زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد لإيران كانت موضع اهتمام كبير لدى وسائل إعلامنا الكويتية ووسائل الإعلام الإيرانية التي اعتبرتها فرصة من أجل التحلل من العزلة المزمنة التي تعاني منها إيران على المستوى العالمي ووسيلة دعائية لإعادة تسويق عبارات حسن الجوار والمحافظة على أمن واستقرار المنطقة أو التعاون البناء مع الكويت أو أي دولة خليجية أخرى كما رأينا في كتابات أو تصريحات المسؤولين والمحللين الإيرانيين حول الزيارة.
لكن مثل هذه التصريحات لا تجد لها ترجمة على أرض الواقع ومن الأفضل ألا ينشغل المرء بها أو يأخذها مأخذ الجد، ذلك أن إيران متمسكة برؤية إستراتيجية ثابتة في المنطقة لم تحد أو تتراجع عنها، وتبدو معالمها الطائفية واضحة ولا تخفى على أحد في اليمن ولبنان والعراق والبحرين ولعلها أكثر وضوحا ولا تدع مجالا للشك في سورية، حيث تتعرض من قبل نظام البعث الطائفي فيها لدمار واسع وممنهج بتعاون روسي ـ إيراني مشترك لم يسبق أن تعرضت له دولة عربية من قبل إذا استثنينا فلسطين على أيدي الصهاينة.
ومن السهولة أن تقيم أو تعزز إيران علاقاتها مع بعض دول الخليج، لكن ذلك لا يعني تغيير إستراتيجيتها في المنطقة، وهي بذلك لا تختلف عن العلاقات التي تقيمها إسرائيل مع بعض الدول العربية التي لا تستدعي تغييرا في إستراتيجيتها التي ظاهرها السلام وباطنها البغي والعدوان.
ولعل ما يؤكد ما ذهبنا إليه من فارق كبير بين التصريحات والتصرفات الإيرانية هو ما قاله وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد في افتتاحية الدورة الـ131 للمجلس الوزاري الخليجي من أن 'دول الخليج تتطلع إلى ترجمة التوجهات الإيرانية إلى واقع إيجابي في علاقاتها مع دول المجلس'. أي مازلنا في مرحلة التطلع مع إيران. - سلطان الخلف. الآن.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video