لنصنع التاريخ كي لا نصبح جزءا منه حكمة امريكية ما دفعني الى كتابة هذا المقال هو ظاهرة رفض نهج التبعية المطلقة لايران التي بدأت تعلو داخل ما يسمى ب (المؤتمر القومي العربي) ومن بينها رسالة الاستاذ سعدون المشهداني عضو المؤتمر الى امانته العامة يعلن فيها رفضه حضور اجتماعه القادم في بيروت لاسباب تتعلق بسيطرة حزب الله عليها وعلى مطارها بشكل خاص، مما يجعل بحث العدوان الايراني على العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين وغيرها ودور حزب الله الاجرامي مستحيلا، رغم انه الموضوع الاشد ضرورة الان، ثم يطالب المؤتمر بتحديد موقف من الدور الايراني في ضوء ما يجري في العراق وسوريا وغيرهما. هذه الرسالة تقدم للمثقفين العرب الذين انتموا للمؤتمر (القومي العربي) على فرضية ماتت مبكرا وهي انه يدافع عن القومية العربية وهويتها ومصالح الامة العربية، لكنهم صدموا مرارا وتكرارا بان المؤتمر هو في الواقع اداة ايرانية صرفة ولا صلة لها لا من قريب ولا من بعيد بالعروبة والقومية العربية. فرسالة الاستاذ المشهداني هي تعبير واضح عن وعي ضمير حي لمثقف عربي تحمل طويلا الانحرافات الصريحة جدا للمؤتمر عن الخط القومي وكان يأمل تصحيح الانحراف لكن الانحراف كان اقوى من اعضاء المؤتمر كلهم ففرض بقوة نفسه وبلا غموض كاداة كاملة التبعية لايران رغم ان ايران تقدم نفسها رسميا الان كقوة امبريالية معادية للعرب عنصريا وبصراحة اكثر من صراحة الصهيونية كما سنرى. من هنا وجدت ان الضرورة تقتضي مرة اخرى تناول هوية هذا المؤتمر متوقعا ان من بقي فيه سيعيد النظر في ارتباطه بمؤتمر تابع لايران واداتها المجرمة حزب الله ودعم - اي المؤتمر - بلا غموض جرائم ايران في العراق وسوريا بمجرد رفض ادانتها، او وصفه ما يجري بالصراع الطائفي والارهاب ودعوته للمصالحة بين عملاء مكنوا الاحتلال من تحقيق هدفه وبين من ناهضوه وقاوموه بالسلاح! هذا الموقف هو عبارة عن استنساخ مباشر للموقف الايراني رغم ان تلك الجرائم ابشع واكبر واخطر من جرائم الكيان الصهيوني كلها! 1-ان اول بديهية يجب التذكير بها قبل البدء هي تحديد اسباب عداءنا للكيان الصهيوني لان هذا التذكير هو مفتاح ادانة تيار المؤتمر فما هي تلك الاسباب؟ هل نقاوم اسرائيل لاسباب دينية ام لاسباب حقوقية؟ مما لاشك فيه ان حروبنا مع اسرائيل سببها الواضح المباشر وغير المباشر هو احتلالها لفلسطين فلولا هذا العمل لبقي اليهود جزء من النسيج الاجتماعي العربي ومارسوا كافة حقوق المواطنة مثل غيرهم وهي حالة مستمرة منذ ظهور الاسلام وحتى انشاء اسرائيل، وكان اليهود يقلدون مناصب مهمة في الدول العربية قديما وفي عصرنا الحديث. وبناء على هذه الحقيقة التاريخية والواقعية فان اصل الصراع الحديث هو غزو فلسطين وهو صراع حقوقي وليس ديني فحقوقنا اغتصبت بغزو فلسطين وتشريد الشعب العربي الفلسطيني. اذن نحن لسنا ضد اليهود ولا ضد اليهودية كدين وانما نحن ضد الصهيونية وتوسعها الامبريالي على حساب العرب وهويتهم وارضهم ومستقبلهم. ما ذا تعني هذه الحقيقة؟ طبعا ادانة ورفض ومقاتلة اي غزو اجنبي لاي ارض عربية مهما كانت هوية الغازي الدينية والقومية، فالغزو هو غزو ولا فرق بين غاز وغاز اخر الا بنوعية الجرائم ودرجات الضرر. 2- ويترتب على طرح الفقرة السابقة طرح مسألة اخرى وهي : قد يتبادر الى الذهن ان العدو الاكبر لامتنا العربية مازال الكيان الصهيوني، وهذا صحيح دون شك ونحن اكثر من وعى الرأي العام بهذه الحقيقة والمعاشة، ولكن هذه الحقيقة اضيفت لها حقيقة اخرى معاشة ايضا وهي انه بعد وصول خميني للحكم بدأنا نعيش عصر كوارث تسببت فيها ايران اخطر واوسع واعمق من الكارثة التي تسبب بها الكيان الصهيوني، فلئن كان المشروع الصهيوني هو احتلال فلسطين واقامة اسرائيل الكبرى بين النيل والفرات فان ايران الكبرى لا حدود لها وتشمل العالم كله بما في ذلك كل الوطن العربي! لقد ثبت وبأدلة لا تدحض بان ايران اشد حقدا علينا من اسرائيل بمراحل ومشروعها القومي الامبراطوري التوسعي اخطر من المشروع الصهيوني لعدة اسباب سنوضحها. ان ابرز ما يؤكد الحقيقة المضافة هو ما يجري في العراق بصورة