قال الله تبارك وتعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) [الأحزاب: 43]
وقال الله عز وجل: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة: 1.3]
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمتثل ذلك الأمر الرباني. فعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: اللهم صل على آل فلان. فأتاه أبي بصدقته، فقال اللهم: صل على آل أبي أوفى. رواه البخاري ومسلم
وعن جابر بن عبد الله أن امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: صلّ عليّ وعلى زوجي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صلى الله عليك وعلى زوجك. رواه الإمام أحمد وأبوداود، وصححه الألباني
- معنى الصلاة على (آل محمد):
1 - إذا أطلقت [يعني لوحدها]: فهي عامة في الأهل والأصحاب والأتباع.
فالمرادُ: جميعُ أتباعه على دينه، ويدخلُ بالأولويَّة مَنْ على دينه من قرابته؛ لأنهم آلٌ من وجهين: من جهة الأتِّباع، ومن جهة القَرابة. كما في قوله تعالى: (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر: 46]
قال في المصباح المنير (ص2.): [و"الآلَ" أهل الشخص وهم ذووقرابته وقد أطلق على أهل بيته وعلى الأتباع]
2 - إذا قرن الـ (آل) بالصّحب، فيدلّ الـ (آل) على المؤمنين من قرابته صلى الله عليه وسلم، والصّحب يدلّ على أصحابه رضي الله عنهم.