ويتحدث الرجل الذي يبدو أنه شيخ طاعن في السن، بشجاعة منقطعة النظير أمام الرئيس الإيراني حسن روحاني، مطالباً إياه بإنهاء الإهمال والتجاهل لمطالب الشعب، قائلاً إن "كل من يأتينا من طهران في فترة الانتخابات يقدم لنا الوعود ويذهب، ولا يسأل أحد عن مظالم العرب ومعاناتهم".
وتابع الشيخ: "إمكانيات الحياة هنا تحت الصفر.. لا ماء ولا فرص عمل، ولا زراعة، ولا تنمية.. ولا أي شيء".
ويرد عليه الرئيس روحاني باللهجة العربية الأهوازية مبتسماً: "يعني كل شي ماكو؟"، فيرد الرجل ويقول: "تجلس في طهران بينما المفروض أن تسأل عن المناطق المحرومة وتلتفت لمشاكلها.. أنت تعرف أننا نمتلك الماء والنفط والأرض والزراعة وكل شيء، ولكننا محرومون من كل شيء، ونعاني الفقر والجوع".
ويختتم الشيخ كلامه ببيت الشعر العربي الشهير: "كالعيس في البيداء يقتلها الظما .. والماء فوق ظهورها محمول"، مؤكداً أن هذا هو حال الأهوازيين".
وكان عدد من الجامعيين والمثقفين والنشطاء الأهوازيين قد طالبوا خلال لقائهم روحاني أثناء زيارته للإقليم، بالالتفات لمطالب الشعب الملحّة ومعالجة الأزمات المستفحلة كالبطالة والإدمان والتلوث البيئي وحل مشكلة مياه الشرب ورفع التمييز في منح فرص العمل بالنسبة للمواطنين العرب وتخصيص جزء من عائدات النفط لإعمار الإقليم.
وكان روحاني قد تطرق خلال كلمته إلى المشاكل التي تواجه الإقليم، مشيراً إلى أن حكومته الجديدة لا تقبل بالتمييز ضد أي من القوميات في إيران.
ويقول ناشطون أهوازيون إنه رغم الوعود والشعارات الكثيرة التي أطلقها روحاني إلّا أنه لم ينفذ أي شيء منها رغم مرور عام على تسلمه السلطة، بل ازدادت حملات القمع والإعدامات وتم هدم الآثار العربية، وانتشرت الأمراض والأوبئة نتيجة التلوث البيئي.
استراتيجية الحكومة تجاه منطقة الأهواز
ونظراً لاضطراب الأوضاع في منطقة الأهواز التي تحظى بأهمية بالغة الدقة والحساسية في إيران على كافة الأصعدة الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية، حيث إنها توفر ما يقارب 90% من إيرادات النفط وموقعها المطل على الخليج العربي، كثرت زيارات مسؤولي الحكومة الإيرانية الجديدة للمنطقة في الآونة الأخيرة في محاولة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية التي تندلع بين الفينة والأخرى.
وتلت زيارة روحاني زيارات رسمية عديدة من قبل مسؤولين سياسيين وأمنيين، على رأسهم علي يونسي مساعده لشؤون القوميات والأقليات، وكذلك علي شمخاني رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي وهو من أصول عربية، وأيضاً محمود علوي وزير الاستخبارات.
وكان المسؤولون يؤكدون وجود استراتيجية جديدة تجاه قضايا القوميات تعتمد على الانفتاح والاستجابة لمطالبهم، بدلاً من سياسة القمع والترهيب التي انتهجتها حكومة أحمدي نجاد طيلة السنوات الثماني الماضية.- استوكهولم – صالح حميد - العربية.