خاصة منذ وصول خميني للحكم وبشكل اخص منذ غزو العراق فقد اكدت كل الوقائع بان ايران ليست دولة اسلامية ولا صديقة للعرب وانما هي دولة معادية بعداء نوعي تجاوز في عمقه وقدمه واساليبه عداء الصهيونية، واكدت هذه الحقيقة احداث سوريا الكارثية واحداث اليمن ودور الحوثيين وهم فرع ايراني صرف، وحزب الله الذي نزع عمامة المقاومة ودخل طور التنفيذ الرسمي لمخططات ايران الامبريالية، وفي البحرين حيث تلاقت ستراتيجية ايران التوسعية مع ستراتيجية امريكا والصهيونية في نشر الفتن الطائفية وتقسيم الاقطار العربية، فرأينا دعما امريكيا رسميا وواضحا للموقف الايراني والادهى والامر اكتشفنا ان بعض عناصر التيار القومي العربي هناك لم يكونوا سوى خيول طروادة لايران في البحرين! عندما تسأل اي عربي في هذه الاقطار : ماهو الخطر الاعظم الذي تتعرض له؟ سوف لن يتردد ابدا بالاجابة انه الخطر الايراني اولا وقبل كل شيء، فالناس ترى وتعيش مأساة تعرضها لابشع وسائل الابادة الجماعية للعرب وتنفيذ خطة تغيير الهوية العربية لتلك الاقطار ونشر الفتن الطائفية الدموية، لهذا لن تصغي هذه الملايين لاي منتفع من دعم ايران مهما قدم من تبريرات اصبحت بائسة. عندما نقول ايران هي العدو الاخطر منذ وصول خميني للحكم فلاننا نستند الى مئات الادلة والاعترافات والوقائع المادية وابرزها واهمها ما نعيشه فعلا تحت ظل الابادة الايرانية وتلك حقيقة تجعل اي دفاع عن ايران يلقى اذانا صماء تماما، لذلك لابد من تكرارا تشخيص الدور الايراني قبل عقد المؤتمر القومي الفارسي في بيروت املين ان ترتفع صرخات اخرى من داخل المؤتمر تفضحه نهائيا وتتنصل من الجرائم التي ترتكب بحق الامة العربية وملايين المعذبين العرب على يد ايران وميليشياتها في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين. 3- حدود الامبراطوريتين الفارسية والصهيونية اين تنتهي؟ من الواضح ان حدود الامبراطورية الفارسية المغطاة باسم الاسلام، اكبر بكثير من الامبراطورية الصهيونية فتحت شعار (نشر الثورة الاسلامية) ثم تحت شعار نشر التشيع الصفوي تطمح ايران بالسيطرة على العالم او على الاقل العالم الاسلامي كله لذلك فان ايران تسخر طاقاتها البشرية والمالية وطاقات من يدعمها من غير الايرانيين لبناء قواعد لها في كل القارات وبلا اي استثناء. وطبعا الهدف المعلن هو اقامة (حكومة اسلامية عالمية) مركزها طهران وهذا يؤكد بالقطع بان المشروع الفارسي مشروع اممي ليس له حدود. بينما اسرائيل حدودها من الفرات الى النيل. وحتى هذه الحدود تتعرض عملية الاستيلاء عليها لعقبات كبيرة جعلت قسما من سكان الكيان الصهيوني يتراجعون عن تلك الحدود ويطالبون بان تكون حدودها هي ما تسيطر عليه الان مع امكانية الانسحاب من اراض عربية طبقا لقرار 242 الصادر عن مجلس الامن عام 1967! فاسرائيل التوراتية او الكبرى هي دولة دينية محدودة باليهود وليست قومية ولا اممية لان اليهودية ديانة مغلقة وتعد اليهود (شعب الله المختار)، لكن ايران (الاسلامية) دولة اممية لا تقبل بحدود قومية. وهذا الفرق يقرر طبيعة الخطر الايراني مقارنة بالخطر الصهيوني. 4– اساليب الامبراطورية الفارسية، يلاحظ كما نرى في العراق وسوريا والبحرين ودول الخليج العربي ان ايران تستخدم الهجرة الى الاقطار العربية تحت غطاء العمل او زيارات الاماكن المقدسة ثم يستقرون هناك ويتوالدون ويتحولون تدريجيا من جالية قليلة العدد الى جزء سكاني كبير قد يصل لنصف السكان الاصليين كما هو حال البحرين او اقل كما هو حال بقية دول الخليج العربي. واذا حللنا ما يجري في العراق وسوريا سنجد ان هناك اسلوب يميز التوسع السكاني الفارسي وهو انه يحل الفرس محل العرب عن طريق التهجير القسري للعرب وجلب فرس وتوطينهم في القطر وغالبا يتم ذلك تحت غطاء زائف هو نشر التشيع! ما يجري في العراق يقدم لنا مثالا خطيرا جدا وهو تنفيذ مخطط مدروس لتحويل العراق من قطر اغلبيته الساحقة عرب 85(%) الى اقلية عبر التعامل مع السكان على اساس طائفي وليس قومي، من جهة، فيقولون نسبة الشيعة 60 % ونسبة السنة 20% ويهمل عمدا الحديث عن نسبة العرب مجتمعين سنة وشيعة تمهيدا لتقسيم العراق وتقاسمه! ومن جهة ثانية فان ايران تستخدم اساليب اكثر قسوة ووحشية من اساليب اسرائيل تجاه عرب فلسطين المحتلة فتنظم المجازر الجماعية بصورة دورية لابادة العرب او اجبارهم على الهجرة من العراق لاجل ضمان تحويل العرب الى اقلية. وهذه السمة تشبه اساليب اسرائيل التي بدأت بالهجرة اليهودية المنظمة للسكن في فلسطين ثم تحول اليهود الى اغلبية بعد تهجير ملايين الفلسطينيين. 