تتوالى سقوط المدن العراقية على يد مسلحين من الجيش العراقي السابق في عهد صدام حسين وثوار العشائر، بالإضافة إلى مقاتلين من الدولة الإسلامية بالعراق والشام "داعش" الذين أصبحوا على بعد عشرات الكيلو مترات من بغداد.
التقدم نحو بغداد
وواصل المقاتلون تقدمهم نحو العاصمة العراقية بغداد ووقعت معارك عنيفة مع الجيش العراقي على الحدود الإيرانية، للسيطرة على محافظة ديالى، الأمر الذي يعد تهديدا مباشرا لطهران.
وأكد محللون أن الانتصارات التي يحققها المسلحون على الجيش العراقي تأتي بسبب انسحابات الجنود من المعارك، مشيرين إلى أن معظم جنود الجيش في الشمال هم من السنة والأكراد الذين يشعرون بتهميش طائفي من قبل حكومة المالكي.
انسحاب الجنود
وكشف جنود للجيش العراقي في تقارير لبعض القنوات العربية والعالمية أن انسحابهم من المدن العراقية، جاء من باب الوطنية لأنهم رفضوا أن يخوضوا معارك ضد إخوانهم العراقيين من الجيش السابق ومسلحي العشائر الناقمين على حكومة المالكي.
ورفض الجنود اتهامهم بعدم الوطنية وفرارهم أمام مقاتلي تنظيم "داعش"، مؤكدين أنهم رفضوا تنفيذ تعليمات بقصف المدن التي تسيطر عليها داعش خوفا على أرواح المدنيين.
وأكد الدكتور محمود خالد عضو مجلس ثوار العراق أن القوات العراقية سلمت 40 موقعا عسكريا للثوار، مضيفا أنه تلقى اتصالا من قائد أحد الألوية يطالبه بقدوم أحد قادة ثوار العشائر لتسلم مواقع اللواء.
محللون عراقيون أشاروا إلى أن سيطرة العناصر المسلحة على المدن العراقية لا يمكن أن يحدث إلا في وجود غطاء شعبي رحب بتلك العناصر بسبب تجاوزات الجيش العراقي خلال الأشهر الماضية ضد منازل المدنيين واقتحام الاعتصامات.
من جهة أخرى، لفت محللون عراقيون إلى أن التنظيمات المسلحة اتفقت على نهج جديد في التعامل مع المدن التي خضعت لسيطرتها، الأمر الذي يؤكد أن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) استفادوا من أخطاء تنظيم القاعدة بارتكاب جرائم ضد المدنيين حين سيطروا على الأنبار في 2006.
ممنوع المساس بالمؤسسات
واتفقت العناصر المسلحة على عدم المساس بالمؤسسات الحكومية أو مواقع الجيش التي تم الاستيلاء عليها، وتم الإعلان عن تولي قيادات سابقة في الجيش العراقي إبان عهد صدام حسين، إدارة شئون المدن المسيطر عليها وطالبت المواطنين للعودة لديارهم.
في الوقت نفسه، أكدت تقارير صحفية "واشنطن تايمز" أن قوات من الحرس الثوري الإيراني انتشرت في العراق لمساندة المالكي لتصدي لمقاتلي داعش، وعناصر العشائر وضباط جيش صدام حسين.
وأشارت تقارير صحفية أن العشائر الشيعية بدأت بالفعل في الحشد للتوجه نحو الموصل لتحريرها من المسلحين، وأكد مراسل قناة "سكاي نيوز عربية" أن قوات عراقية في طريقها لمهاجمة المسلحين في المدن التي تم الاستيلاء عليها.
ممثلو المرجعيات الشيعية وعلى رأسهم ممثل السستاني، طالب المواطنين بحمل السلاح لمساندة الجيش العراقي فيما يعرف بـ"الجهاد الكفائي" الأمر الذي اعتبرته قوى سنية أن دعوى المرجعيات الشيعية فتوى لشن حرب على السنة وقالوا: إن هذه الفتوى لم تصدر في 2003 ضد الجيش الأمريكي.
من جهة أخرى، تقدمت قوات البشمركة الكردية وأحكمت سيطرتها على عدد من المدن العربية محل نزاع مع الحكومة في بغداد خاصة مدينة كركوك لتفرض واقعا جديدا يقول: إن الأكراد هم المستفيدون بعد ضمهم لمدن هامة لسيطرتهم.
وذكر محللون لقناة "بي بي سي عربية" أن كبار الضباط الأمريكيين في البنتاجون يحمدون الله أن العراق لم يوافق على بقاء 5 آلاف جندي أمريكي في العراق للتدخل لمساعدة الجيش العراقي إذ تطلب الأمر.
الخوري قال: إن الأمريكيين يقولون: "لو العراق وافق على بقاء الـ5 آلاف جندي أمريكي لكانوا تورطوا في القتال لمساعدة الجيش العراقي بموجب الاتفاقية التي رفضوها وكنا أرسلنا مزيدا من القوات مرة أخرى ما يعني مزيدا من الخسائر للجيش الأمريكي".
ورأى الرئيس الأمريكي باراك أوباما في سقوط المدن العراقية في يد المسلحين أن تضحيات الجنود الأمريكيين في العراق، ذهبت بدون جدوى وأن أموال الأمريكيين التي صرفت على تكوين الجيش العراقي لم تحقق شيئا.- فيتو.