صراعات النظام الإيراني.. نشر شريط «فيديو» لقائد الحرس الثوري يظهر الخلاف داخل بيت «خامئني».. التسريب يحرج المرشد الأعلى ويعتبر رأي المواطن لا قيمة له.. احتجاجات الإصلاحيين أخطر من حرب بغداد وطهران.
سُرب فيديو لقائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد على جعفري، خلال إلقاء كلمة في اجتماع لكبار قيادات الحرس الثوري، وبمشاركة مندوب المرشد الأعلى في الحرس الثوري، وذلك عقب قمع الاحتجاجات عام 2009 بعدما تحدثت المعارضة عن تزوير لنتائج الانتخابات الرئاسية، التي أدت إلى فوز محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية. كان البعض يشتبه أن الانتخابات الإيرانية عام 2009 كانت صورية، وجاء الدليل في شريط الفيديو المسرب لمحمد على جعفري، قائد الحرس الثوري يذكر أن انتصار الإصلاحيين في انتخابات عام 2009 وعودتهم إلى السلطة «خط أحمر». وذكر موقع «المونيتور» الأمريكي أن الفيديو المسرب كان في عام 2009 ومرت خمس سنوات ومحمود أحمدي نجاد لم يعد رئيسا للبلاد إذا لماذا تم الإفراج عن هذا الفيديو المثير للجدل في الوقت الحالي ؟وهل لها تأثير على السياسة الإيرانية؟ الحرس الثوري الإيراني متورط في تجاوزات انتخابات 2009 وأشار الموقع إلى أن الفضائح الجديدة تكشف أن أفعال الحرس الثوري في انتخابات 2009 كانت بمباركة المرشد الأعلى، وإن لم يكن نتيجة لتعليماته المباشرة. كما أن الحرس الثوري الإيراني هو أيضا على مقربة من المعسكر المحافظ في السياسة الإيرانية، والعديد من المؤسسات المهمة هي راسخة في أيدي المحافظين وتشمل مجلس صيانة الدستور، ومجلس الشورى «البرلمان» والسلطة القضائية ويمكن لجميع هذه الهيئات أن تؤثر على سياسات الحكومة، التي هي في أيدي المعتدلين برئاسة الرئيس حسن روحاني في الوقت الحالي. وذكر الموقع الأمريكي أن شريط فيديو المثير للجدل يعني أن هناك شخصا قويا، أو حتى مجموعة قوية داخل النظام الإيراني، غاضبة من تورط الحرس الثوري في السياسة الإيرانية عن طريق الإفراج عن هذا الفيديو، فإنه أراد أن يثبت للشعب الإيراني التدخل غير الجيد لهذه القوى في العمل السياسي. والاحتمال الآخر هو أن الحرس الثوري عمد الإفراج عن هذا الفيديو بمثابة تحذير لمنافسيه كي يقول لهم:«انظروا إلى مدى قوة الحرس الثوري، فعلنا كل هذا في عام 2009، وإذا اضططرنا يمكننا أن نفعل ذلك مرة أخرى». وأوضح الموقع أن السيناريو الاخطر هو أن الفيديو يبين الاقتتال الداخلي بين الفصائل المختلفة داخل النظام لدرجة أنهم مستعدون للذهاب للرأي العام بهذه المعلومات المثيرة للجدل لإيذاء أو تحذير الجانب الآخر. لكننا رأينا أشرطة الفيديو التي تسربت قبل ذلك كجزء من الصراع السياسي الداخلي في فبراير عام 2013، ثم سُرب للرئيس أحمدي نجاد شريط فيديو سجل سرا كان يخطط فيه لتقويض منافسه على لاريجاني لذلك ما هو مختلف حتى هذا الوقت؟ ويثبت شريط الفيديو للشعب الإيراني أن الانتخابات برمتها كانت خدعة، وأن صوت ورأي المواطن الإيراني كانت لا قيمة لها إلا إذا وافق عليها الرجل الأقوى في إيران الذي يتحكم في الهيئة العسكرية الأقوى بالبلاد، لذا كان على استعداد ليس فقط لتجاهل صوت الشعب ولكن استخدام العنف لتنفيذ مخططاته.
النظام الإيراني منقسم بعد 30 من الثورة الإسلامية في خطاب علني له في 2 أكتوبر 2009 ذكر «جعفري» أن الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات جعلت النظام على حافة الإطاحة به، وأن الاضطرابات كانت أكبر خطر على جوهر النظام والثورة الإسلامية في السنوات الـ30 الماضية، وحتى أكثر خطورة من الحرب بين إيران والعراق. هذا الفيديو يشير إلى الاقتتال العنيف، بعد خمس وعشرين سنة من وفاة آية الله الخميني، فإن النظام أصبح أكثر انقساما الآن، كما يكشف أيضا عن استعداد النظام لاستخدام القوة الغاشمة لمنع أي مرشح من الفوز في الانتخابات. هذه التصدعات داخل النظام الإيراني قد يكون تحذيرا على المدى الطويل، إن الحرس الثوري الإيراني معرض لخطر التفكك والصراعات الداخلية على الرغم أن دوره يبدو آمنا في المرحلة الحالية. - فيتو.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video