5– تستخدم ايران نفس اسلوب اسرائيل فمن لا يقتل من العرب يجبر اما على الهجرة او بيع بيته بثمن ما، ويسكن محله فارسي مستورد، فايران تمول عملية شراء الاراضي والبيوت والمحلات مثلما فعلت الصهيونية. وتقوم بذلك جمعيات ظاهرها تجاري او خيري لكنها تقوم بتمويل عمليات اسكان الفرس القادمين الى الاقطار العربية. 6 – احد اخطر حقائق التوسع الامبريالي الفارسي هو انه يعتمد على وجود كتل طائفية من العرب او ذوي الاصول الفارسية تدعم المشروع الايراني مما يجعل تداخل الخنادق بين الناس امرا يسهل الغزو الايراني وهذه الحالة لم توجد في فلسطين لان كل عربها وقفوا ضد الغزو الصهيوني بينما كان اليهود منعزلين في جيتو رسمي، لهذا فان الغزو الفارسي اخطر بكثير من الغزو الصهيوني لانه غزو من الداخل وليس من الخارج فقط كما هو حال الغزو الصهيوني. 7 – مثل الكيان الصهيوني فان ايران تستخدم الميليشيات المحلية لتسهيل الغزو فبعد ان تنشأ جالية ايرانية تقوم بتسليح افراد منها وتدريبهم عسكريا وتزويدهم بالسلاح، وعندما تحين ساعة العمل يقوم هؤلاء باستخدام السلاح ضد الطائفة الاخرى. هذا ما رأيناه في العراق (اكثر من ميليشيا تابعة لايران) والبحرين (جمعية الوفاق او حزب الدعوة البحريني) واليمن (الحوثيون) ولبنان (حزب الله وحركة امل). الفرق بين ميليشيات ايران والكيان الصهيوني هو ان ميليشيات ايران توجد في اكثر من قطر عربي بينما المليشيات الصهيونية وجدت في فلسطين فقط وفي صفوف اليهود فقط، مثل الهاجاناه وشتيرن وغيرهما. وليس سرا ان وظيفة هذه الميليشيات هي تسهيل السيطرة الايرانية على كل قطر تدريجيا. وهؤلاء عبارة عن خيول طروادة كما نراه في البحرين علنا. 8– مثل الصهيونية فان التشيع الصفوي، ووفقا لمفهوم ولاية الفقيه يجعل الشيعي الصفوي تابعا للولي الفقيه يطيعه بلا اعتراض ويعتبر ولاءه له اهم من، وقبل، اي ولاء اخر بما في ذلك الولاء الوطني، وهذه الحقيقة بالذات تفرض على كل قومي عربي التوقف امامها لانها تنسف الرابطة القومية وهذا ما نراه في كل قطر عربي وصله التشيع الصفوي فجعل من العربي تابعا بعمى كامل لايران تحت غطاء الولاء الطائفي! و لعل مثال حسن نصر الله وحزبه المسمى حزب الله خير توضيح لصلة العبودية بين الولي الفقية تابعه، فحسن نصرالله هو الوكيل الرسمي لعلي خامنئي في لبنان ومسجل هناك بهذه الصفة الامر الذي يجعل ولاءه المطلق لعلي خامنئي وبالطبع لايران وليس لوطنه لبنان، واكثر تعابير عبودية حسن لقادة ايران هو انه كلما زارهم يقبل اياديهم بذل وعبودية كاملتين مع ان النبي محمد (ص) نهى بقوة عن تقبيل اليد وعده عملا غريبا عن الاسلام. هذه السمة، تقديم الولاء للتشيع الصفوي على الولاء للامة والوطن والقومية، تشبه الولاء للصهيونية وليس للوطن الذي يعيش فيه اليهود مع فارق كبير وهو ان اليهودية ديانة مغلقة بينما النزعة القومية الفارسية المبرقعة بغطاء طائفي مفتوحة للجميع فكل من يقبل ولاية الفقية يمكن ان يصبح جزء من المليشيات التابعة لايران. وفي هذه النقطة فان التوسع الفارسي هو صهيونية جديدة اخطر بكثير من التوسع الصهيوني اليهودي المحدد بوجود اليهود فقط. 9 – تعتمد التوسعية الفارسية على مبدأ (الغاية تبررالوسيلة) فهي تدعي انها ضد الشيطان الاكبر امريكا والشيطان الاصغر اسرائيل لكنها عندما تحتاج للدعم تقبله منهما بحماس وبلا تردد! وهذه الحقيقة نراها منذ ايرانجيت حتى عراقجيت (فضيحة تسليم امريكا العراق الى ايران رسميا)، فمادام الهدف هو تحقيق الاهداف القومية الفارسية فلا مانع من التعاون مع الشيطان ذاته، وهذه السمة وجدت ايضا في الصهيونية التي بدأت بطلب الدعم من بريطانيا وفرنسا ثم من امريكا والان تعمل على الحصول على دعم الصين وروسيا ليحل محل الدغم الغربي المتراجع نسبيا. الايمان الوحيد لمفهوم ولاية الفقية هو المصلحة القومية الفارسية الصرفة. 