وضح تقرير تم اعداده ونشره في العربية نت بأنه ومنذ فترة تم بث شائعات في مختلف المدن الإيرانية من خلال رسائل قصيرة على الهواتف النقالة وبشكل ممنهج ومكثف حول “اختطاف وقتل واغتصاب” نساء إيرانيات ويُنسب كل ذلك إلى من يطلقون عليهم “سُنّة وهابيين”.
والغريب في الأمر أن إرسال الرسائل القصيرة بهذا الخصوص بلغ ذروته تزامناً مع هجوم “داعش” ونشر الصور المروّعة للإعدامات الجماعية والقتل الدموي للمدنيين بواسطة هذه الجماعة في العراق، لاسيما أن “داعش” يقوم بنشر صور ضحاياه عبر وسائل إعلام متوافرة لديه وتعيد وسائل إعلام إيرانية بثها مركزة على أن هذا التنظيم يعادي الشيعة.
والشائعات التي تُبث عبر الرسائل القصيرة في مختلف المدن الإيرانية تتهم جماعات سُنية وهمية عابرة للحدود بأنها تقوم باختطاف النساء واغتصابهن ومن ثم قتلهن.
وأدت سعة انتشار هذه الشائعات في مدن بندر عباس والأهواز وياسوج وشيراز وكرمان وآمل وطهران، إلى نقلها من الشارع إلى وسائل الإعلام، حيث سلّطت صحيفة “ابتكار” الناطقة بالفارسية في عددها الصادر أمس الخميس، الضوء على هذه الظاهرة وذكرت في تقرير لها أنه ترددت أقاويل حول أحداث من هذا القبيل والرواية دائماً نفسها، والتي تقول: “قام وهابيون بالتوغل إلى الأراضي الإيرانية فاختطفوا عدداً من النساء وقتلوهن”.
ويرى مراقبون أن هذه الشائعات تقف وراءها أوساط شيعية متطرفة ترى في انتشار التسنن خطراً لابد من مواجهته بأية وسيلة ممكنة، وتتلقى هذه الأوساط دعماً ملموساً من بعض رجال الدين المتشددين.
ورداً على هذه الشائعات قال علي عبداللهي، مساعد وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية، إن “الأنباء حول تعرض بعض النساء للاختطاف والاغتصاب من قبل وهابيين لا أساس لها من الصحة”.
وحول حادث مقتل امرأة في مدينة آمل (شمالي إيران)، حيث نسبت الشائعات قتلها لهؤلاء “الوهابيين” الوهميين، قال العقيد محمد صادق بهلوان، قائد شرطة مدينة آمل، إن هذا الحادث كان نتيجة خلافات أسرية، حيث إن القاتل كان زوج المرأة المقتولة ولكنه حاول تبرئة نفسه من خلال بث هذه الشائعة.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن مسؤول أمني لم تكشف عن هويته أن السلطات ألقت القبض على بعض الأشخاص الذين كانوا يبثون مثل هذه الشائعات “بغية بث الرعب والخوف في البلاد”، إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل عن المعتقلين أو انتماءاتهم أو دوافعهم.
وذكرت الصحيفة أيضاً أن هذه الشائعات تضر بالأمن النفسي للناس، خاصة أن النشاط الإعلامي لـ”داعش” يكمل “صورة الرعب” ويضرّ بالأمن النفسي والاجتماعي في إيران.
وكان مستشار الرئيس الإيراني لشؤون الأقليات القومية والدينية، علي يونسي، أكد في يناير الماضي أنه “يتم تهويل ما يسمى بالوهابية في إيران”، وأضاف: “من المؤسف أن ثمة أشخاصاً يعملون ضد المصالح العليا للبلاد من خلال معارضتهم لأهل السُّنة، ولكن بما أنهم يخجلون من التعبير عن هذه المعارضة فهم يلجأون إلى توصيفهم بمسميات من قبيل (الوهابية والسلفية)، وبهذا يحاولون التعبير عن معارضتهم لأهل السنة”.
هذا وقال وجدان عفراوي، الخبير في الشؤون الإيرانية، لـ”العربية نت”: “إن وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية وغير الرسمية تستخدم هذه المسميات منذ ثلاثة عقود، ما كرّس الكراهية ضد المكون السُّني، وهو من المكونات الأساسية في إيران، وأسس لاستغلالها من قبل أطراف متطرفة تعتاش على النزعات الطائفية”.
وأضاف: “من ناحية أخرى ينتشر المذهب السُّني بسرعة فائقة خاصة في إقليم الأهواز ذي الأغلبية العربية الشيعية التي تعاني من الاضطهاد القومي”.
وأوضح عفراوي أنه “كان هناك مسؤولون إيرانيون حذروا مراراً من تزايد عدد السُّنة في أقاليم بلوشستان وكوردستان وتركمان صحراء؛ الأمر الذي دفع المرشد الأعلى للنظام إلى إلغاء برامج تحديد النسل؛ كي يصل عدد السكان في إيران إلى 150 مليون نسمة”.