سعى الحرس الثوري الإيراني إلى بناء مصادر تمويل كبيرة انتهت بسيطرته شبه المطلقة على الإقتصاد الإيراني ...
أخبار الآن | إيران - 06 يونيو 2014 - وكالات -
يوماً بعد أخر تتكشف أكثر طبيعة الدور الذي يقوم به الحرس الثوري الإيراني وكيف يرسم السياسات العامة وتوجهات النظام الحاكم في إيران. فمنذ قيام الثورة الإيرانية قبل أكثر من ثلاثين عاماً، سعى النظام الإيراني إلى تقوية الحرس الثوري وجعله الحامي الأول والأساس للنظام وفارضاً لتوجهاته في إيران كما جعله ذرعاً عسكرية وإستخبارية للتدخل في شؤون دول أخرى.
هذه القوة الكبيرة للحرس، كان لا بد لها من داعم مالي أكبر حتى يستطيع الإستمرار في أعماله وترسيخ قوته. ولهذا سعى الحرس الثوري الإيراني إلى بناء مصادر تمويل كبيرة التي إنتهت بسيطرته شبه المطلقة على الإقتصاد الإيراني.
عدة تقارير دولية أشارت إلى الأموال والإقتصاد الذي يتحكم بهما الحرس الثوري في إيران، منها تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية تحت عنوان "السلطة المالية للحرس الثوري الايراني"، يشير فيها إلى عدة نقاط:
*نسبة حصة الحرس من الناتج القومي المحلي الإيراني تترواح مابين بين الثلث والثلثين.
*الحرس الثوري يسيطر بالقوة على مطار الإمام الخميني الرئيسي على الرغم من منح عقد عام 2004 لشركة نمساوية - تركية، الا ان الحرس منذ انتهاء الاعمال سيطر بالقوة على المطار بذريعة ان تشغيله من قبل اجانب يعرض البلاد للخطر".
وبالاضافة الى ذلك، تشير الصحيفة إلى أن *الحرس الثوري يدير شركات مالية ونفطية واعمارية وتجارية تعنى بالاستيراد والتصدير *بالإضافة الى المواصلات ومطارات عدة في جميع أنحاء البلاد.
في سبتمبر 2010، شركة "اعتمادي المبين" و هي إئتلاف تجاري ذو صلات واسعة مع الحرس الثوري الإيراني قد *اشترت حصة 51 ? في مجال الأعمال التجارية و الاتصالات السلكية واللاسلكية في إيران، و ذلك دقائق بعد أن تم خصخصتها. القسم الأقوى التابع للحرس الثوري اليوم هو شركة خاتم الأنبياء، *و هي شركة إنشاءات بدأت بالعمل كذراع الإنشاءات الهندسية للحرس ولكنها *أصبحت الآن شركة قابضة عملاقة تسيطر على أكثر من 812 شركة مسجلة داخل إيران أو خارجها، *وتتلقى أكثر من 1700 عقدا حكوميا.
وتسأل الصحيفة خبير الشؤون الايرانية في جامعة سانت اندروز البريطانية علي انصاري عن حجم وتأثير الحرس في الاقتصاد الايراني فيجيب انصاري ان "انخراط هذه المؤسسة في مجال الاعمال بهذا الحجم قد غير صورته التي لم تعد تقارن بما كانت عليه خلال الاعوام الاولى للثورة الايرانية".
وثائق التفويض الأمنية لخاتم الأنبياء سمحت *باحتكار سوق عقود حفر الأنفاق، *وأنظمة سكك الحديد تحت الأرض، *والبرنامج النووي و الصاروخي. *و تم منحها عقدا بـ 1.3بليون دولار لبناء خط لأنابيب الغاز الطبيعي تمتد على ما يقرب من 560 كيلومتر من محافظة بوشهر إلى سيستان وبلوشستان. *قوة شركة خاتم الانبياء في قطاع الطاقة تعززت من خلال عقد بقيمة 2.5 بليون دولار لبناء البنية التحتية في حقل نفط جنوب بارس.
محسن سازيجارا وهو من مؤسسي الحرس الثوري قال إن الحرس الثوري هو امبراطورية مالية واستثمارية يطال تأثيرها وزارة الخارجية الايرانية بشكل مباشر *كما أن المؤسسة تقوم بعمليات تهريب كحول ومخدرات.
د. نبيل العتوم خبير الشؤون الايرانية و النووية - الأردن - عمان.