10- كم غزت اسرائيل وكم غزت ايران؟ لو قارنا بين ما غزته ايران وما غزته اسرائيل من الاراضي العربية لتبين لنا ان ايران غزت اراض عربية اكثر بكثير مما غزت اسرائيل، فقد غزت اسرائيل كل فلسطين بمساحة 26,990 كم2، بما في ذلك بحيرة طبريا ونصف البحر الميت، اما ايران فقد احتلت الاحواز العربية التي تبلغ مساحتها (348) ألف كيلو مترٍ مربّع، أي أكثر من مساحة بلاد الشام كلها (سورية والأردن وفلسطين ولبنان). ويبلغ عدد سكانها العرب أكثر من (12) مليون نسمة.، اي ثلاثة اضعاف عدد الشعب الفلسطيني! والاحواز هي (درة التاج الفارسي) بنظر القوميين الفرس، فهي غنية جدا وفيها اكثر من 80% من ثروات ومياه ايران، ومثلما كانت بريطانيا وراء تسليم فلسطين لليهود فانها كانت وراء تسليم الاحواز للفرس قبل تسليم فلسطين باكثر من عقدين من الزمن. فهل هذه الحقيقة من منظور قومي عربي لا قيمة لها ويمكن اعتبارها ثانوية ولا تستحق من القوميين العرب المطالبة بتحريرها واعتبار من يحتلها عدوا لا يختلف عمن احتل فلسطين؟ هل هذا الاحتلال هو كل اعمال ايران الاستعمارية؟ كلا فقد احتلت ايران الجزر العربية الثلاثة التابعة للامارات العربية وتريد احتلال البحرين، وبعد غزو العراق اصبحت ايران هي المحتل الرئيس بعد عام 2011 وتتحكم بحكومة المالكي تحكما تاما، وهي وراء نهب ثروات العراق البالغة اكثر من 700 مليار دولار وبعض المصادر تقول بانها بلغت اكثر من تريليون دولار، ونظام الفساد في العراق والذي عد عالميا من بين اكثر اوائل الدول الفاسدة في العالم هو قرار امريكي وتنفيذ ايراني. هل يوجد قومي عربي حقيقي يقبل باحتلال هذه الاقطار من قبل ايران ومع ذلك يعدها داعمة للقضية الفلسطينية؟ 11-كم قتلت اسرائيل وكم قتلت ايران؟ لو حسبنا عدد ضحايا الكيان الصهيوني العرب في فلسطين وخارجها وقارنها بعد ضحايا ايران في الاحواز والعراق وسوريا واليمن والبحرين وغيرها لهالنا اكتشاف ان من قتلتهم ايران عشرات اضعاف من قتلتهم اسرائيل من العرب، فالحرب العراقية الايرانية وحدها، وهي حرب فرضها خميني بقراره اسقاط النظام الوطني في العراق وتنفيذه لذلك القرار، بلغ عدد شهداء العراق فيها اكثر من كل شهداء فلسطين منذ اغتصابها وحتى الان، حيث تجاوز نصف المليون عراقي قتلتهم ايران بينما لم يتجاوز عدد شهداء فلسطين ربع المليون! والقتل على يد ايران لا مثيل لوحشيته ابدا فقد فاقت وحشية الكيان الصهيوني بمراحل كثيرة، ويكفي التذكير بوحشية ابادة اكثر من الف عراقي في البسيتين من المدنيين بلا مبرر فقد قيدوا واعدموا بدم بارد، كما لابد من ذكر كيفية قتل العراقيين حيث كان من بين الاساليب شد يد الاسير بسيارة وشد يده الثانية بسيارة اخرى وسيرهما متعاكستي الاتجاه حتى تقطع الذراع عن الجسد العراقي! وهذه الوحشية المتطرفة والتي لم تمارس مثلها وبنوعيتها اسرائيل لها جذور ثقافية في بلاد فارس، فالملك شابور الثاني أو سابور ذو الأكتاف (309-379) هو أحد ملوك الفرس قدم للبشرية امثلة بالغة الوحشية عن الفرس فقد كان اثناء حروبه العدوانية ضد عرب العراق لا يكتفي بالقتل والابادة بل كان يقوم بخلع أكتاف العرب من الاسرى قبل قتلهم، فسمي بعد ذلك (شابور ذو الأكتاف)، وكان شابور الثّاني مثل الملك شابور الأول، كَانَ وِدِّياً نحو اليهود الذين عاشوا في حرية نسبية في عهده، وكَسبَ اليهود العديد مِنْ الفوائدِ في عهد الملك شابور الثاني بالضبط كما حصل في زمن الشاه ويحصل في زمن الملالي بالنسبة لليهود. اما شهداء العراق بعد الغزو الامريكي الذي كانت ايران الشريكة الاساسية فيه فيكفي ان نشير الى ان تصفية الاف الضباط والطيارين العراقيين تم على يد فرق الموت الايرانية مع ان الجيش العراقي كان من بين اكثر الجيوش العربية خدمة للقضية الفلسطينية ومقبرة جنين شاهد واحد فقط على ارواء الدم العراقي لارض فلسطين المقدسة. وبلغ عدد شهداء العراق من جراء الغزو اكثر من 3 ملايين عراقي تم اغتيال اكثرهم على يد ايران وعصاباتها في العراق. وهجر