لم يعد سراً أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني أقحم في الصراع السوري ليس فقط وحداته العسكرية ووحدات حزب الله اللبناني المقاتلة والميلشيات الشيعية العراقية، وانما ايضاً المئات من اللاجئين الأفغان من الشيعة (الهزارة) الذين يتم تجنيدهم للقتال دفاعاً عن نظام الأسد مقابل وعود برواتب شهرية قدرها 500 دولار، بالإضافة الى منحهم وثائق اقامة إيرانية. وبدأت تتدفق اول معلومات عن هؤلاء المقاتلين الأفغان في سورية في اكتوبر العام الماضي عندما اخذت بعض مواقع التواصل الاجتماعي تتحدث عن مجموعة من الأفغان يرتدون الزي العسكري ويحملون الأسلحة، ويشير تقرير صادر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الى «أن ألفي أفغاني شيعي من قومية الهزارة الذين يتحدثون الفارسية انتقلوا من إيران للعيش في سورية للقتال في صفوف الجماعات الداعمة لنظام الاسد بتنظيم من إيران»، مبيّناً «ان هؤلاء اعتمدوا في تنظيمهم نموذجا يشابه تنظيم (لواء ابوالفضل العباس) الشيعي العراقي»، وقال «إن الوحدة الثانية من المقاتلين الشيعة الأفغان تنحدر من إيران، وهي تشكل وفق المصادر الإيرانية الوحدة الأكبر بين الوحدات الثلاث، وعناصرها في اغلبيتهم لاجئون من نصف المليون لاجئ شيعي إيراني في إيران. ووفقاً للتقرير، فإن هناك وحدة ثالثة تتكون من شيعة أفغان من غير سورية والعراق، يتم تجنيدهم من معسكرات اللجوء في دول اخرى». لواء (الفاطميون) وبعد أن كان هؤلاء الأفغان الشيعة يقاتلون في صفوف الميلشيات الشيعية العراقية، عمدت إيران الى تشكيل ميلشيا جديدة اطلقت عليها تسمية (لواء الفاطميون)، وفي هذا السياق، اقر تقرير إيراني نشره احد المواقع الإيرانية بأن «المقاتلين الأفغان الشيعة كان لهم وجود في (عصائب اهل الحق) وميلشيا (لواء ذو الفقار) حتى انهم كانوا يصنفون كمقاتلين في هذه الجماعات». ويتحدث التقرير عن مرور التنظيمات الشيعية الأفغانية بتطورات، اذ لم يقتصر تنظيمهم على (لواء الفاطميون) بل تبلور تنظيم غير بارز نسبياً يدعى (حزب الله أفغانسان) الذي له هويته الرمزية الخاصة وتمكن من بسط نفوذه داخل القوى المهمشة والمعزولة، وقال «إن مجتمع الهزارة الشيعي في أفغانستان شكل ومايزال هدفاً منطقياً للتجنيد الإيراني للحرب في سورية، لاسيما ان الجمهورية الإيرانية الإسلامية تستطيع التأثير عليهم بشكل مباشر بفعل مركزها الجغرافي الاستراتيجي والديني والتاريخي». ويقول الخبير في الشؤون السورية والإيرانية فيليب سميث وهو باحث متخصص في الجماعات الإسلامية الشيعية «إن إيران قد تجد في الحرب السورية فرصة لبسط نفوذها على العناصر الشيعية المختلفة، والمضي قدما بمخططاتها القيادية»، منبهاً الى «أن إيران بعد سحب الولايات المتحدة لقواتها المسلحة من أفغانستان قد تقرر اعادة توجيه شبكتها الجديدة من المتطوعين والمقاتلين الأفغان نحو الشرق وتعيدهم الى أفغانستان للتأكيد وإبراز ان لها نفوذا قوياً وواسعاً بين المجتمعات الشيعية الأفغانية التي تسودها الانقسامات المدمرة». - الوطن.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video