شنت السلطات الإيرانية هجوما عنيفا على حكومة الوفاق اليمنية واتهمتها بالعجز عن حماية الدبلوماسيين المقيمين على أراضيها، كما فتحت النار على الرئيس عبد ربه منصور هادي، مجددة رفضها لاتهامها بشأن تدخلها في الشئون الداخلية اليمنية. ووصف المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني سيد حسين نقوى حسيني، تصريحات الرئيس هادي خلال لقائه الاخير برئيسي البرلمان والحكومة، وصفها بأنها لا أساس لها من الصحة وأنها مجرد محاولة لتغطية عجز صنعاء عن حماية أمان الدبلوماسيين الإيرانيين". وقال حسيني إن "سياسة إيران الإستراتيجية هي عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى ولن تقبل مثل هذه الاتهامات أبدا"، مشيرا الى ان "تصريحات المسئولين اليمنيين بشأن تدخل إيران في الشئون الداخلية للبلاد ما هي إلا محض أكاذيب وهروب نحو تغطية عجز صنعاء لتوفير الأمن للدبلوماسيين الإيرانيين"، وفق قوله. وأكد حسيني أهمية إلقاء اللوم على الدول الغربية للتدخل المباشر في الشئون الداخلية للدول الأخرى ودعم الجماعات الإرهابية خصوصا في اليمن. وكان الرئيس هادي قد قال في لقائه، بأعضاء في البرلمان والحكومة: «لقد حذرنا مراراً من التدخل في شؤن اليمن الداخلية وقلناها من قبل أن دعم أي جماعة او حركات انفصالية تعتبر من التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية لليمن ولن نسمح بهذا التدخل». رسائل حملها مبعوث ايران مبعوث الرئيس هادي، وأمين عام الحوار الوطني اليمني أحمد عوض بن مبارك أكد إن اليمن وضعت طهران في صورة ما وصفه بـ «التخوفات»، مما يتعرض له اليمن ويقف وراءه بشكلٍ أو بآخر أصابع إيرانية، عبر دعم جماعة عبدالملك الحوثي بـ «المال والسلاح». وبحسب ابن مبارك، فإن اليمن وضعت عدداً من التخوفات بحوزة وكيل وزارة الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، الذي زار صنعاء مؤخراً، لنقلها للقيادة الإيرانية، وفقا لصحيفة «الوطن» السعودية، مضيفا: «في نهاية الأمر، يجب على كل الأطراف اللاعبة في الإقليم احترام اليمن وأمن اليمن»، في إشارة إلى القلق اليمني من الدعم الإيراني لجماعة الحوثي. سبب توتر علاقة البلدين ويرجع السبب الرئيسي لتوتر العلاقات الدبلوماسية اليمنية الإيرانية، الى ارتكازها على رعاية أنشطة التمدد الشيعي في اليمن وليس على رعاية المصالح المشتركة بين البلدين، ووفقا لمصدر دبلوماسي يمني لـ «القدس العربي» ، «فان طهران تسعى من خلال هذا التمدد الى بسط نفوذها العقائدي في جنوب شبه الجزيرة العربية ومحاصرة الدول الخليجية فكريا من الجنوب». وأشار الى أن صنعاء حرصت دائما على تعزيز علاقاتها الثنائية مع طهران، كدولة اسلامية لها امكانيات وقدرات كبيرة وتربطها قواسم مشتركة عديدة مع اليمن، «غير أن طهران لم تكن تفكر بأي شيء سوى توسيع دائرة التمدد الشيعي في اليمن، بحكم التقارب الفكري المحدود بين مذهب الدولة الشيعي في إيران وبين المذهب الزيدي الذي يؤمن به حوالي 30 في المئة من سكان اليمن، في المناطق الشمالية». وذكرت المصادر أن النشاط الشيعي الايراني بدأ سرا في اليمن منذ مطلع الثمانينات حتى نهاية التسعينات، عبر الواجهات الطبية والأنشطة التجارية، إثر عدم السماح بفتح مراكز ثقافية ايرانية في اليمن، كما هو الحال في بعض الدول الحليفة لها. وأتخذت طهران من دعم مراكز التعليم الدينية في اليمن والمنح الدراسية وسيلة لنشر الفكر الشيعي في اليمن وتوسيع دائرة انتشاره، وكسب الكثير من مؤيديه ومريديه، وكان في مقدمة الذين استقطبتهم طهران وعلمتهم في مدارس قُم، مؤسس حركة «الشباب المؤمن» حسين بدر الدين الحوثي، الذي اشتهرت الحركة لاحقا باسمه. - مأرب برس .
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video