اكثر من 7 ملايين عراقي على يد فرق الموت الايرانية، وبدعم امريكي مباشر، وهو ضعف عدد اللاجئين الفلسطينيين، وكانت ايران وبأشراف امريكي هي المدمر الرئيس والسارق الرئيس للدولة العراقية. ويعرف العالم الان وفي مقدمة العارفين (منظروا) المؤتمر القومي، بان عمليات التطهير االعرقي للعرب في العراق المتستر بالتطهير الطائفي، والذي تقوم به عصابات مدربة في ايران، وبعضها دربها حزب الله في لبنان على قتل العراقيين، واغلبها من اصول ايرانية مارست وتمارس فيه اساليب متطرفة في وحشيتها ولعل الابادة الحالية الفلوجة التي تجري منذ اكثر من 4 اشهر وتستخدم فيها كافة الاسلحة الثقيلة وتلك المحرمة ضد المدنيين في الانبار والاعتراف الرسمي للمالكي بانه يشن حرب الارض المحروقة ضد شعب الفلوجة العربي خير مثال يثبت بان وحشية الفرس اشد من وحشية الصهاينة. وظاهرة تفوق وحشية الفرس على وحشية الصهاينة كانت وراء ظاهرة بدت للوهلة الاولى غريبة في العراق اثناء الاحتلال الامريكي وهي ان الاسرى من المقاومين العراقيين للاحتلال كانوا يطلبون ابقاءهم اسرى في السجون الامريكية وعدم تسليمهم للحكومة التابعة لايران! وفي سوريا ابيد اكثر من 200 الف سوري على يد النظام وبدعم ايراني مباشر ثم تدخلت ايران عسكريا في سوريا واصبحت هي وتوابعها مثل حزب الله القوة المقاتلة الرئيسة والتي لولاها لسقط النظام كما قال حسن نصر الله وكرر القول هو وقادة من ايران. والخراب العمراني في سوريا فاق الخراب العمراني في العراق وايران هي السبب الرئيس في حدوثه. وفي اليمن قتل اكثر من (10000) يمني حسب مصادر يمنية بسبب التمرد الحوثي المدعوم من ايران والذي لولا هذا الدعم لما نجح في تحقيق ذلك القتل والخراب في اليمن وتهديد وحدتها الوطنية. ان هذه الاعداد من الضحايا العرب لايران تفوق مئات المرات ضحايا الكيان الصهيوني في فلسطين وضحايا كل الاقطار العربية التي خاضت حروبا مع اسرائيل. فهل هذه الحقيقة ثانوية كي نغض الطرف عن الدور الايراني؟ وهذه الحقيقة تفرض سؤالا بالغ الحساسية الان وفي المستقبل وهو التالي : هل الدم العراقي والدم السوري مثلا اقل قيمة من الدم الفلسطيني كي نقبل ادعاء داعمي ايران بانها تدعم الشعب الفلسطيني لذلك يجب عدم ممارسة سياسات عدائية تجاه ايران؟ الا يعرف (قوميوا) المؤتمر القومي بان هذا المنطق هو اساس ظهور الساداتية في مصر وربما في غيرها؟ وبالطبع فان الخطر الاكبر على مستقبل القضية الفلسطينية هو الخيار الساداتي الذي يجعل مصلحة القطر فوق مصلحة الامة. ولهذا لا يجوز باي حال من الاحوال استبعاد احتمال ان تكون الزمرة المسيطرة على المؤتمر القومي تتعمد تجاهل ضحايا العراق باسم دعم فلسطين لانها تريد عزل القضية الفلسطينية عن كافة العرب. 12- هل عنصرية اسرائيل اقل من عنصرية ايران؟ تشير كل الوقائع الميدانية الى ان الاحقاد الفارسية اعمق واقدم بكثير من الاحقاد اليهودية وهذه حقائق سبق وان كتب عنها كثيرون ونحن منهم وسنعيد ذكر بعضها فقط من اجل تثبيت الصورة الكاملة والدقيقة لطبيعة الدور الايراني. قبل كل شيء علينا عدم نسيان اهم حقائق التاريخ المدون وهي ان غزوات فارس للعراق وغيره حصلت قبل الميلاد وهي اقدم من غزوات الصهيونية، وما يسمى (تحرير اليهود في بابل) من قبل امبراطور الفرس كورش الا مثال على تجذر الكره للعرب من قبل الفرس، ووصلت غزوات فارس الى اليونان غربا والصين شرقا. والتاريخ الرسمي للفرس يعتز بتلك الغزوات ويستند اليها في المطالبة بضم العديد من البلدان الى ايران الحالية وكانت عملية التوسع في زمن الشاه قومية صريحة اما في زمن الملالي فقد تبرقعت بغطاء مزيف هو الاسلام. لقد اختار الفرس عبر التاريخ دعم اليهود والرومان ضد العرب قبل الاسلام وبعده، وكانت ثقافة الفرس ومازالت تتضمن اوصافا عنصرية حاقدة على العرب تفوق ما في قاموس اليهود من كره للعرب، ويكفي ان نشير الى بعضها، فقد كان الفرس قديمًا (يحتقرون) العرب، فهم (البدو المتوحشون الذين يطاردون السحالي في الصحراء)، ونجد هذه العنصرية واضحة في الأحاديث التي وضعها الفرس على لسان الأئمة، خصوصا ما سيصنعه المهدي حينما يخرج بالعرب لانها