تابعت اليوم خطبة الجمعة لممثل المرجعية العليا في النجف، وقد رأيت أن ألخص ملاحظاتي الأولية عليه بما يأتي:
خطيب المرجعية اليوم ينادي بالجهاد (المقدس)ويحث على دعم (الجيش)..ويمنح صك الشهادة لمن يقتل في مواجهة (الظلاميين)
..
من الواضح أن المرجعية (العليا) فقدت توازنها ..وبدأت تخوض في التفاصيل وتفتح باب التطوع الرسمي للقتال..وتناشد الآباء والأمهات لتشجيع أبنائهم على التطوع!!
لقد كانت المرجعية صامتة صمت القبور حينما كان جيشها يقوم بالدور المرسوم من ذبح للسنة وهدم للمساجد وانتهاك للأعراض..
المالكي يستنجد بشيطانه الأكبر في البيت الأبيض ..ومراجعه (العظام) يباركون ..
الجهاد عندهم هو قتل السنّة لا غير ..هذه هي الحقيقة
اليوم سقطت ورقة التوت الأخيرة ..وعلى الباغي تدور الدوائر
نعم نحن متخوفون من المستقبل والمؤامرات الخارجية..ولكن لم يعد عندنا ما نخسره ..وليس هناك أسوأ مما كنا فيه ..
إن اعتداءات (جيش المرجعية) على مقدساتنا ومساجدنا ورموزنا ونسائنا وأطفالنا ..لا تدع أمامنا من خيار سوى الوقوف صفا واحدا أمام هذا العدوان مهما كانت النتائج
لتفهم المرجعية أن سياساتها وسياسات ربيبها المالكي الحمقاء هي التي دفعت بالأمور إلى هذا الأنهيار ..
لقد أتيحت لكم فرصة أن تروا العالم (فلسفتكم) في الحكم وإدارة الدولة
بعد أن صدّعتم رأس العالم بالمظلومية والتهميش السياسي..فاحكموا على أنفسكم اليوم واحصدوا نتاج تجربتكم الفاشلة والشاذّة في سياق التاريخ والجغرافيا ..
فكروا اليوم بالحل المنطقي وابحثوا عن ما يحفظ لكم ما تبقى من ماء وجوهكم بين شيعتكم المساكين الذين أغريتموهم بالسمن والعسل فلم يجنوا منكم سوى الشوك والحنضل..
فكروا أنكم لا تعيشون لوحدكم على هذه الأرض..وأن الآخرين لهم مشاعر وعندهم مقدسات وأن معسول الكلام لن يستر قبيح الأفعال..فقد تجاوزتم على مقدساتهم واستثرتم مشاعرهم بعنجهية وعدوانية..
لقد حاربتم المعتدلين قبل (المتشددين) وقتلتم المدنيين قبل المسلحين..ثم تسألون باستغفال أعمى لماذا لم يقف الناس في المحافظات الثائرة بوجه (الإرهاب) ..كفوا عن هذا العبث ..وتعالوا لنضع النقاط على الحروف :
إما دولة عادلة يضمن فيها الجميع حقوقهم والحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الثقافية والمجتمعية..وإلا فتحملوا نتائج ظلمكم وغفلتكم..فليس عندنا ما نخسره ..أما أنتم فستخسرون كل شيء..
د محمد عياش الكبيسي
15-شعبان-1435
الموافق..13-6-2014