في ظل العقوبات الغربية المفروضة على إيران، سعى رجال الأعمال الإيرانيين إلى إيجاد بيئة خصبة وآمنة لاستثماراتهم في الخارج، فاتجهوا نحو مدينة دبي الإماراتية، ثم بدأوا، مؤخراً، بتغيير وجهتهم نحو مدينة إزمير غرب تركيا، رغبة منهم بالتكامل مع الاقتصاد العالمي.
وكانت مدينة دبي الإمارتية تشكل قبلة للمستثمرين الإيرانيين على مدى السنوات الماضية، حيث ساهموا في حصول دبي على مكانتها العالمية، بنسبة 25 % من بين الاستثمارات الأجنبية.
وبعد عام 2010، شهدت الاستثمارات الإيرانية في تركيا نمواً ملحوظاً في حجم الاستثمار وعدد الشركات الإيرانية، التي بلغ عددها 418 شركة عام 2010، فيما بلغ عدد الشركات التي تم تأسيسها في السنوات الأربع الأخيرة أكثر من 800 شركة، وتوجت بتأسيس “جمعية التعاون الإيرانية ومنطقة بحر إيجة” في ولاية إزمير، الواقعة في غرب تركيا.
وتحدث رئيس الجمعية، “حسين أريان”، لمراسل الأناضول عن شغف الشركات التركية في الوصول إلى العالمية والمنافسة، مبيناً أنها باتت لا تشعر بالارتياح في دبي، نظراً للفتور السياسي بين إيران والإمارات، وبدأت تنقل استثماراتها إلى تركيا، نتيجة العلاقات التاريخية بين البلدين والتقارب الثقافي، ولأنَّ تركيا لم تتشدد في تطبيق العقوبات، التي فرضها مجلس الأمن على إيران، إضافة إلى أن هناك 50% من الإيرانيين يحبون تركيا جداً.
وقال أريان: “إنَّ الإيرانيين فضلوا مدينة إزمير على إسطنبول لتأسيس استثماراتهم، حيث أسس 50 إيرانياً لشركاتهم في إزمير في السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أنَّ العائق الوحيد الذي نواجهه، هو عدم قدرتنا على فتح حسابات بنكية للشركات الإيرانين في البنوك التركية، بسبب العقوبات المفروضة”.
وتعتبر الإمارات الشريك التجاري الأول لإيران حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الأعوام القليلة الماضية إلى 44 مليار درهم (نحو 12 مليار دولار)، قبل أن ينخفض في 2012 إلى 25 مليار درهم بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران والتزام المصارف الإماراتية بها، ليعود إلى النمو بنسبة 7.6% في 2013 بعد الرفع الجزئي للعقوبات.
ويقيم في الإمارات نحو 400 ألف إيراني بينهم عدد كبير من التجار ورجال الأعمال يملكون نحو 8 آلاف شركة تنشط بشكل رئيسي في قطاعات المواد الغذائية والمواد الخام والحديد والفولاذ والإلكترونيات والإطارات والمعدات المنزلية، فضلاً عن نشاطهم في تجارة إعادة التصدير عبر دبي. - إزمير/علي رضا قره سو/الأناضول: - رأي اليوم.