراقيين قاوموا الهيمنة الإيرانية على مقدراتهم وفي عام 2005 ووقع 6 ملايين عراقي على بيان ضد التدخلات الإيرانية في شؤونهم واحتلال إيران غير المعلن لبلدهم. وأشارت إلى أنّ حكام طهران هم من فجروا مرقدي الامامين العسكريين للشيعة في سامراء عام 2006 ليشعلوا حرباً طائفية في العراق استغلوها لشن هجومهم ضد المساجد وضد العراقيين وشخصياتهم.
وقالت إن القمع المتزايد في العراق الذي يمارسه نظام رئيس الوزراء نوري المالكي هو الان يتفجر غضبًا شعبيًا، وأشارت إلى أنّه منذ تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية في العاشر من الشهر الحالي فإن العالم لم يخرج بعد من صدمة الانهيار المفاجئ للجيش العراقي المزود بأحدث الاسلحة الاميركية والمدعوم إيرانياً وخاصة من قبل فيلق القدس.
وشددت على أن الخطوة الاولى نحو استقرار العراق الآن تكمن في ضرورة رحيل المالكي وانهاء حلفه الشيطاني مع ملالي طهران.. وأشارت إلى ما يشهده العراق حاليًا ليس حرباً بين شيعته وسنته، وانما حرب بين الشعب والمالكي وتحالفه مع الدكتاتورية الحاكمة في طهران. وأكدت أن تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية "داعش" هو صنيعة إيران الذي يستخدمه ذريعة لمحاربة الشعب العراقي المنتفض.
وأكدت رجوي أن الخطوة الاولى لإنهاء هذه الاوضاع في المنطقة هي اسقاط نظام ولاية الفقية في طهران واقامة نظام شعبي ديمقراطي بديل يكون صديقاً للعرب والمسلمين وللجيران.. وحذرت من مخاطر التريث في مواجهة النظام الإيراني، وقالت إن ذلك سيؤدي إلى نتائج كارثية، وقالت إن الوقت قد حان لمقاطعته وطرد ممثليه ودبلوماسييه وقطع العلاقات السياسية والاقتصادية معه ودعم المجاهدين الثلاثة آلاف في مخيم الحرية - ليبرتي قرب مطار بغداد الدولي لعناصر منظمة مجاهدي خلق.
هدى عبد الناصر تتهم الاخوان بمحاولة تقسيم مصر
ومن جانبها، فقد عبّرت هدى ابنة الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر عن استغرابها من المد الذي حققته الثورة الإيرانية لدى تفجرها عام 1979 في عموم المنطقة، وأشارت إلى أنّ هذا الامتداد شجع الحركات الدينية المتطرفة في المنطقة.
وأشارت هدى الاستاذة في العلوم السياسية إلى أنّ واحدة من نتائج هذا الامتداد هو حكم جماعة الاخوان المسلمين لمصر لمدة عام واحد بين عامي 2012 و2013 ووقوفها ضد طموحات الشعب المصري وسرقتها لثورته واستقواؤها بالخارج وتشجيعها على الصراع الطائفي بين المصريين.
وأشارت إلى أنّ مصر كانت ستنزلق إلى هاوية لولا يقظة الجيش المصري وقائده عبد الفتاح السيسي واقدامه على تخليص الشعب من الاخوان وممارساتهم.. ودعت الشعب الإيراني إلى الاصطفاف مع شعوب المنطقة.
وعبرت هدى عبد الناصر عن استغرابها من اعلان الولايات المتحدة محاربة الارهاب الديني في المنطقة، في وقت تدعم الاخوان المسلمين حلفاء القاعدة.. وأوضحت أن هذه الممارسات تهدف إلى تقسيم الشرق الأوسط وتفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية.
إيران مسؤولة عن اضطراب المنطقة
ومن جهتهم، حمل نواب وسياسيون وحقوقيون واعلاميون النظام الإيراني مسؤولية الاضطرابات التي تشهدها المنطقة حاليًا وتشجيعه لحلفائه فيها على ضرب طموحاتها وتطلعاتها نحو التقدم والديمقراطية.