تعكس رغباتهم الحقيقية، ومنها : (عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول: "لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج، لأحب أكثرهم ألاّ يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد! وقال أبو عبد الله(ع): "ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح - وأومأ بيده إلى حلقه). (المصدر: موقع لجينيات.8-5-2011). اما حديثا فان المفكر الايراني والاستاذ بجامعة طهران صادق زيبا اعتبر نظرة الإيرانيين تجاه العرب شاهداً آخر على عنصرية الإيرانيين، مضيفاً: "أعتقد أن الكثير من الإيرانيين يكرهون العرب، ولا فرق بين المتدين وغير المتدين في هذا المجال). ويؤكد على كلامه بأن (العنصرية في إيران أكثر انتشارًا بين المثقفين الإيرانيين، الكثير من المثقفين الإيرانيين يبغضون العرب، والكثير من المتدينين ينفرون منهم، وهي منتشرة بين المتدينين). اخر ما قالته فارس في كره العرب وذمهم هو ما قاله قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الايراني قبل ايام من (ان محافظة الانبار تابعة الى جمهورية ايران الاسلامية)، واضاف سليماني في حوار له على قناة ((افاق)) التابعة لحزب الدعوة (ان محافظة الانبار ارض ايرانية مغتصبة من سكانها الحاليين). وتطاول الايراني قاسم سليماني على اهل الانبار حين قال (ان سكان الانبار هم من (الغجر) الذين اغتصبوا محافظة الانبار ويجب محاربتهم واخراجهم من الارض التابعة لنا). الحقائق نيوز/متابعة. وقبل تصريح قاسمي اعتبر الفريق أول الركن"محمود رحيم صفوي" وهو في نفس الوقت المستشار العسكري لخامنئي (أنّ حدود إيران اليوم لم تقف عند العراق و سوريا وإنما وصلت الى شواطئ البحر الأبيض المتوسط وإسرائيل وهذه المرة الثالثة التي تصل فيها الإمبراطورية الإيرانية تأريخياً وعسكرياً الى هذه الحدود الجغرافيّة)؛ في إشارة واضحة الى أنّ النظام الإيراني الحالي إمتداد تأريخي للإمبراطوريتين الفارسيتين الأخمينية والساسانية قبل الإسلام. (. 2014-05-04 مدونة ايلاف) اما علي لاريجاني) رئيس البرلمان الايراني(فقد اعتبر (الكويت عمق ايران الاستراتيجي الذي لايمكن التنازل عنه)!؟ ولم يكتف بهذا بل واصل تحديه بوعيد وتهديد دول الخليج بقوله (على دول الخليج الفارسي ان لاتعرقل طموحاتنا الكبرى والا فأن العرب سينحسرون الى مكة كما كانوا قبل 1500عام؟) هذه بعض وليس كل المواقف العنصرية المعادية للعرب في ايران ولكي نعرف من هو الاشد حقدا على العرب الصهاينة ام الفرس عليكم تذكر التصريحات الاسرائيلية تجاه العرب ستجدون ان من يستخدم نفس لغة الفرس العنصرية والحاقدة هم الحاخامات اليهود وفي مقدمتهم عوفاديا، اما الساسة والاعلاميين فانه من النادر قيامهم باستخدام الفاظ عنصرية واذا فعلوا تعرضوا للمسائلة القانونية. الا يشكل ذلك دليلا على ان الفرس اكثر حقدا على العرب من اليهود بالقول والفعل؟ 13- تدمير منظومة القيم العليا : لم يقتصر الحقد الايراني على العرب على مجال السياسة بل تعداه الى منظومة القيم فكما تركز الصهيونية والغرب الاستعماري على تهديم منظومة القيم في المجتمع العربي وتعده اهم من التدمير العسكري او الاقتصادي، لانه يهدم الاسس التي يستمد منها المجتمع العربي قوته وتماسكه، فان ايران ما ان تمكنت بعد غزو العراق حتى باشرت بتنفيذ اوسع حملة تهديم للقيم الاجتماعية في العراق وغيره. وتجلى هذا التخريب المبرمج فيما يلي : أ – نشر التحلل الاخلاقي عبر دعم زواج المتعة والتطرف في ممارسته وتهديمه لاسس العائلة في اوساط كبيرة. ب – نشر المخدرات فقد كان العراق خاليا من المخدرات قبل الغزو باعتراف المنظمات الدولية، لكن ايران خصصت عصابات تابعة لفيلق القدس مهمتها الاساسية نشر المخدرات وتطبيق خطة لاجبار الشباب العراقي على الادمان عليها. ج – نشر الايدز على نطاق واسع خصوصا عن طريق زواج المتعة او الزواج من الاف الايرانيات، فقد ارسلت المخابرات الايرانية تماما مثلما فعلت وتفعل اسرائيل عاهرات ايرانيات الى العراق ومارسن العهر مع الاف العراقيين فاصبح الايدز منتشرا ويزداد انتشارا في بيئة الاحتلال وعدم الاستقرار. د – تبنت ايران خطة نشر الفساد خصوصا عبر شراء الضمائر فاغلب قادة العراق المحتل سواء كانوا عملاء لايران او لامريكا جرتهم ايران الى مستنقع الارتزاق وتميزت بانها تحاول شراء اي سياسي حتى لو كان معاديا لها ومن طوائف اخرى. ه – لتدمير الثقافةالعربية والتربية القومية نفذت ايران بعد غزو العراق خطتها التقليدية التي تبنتها منذ الفتح الاسلامي وهي اختراق العرب بتشجيع الزواج من ايرانيات وبما ان الام هي التي تربي الابناء لانشغال الاب فان الجيل الناتج عن الزواج من ايرانيات يفقد الروح الوطنية العربية ويختار دعم بلد اخواله. اذا اكتفينا بما تقدم فمن البديهي الوصول الى الحقائق الواضحة التالية : 1 - ان ما يجري في الوطن العربي خصوصا في سوريا والعراق تتحمل ايران وداعمتها امريكا مسؤوليته المباشرة فلولا الدخول الايراني المباشر والرسمي البشري والعسكري والمالي والسياسي لدعم نظام اسد ونظام المالكي لانتهت الازمتان السورية والعراقية، وتوقفت كوارث العراق وسوريا او على الاقل اتخذتا مسارا اقل كارثية. 2 - الاثار التي ترتبت على الكوارث التي تسببت بها ايران بدعم امريكي كامل لم تحلم اسرائيل بتحقيق 10% منها ففي كل حروبنا مع اسرائيل وفي عمليات الابادة الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني لم تصل خسائرنا الى تلك النسبة ابدا. ايران لعبت الدور الرئيس في احداث كل ذلك الخراب والموت الجماعي بالاعتماد على حزب الله واحزاب الدعوة التابعة لها في العراق وغيره، وبدعم امريكي اسرائيلي كاملين لانها تقوم نيابة عنهما وبالاصالة عن نفسها بدور منتظر منذ عقود معاد للعرب بتطرف. 3 - هل يجوز التمييز بين محتل ومحتل اخر بناء على الهوية الدينية؟ اذا كان الجواب هو اننا ضد المحتل مهما كانت ديانته وهويته فان ايران تبدو مثل اسرائيل بلدا يحتل اراض عربية اضعاف ما تحتله اسرائيل وقبلها – الاحواز مثلا احتلت قبل عقدين من قيام اسرائيل - وتمارس وحشية فاقت بمراحل وحشية اسرائيل، ويتميز مشروعها الاستعماري التوسعي بانه اكبر واوسع من مشروع اسرائيل لان المشروع الايراني اممي بينما المشروع الصهيوني ديني محصور باليهود. كما ان عنصرية ايران المعلنة وتفوقها على عنصرية اسرائيل حقيقة واضحة بالادلة والوثائق التي قدمنا بعضا منها 4 - ان التلاقي الستراتيجي بين اسرائيل وايران يشكل احد اهم اسباب الدعم الامريكي لغزوات ايران وتوسعها الاقليمي. لهذا فان كوارث العرب تعود الى وجود الشراكة الثلاثية الامريكية الاسرائيلية الايرانية ضد العرب واتفاق هذا الثلاثي على تقسيم وتقاسم الاقطار العربية. 5– لولا الاضعاف المبرمج للعرب الذي تقوم به ايران لما توفر لاسرائيل زمن الطمأنينة وتغييب العدو الخطر. ان ابرز حقيقة تفرضها الوقائع السابقة الذكر هي ان دحر مخططات الثالوث العنصري الاستعماري مشروط حتما بدحر ايران لانها الاداة الاخطر في نشر الشرذمة الطائفية اولا، فلولا الدور الايراني هذا لما نجحت امريكا واسرائيل في الحاق هذا الخراب الهائل بالاقطار العربية ولما فقد العرب في العراق بعد غزوه اكثر من ثلاثة ملايين عراقي كانت ايران وراء قتلهم ولما تم تهجير اكثر من 7 ملايين عراقي ومليوني سوري وفقدان اكثر من 200 الف سوري. لذلك فالبداية الصحيحة هي القضاء التام على الدور الايراني في الوطن العربي بكامله اولا وقبل كل شيء. 6 – هل يبقى القومي العربي قوميا اذا دعم دولة استعمارية معادية للعرب تحتل اراضيه وتبيد شعبه؟ بالتأكيد كلا فالقومي هو قومي لانه يتمسك بهويته ومصلحة الامة العربية العليا ولا يقبل احتلال اي ارض عربية من اي طرف مهما كانت هويته القومية او الدينية. ملاحظتان اضافيتان : بعد انهاء هذا الجزء من التحليل حصل امران مهمان جدا : الامر الاول : في يوم 4-6-2014 اطلق خامنئي ديكتاتور ايران تصريحا خطير يحسم قضية هل ايران دولة امبريالية ام لا، فقد قال حرفيا ما يلي : (ان لطهران الكلمة الفصل في سياسات المنطقة) الوكالات 4-6-2014. بهذه الكلمات القليلة اكد خامنئي ما قلناه وكررناه منذ وصول خميني للحكم وهو ان ايران دولة امبريالية واستعمارية في وقت واحد، وهاهو خامنئي يتجاوز عنجهية امريكا التي اشتهرت باستخفافها واحتقارها لكافة الامم يعترف بان ايران اكثر استخفافا وعنجهية من امريكا وغيرها عندما يتفاخر بوضوح بان لبلده الكلمة الفصل في سياسات المنطقة! دلونا على مسؤول في اي بلد قال مثل هذا الكلام في عصرنا؟ في هذا التصريح الوقح يقول خامنئي بالقلم العريض انني لا اعترف بسيادة واستقلال وهوية اي دولة في المنطقة وليس العرب فقط ومن حقي تقرير مصيرها كما اشاء! وتلك خطوة مهمة في سياق تحديد من المسؤول عن كوارث المنطقة منذ وصول الملالي الى الحكم في ايران بما في ذلك مسؤولية الحرب العراقية الايرانية التي ما اندلعت الا بسبب هذه العقلية التي ترى انها تملك الحق المطلق في تقرير مصائر الامم الاخرى، انها التربية العنصرية الاستعمارية والامبريالية للنخب القومية الفارسية الحاكمة او المتحكمة في الشأن الايراني العام. وعلى المستوى القانوني العام فان هذا التصريح يمكن استخدامه لتحميل ايران مسؤولية قسم رئيس، ان لم يكن القسم الرئيس، من كوارث المنطقة منذ عام 1980 وحتى الان. امريكا تقول وتمارس نفس الفكرة ولكنها تغلفها بكلمات دبلوماسية مختارة بعناية تخفي بها عنجهيتها اما خامنئي فانه لا يحتاج للدبلوماسية بل يصرخ بكلمات عنصرية استعمارية صريحة! ومع انني اعرف بان القارئ الكريم يعرف معنى كلمتي الامبريالية والاستعمار الا انني اجد نفسي ملزما باعادة توضيحه لان ذلك يسهل فهو المغزى الابعد للمواقف الايرانية. فكلمة امبريالية استخدمتها بالمعنى اللغوي لها وهو انها سياسة التوسع الخارجي على حساب الغير المقرونة بنزعة العظمة، اما المعنى السياسي لها فقد اضافه لينين عندما اعتبر ان الطور الارقى من الراسمالية هو الطور الامبريالي القائم على السيطرة عبر تصدير رأس المال. ايران بهذا المعنى هي دولة تتوسع على حساب الغير وتفرض حلولها على مشاكل تتعلق بالغير فهي اذن دولة امبريالية بالمعنى اللغوي والمعنى السياسي ايضا.اما الاستعمار فهو عملية الاحتلال المقترنة بتوطين سكان من يقوم بالاحتلال لاجل السيطرة عليه الى الابد بواسطة قوة في داخله تابعة له تدعم قواته المسلحة. وهذا ما تفعله ايران في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وكافة دول الخليح العربي. اذن نحن بأزاء دولة تعترف بانها دولة امبريالية واستعمارية الامر الذي يجعل مقاومتها بكافة الوسائل الحق الاول المشروع والمطلوب. فما هو الموقف المطلوب من كل قومي عربي حقيقي؟ الامر الثاني : ورود رسالة لي من اليمن الحبيب تصحح الرقم الذي ذكرته عن ضحايا الحوثيين في اليمن فقد قلت انه 10 الاف ضحية لكن رسالة كاتب يمني تقول بان عدد ضحايا الحوثيين هو 27,650 انسان يمني قتل وجرح اكثر 60 الف يمني بسبب تمرد الحوثيين، وهو تمرد تدعمه ايران علنا ولولا دعمها لما حصل على الاطلاق. اما خسائر اليمن المادية وهي البلد الفقير جدا بسبب تمرد الحوثيين فهي تقدر باكثر من ملياري دولار امريكي ووصل عدد المهجرين من صعدة وحجة الى اكثر من 720 الف مهجر يمني من ديارهم نتيجة ارهاب الحوثيين تماما كما فعلت العصابات التابعة لايران في العراق! والان يهجر الحوثيون ابناء عمران من ديارهم في خطة منهجية لفرض سيطرة ايران على اجزاء واسعة من اليمن اكبر من عدد الحوثيين بكثير تمهيدا لتقسيم اليمن وتقاسمه. لنتذكر دائما وبلا توقف بان ام الحقائق المتعلقة بايران، ماضيا وحاضرا، هي انها توأم أسرائيل ونسختها الشرقية الداعمة والمكملة للطوق حول عنق العرب، لذلك وصفناها بصواب كامل بانها اسرائيل الشرقية، ولكن ثمة فرق كبير بينهما رغم التوأمة وهو ان ايران تتفوق على اسرائيل بالاحقاد المتجذرة على العرب مثلما تتفوق عليها في حجم مشروعها الامبريالي الاستعماري الاممي. اذن هل يمكن بعد الان ان نقبل من قومي عربي ان يتجاهل الدور الاستعماري والامبريالي لايران وعداءها للعرب وتوسعها على حسابهم وتسببها بابادة مئات الالاف منهم وتدمير مجتمعاتهم...الخ؟ بل هل دعم ايران من قبل بعض العرب وهي تقوم بكل تلك الجرائم البشعة عمل يخرج عن اطار الخيانة الوطنية العظمى؟ - صلاح المختار - شبكة البصرة.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video