وقال وزير الخارجية المصري السابق محمد العرابي إن تخليص المنطقة من اضطراباتها الحالية يكمن في رحيل النظام الإيراني وتخلص الشعب الإيراني من ولي الفقيه، كما تخلص الشعب المصري من حكم مرشد الاخوان المسلمين.. وأشار إلى أنّ مصر بدأت تقود المنطقة إلى الوسطية والعمل المثمر وتخوض حربًا ضد الارهاب وستقضي عليه لتكتب نهاية الارهاب في المنطقة وتتعاون مع شقيقاتها الدول العربية لرسم مستقبل افضل.
وقال وزير الاعلام الاردني السابق صالح القلاب إن الحرس الثوري بقيادة قاسم سليماني يقوم بدباباته حاليًا بسحق ثورة الشعب العراقي، كما يقمع صنيعته حزب الله اللبنانيين. وأكد أن العالم العربي والإسلامي الذي استبشر بالثورة الإيرانية ضد الشاه وتطلع إلى دعم إيران للقضية الفلسطينية سرعان ما تبخرت آماله هذه بسبب ممارسات حكام طهران. وأشار إلى أنّ الاعدامات والاعتقالات التي تشهدها إيران حاليًا هي اوسع مما كانت تعانيه في زمن الشاه.
وهاجم حلف المالكي مع حكام إيران ضد طموحات الشعب العراقي، وشدد على ضرورة التضامن مح الحراك الشعبي الإيراني للتخلص من نظام الملالي في إيران. اما رئيس الوزراء الجزائري السابق احمد غزالي فقد أشار إلى أنّ المنطقة قد ابتليت بنظم دكتاتورية تقمع شعوبها بدعم من نظام إيران الذي يتخوف من استقرار المنطقة وتقدمها.
ومن جهته، أكد محمد الشيخلي مدير مركز العدالة الوطني في العراق أن الشعب العراقي المنتفض حالياً لن يتوقف عن ثورته حتى القضاء على الحكام القابعين في المنطقة الخضراء بوسط بغداد من حلفاء النظام الإيراني. وأشار إلى أنّ العراقيين كانوا اول من تصدوا لمخططات إيران الخميني التوسعية في المنطقة وخاضوا معه حرباً استمرت ثمانية اعوام، واستطاعوا من خلال تضحياتهم اسقاط المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة. وأكد تضامن العراقيين مع سكان مخيم اشرف لعناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في العراق، داعيًا المجتمع الدولي إلى الوقوف معهم ضد محاولات السلطات العراقية الموجهة من طهران والهادفة إلى القضاء عليهم.
السيستاني والحكومة يسيطران على عمل مكتب الامم المتحدة
ومن جانبه، كشف مدير مكتب حقوق الانسان في بعثة الامم المتحدة في العراق "يونامي" سابقاً الطاهر بوكدرة في كلمته أن أي ممثل جديد للامين العام للامم المتحدة في العراق لابد له لدى وصوله إلى بغداد لتولي مهمته من مقابلة المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني وأخذ التوجيهات منه. وأكد أن أي بيان يصدر عن البعثة لابد أن توافق عليه الحكومة العراقية قبل صدوره.. وأشار إلى أنّه شخصياً أعطي اوامر بعدم الاجتماع مطلقًا مع نائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي.. مؤكداً تواطؤ الامم المتحدة مع السلطات العراقية لمحاربة المجاهدين الإيرانيين في مخيم الحرية.
ثم تحدث نواب وسياسيون وحقوقيون من فلسطين والمغرب وسوريا وتونس وتركيا والاردن والبحرين وباكستان والجزائر وكردستان إيران والهند والعراق واذربيجان ومصر عن اوضاع المنطقة والدور الإيراني في زعزعة امنها واستقرارها ودعوا المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب ثلاثة آلاف من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في مخيم الحرية، حيث يواجهون الموت في كل يوم على يد القوات الامنية العراقية الموجهة من حكام إيران. إيلاف.