آخر تحديث للموقع :

الأحد 11 رمضان 1444هـ الموافق:2 أبريل 2023م 12:04:34 بتوقيت مكة

جديد الموقع

سقط العراق ؛ فالويل للعرب ..

بقياداته الصادقة ، وبطولاته الخالدة ، وبعروبته المتجذرة ، وبحضارته الزاخرة ، وبتاريخه العريق ؛ ظل العراق العربي بمثابة القلب النابض لأمتنا العربية عبر تاربخه الطويل .


وشكل العراق في كل الأزمان سدا” منيعا” وحصنا” حصينا” أمام كل الغزاة والطامعين ؛ وظل السند والعون والمدد لأمتنا العربية في كل حروبها ، وأضرحة الشهداء العراقيين المنتشرة في ربوع بلادنا العربية شاهدة” على بطولات العراقيين وتضحياتهم ، وبهذا الإيمان وتلك التضحيات كان العراق غصة” في حلوق اليهود وشوكة” دامية” في عيون المستعمرين والطامعين .


والذي يعي حقيقة العراق ويدرك عروبة العراق وتضحيات العراق فلن يستغرب من هذا التكالب الشرس للمستعمرين على بلاد الرافدين ، ولن يتفاجئ أبدا” من توالي المؤامرات على العراق والتي أسلمته في نهاية الأمر لحفنة  من الدخلاء والغرباء والمارقين .
لقد اعتمد اليهود وحماتهم على التلاعب بالشرعية الدولية وعلى التلفيق الإعلامي والتزييف والكذب والخداع بهدف تشريع غزو العراق وتدمير العراق وإحتلال العراق .


وابتدأت المؤامرات الصهيونية والإستعمارية عندما أشعلوا نار الحرب الطاحنة بين العراق وإيران في عام 1980م ، ولم يتوقف حقد هؤلاء عند إشعال الحرب ؛ بل عمدوا لإطالة أمد الحرب لأطول فترة„ ممكنة„ عن طريق تزويد طرفي النزاع بكل أنواع السلاح والعتاد لأجل الوصول لهدفهم الخبيث بتدمير الجيشين والقضاء على الدولتين وعلى الشعبين المسلمين ! ولكن إرادة الله كانت الأقوى من كيد اليهود ومكرهم والأرحم من حقد الكفار وغيهم ؛ قال تعالى : كُلَّمَآ أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا الله وَيَسْعَوْنَ فِى الارض فَسَاداً والله لاَ يُحِبُّ المفسدين ( صدق الله العظيم ) ، فبعد ثمان سنوات متواصلة„ من الحرب المريرة والطاحنة بين البلدين الجارين المسلمين خمدت نار الحرب برحمة الله ، وحقنت دماء الشعبين المسلمين بإذن الله ، ولكن الذي آلم اليهود وأغضب رعاتهم وحماتهم ؛ خروج العراق من هذه الحرب الطويلة بجيش„ قوي ومحنك„ ؛ وبإرادة صلبة„ وحرة„ ؛ وبقرار„ مستقل„ ؛ وبتصنيع عسكري ذاتي .

وكانت التهديدات العراقية بحرق نصف الكيان الإسرائيلي في حالة إعتداءه على أية عاصمة عربية أو إسلامية قد أرهبت اليهود ورعاتهم وجعلتهم يضاعفون من مكرهم للإيقاع بالعراق ، وهي التهديدات التي قلبت موازين الرعب المرسومة في المنطقة ، وأعادت مشاعر العزة والكبرياء لدى الإنسان العربي ، وحطمت نظرية السيد اليهودي والعبد العربي والتي حاولوا تسويقها في منطقتنا العربية ، كما شكلت تمردا” قويا” على المخططات الإستعمارية المرسومة لدوام السيطرة اليهودية المطلقة في الشرق الأوسط ، ولكل هذه الأسباب ؛ إستنفر اليهود رعاتهم وحركوا حماتهم وعملاؤهم وأدواتهم بهدف خنق العراق العربي ثم الإجهاز عليه في أقرب فرصة ، فحاكوا له المؤامرات تلو المؤامرات ، ومكروا له في الليل والنهار إلى أن أوقعوه أخيرا” في فخ دخول الكويت في عام 1990 م ، وهو الحدث المفاجئ الذي أسعد اليهود وأفرح عملائهم وعبيدهم في المنطقة ، وأستغله اليهود والمستعمرون الغربيون أبشع إستغلال ، فوالله لقد استغل اليهود والأمريكان الأزمة الكويتية العراقية أكثر من استغلال اليهود للمحرقة النازية !


أدرك أحرار العرب والمسلمين هول المؤامرة المرسومة والمعدة للعراق وللعرب ، وكان على رأس أولئك الأحرار جلالة الملك الراحل : الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، والذي وقف ندا” قويا” لرعاة البقر الأمريكيين ولرعاة الصهيونية العالمية عندما خاطب بوش الأب قائلا” له : إسمع يا بوش ! إبقى بعيدا” عنا ولا تتدخل في قضايانا العربية ؛ فنحن الأقدر على حل مشاكلنا .


ثم إنطلق جلالته وبسرعة البرق للبحث عن الحلول  المناسبة والمرضية لأطراف النزاع ، وأخذ يبحث عن حل„ يجنب العراق وامتنا العربية تبعات الكارثة المحدقة والقادمة ، والتي ستدمر العراق وستعيد الأمة العربية إلى الإبط اليهودي وإلى الخندق الإستعماري القديم ، وعمل جلالة الملك الراحل في سباق مع الزمن لتدارك الكارثة ، ولكن الشياطين اللعينة والعمالات الرخيصة كانت الأسرع من جهود جلالة الملك الراحل ، والتي أسرعت لقمة العار العربية في القاهرة ، وهي القمة المشئومة والمعقودة برئاسة العميل الوضيع والعبد المطيع للأمريكان واليهود ؛ المخلوع من الشعب المصري  : حسني مبارك ، والذي شرع في تلاوته للقرارات المطبوخة يهوديا” وغربيا” ، وتم في هذه القرارات أدانة العراق بطريقة التصويت بالأغلبية ، وهو التجاوز الواضح لميثاق الجامعة العربية  والذي ينص على ضرورة الإجماع العربي في كل القرارات الصادرة عن القمم العربية ، ولكن القرار المشئوم والمدمر قد مرر وبفارق صوت„ وحيد„ !  وتم للاستعمار مراده وسلم ملف الأزمة العراقية الكويتية للغرب واليهود ليتصرفوا فيها كما يحلو لهم ! وكانوا فرحين ومهللين لهذا القرار المريب والغريب ، والذي وضع العراق في القفص اليهودي وفي الشرك الإستعماري والأمريكي إلى الأبد ! وأعقب القرار العربي قرارات دولية متلاحقة تجرم العراق وتمهد لغزوه ولحصاره ولتجويعة ولابتزازه ولتركيعه ولتدميره !


وتقاطرت الجيوش الثلاثينية المعادية إلى حفر الباطن ، وتجمعت الطائرات الغربية في كل المطارات المحيطة بالعراق ، وتهيأت البوارج الأمريكية والبريطانية والفرنسية في كل المياه المحيطة بالعراق ، وتحركت حاملات الطائرات لخليج العرب ولبحر العرب ولماء العرب  ، وحدد التتار الجدد ساعتهم المرسومة لتدمير العراق ولاستباحة ثرواته وأرضه وماءه وهواءه ، وإستمرت الحرب الهمجية قرابة شهرين متتالين ، وجرب خلالها العدو كل أنواع الأسلحة المحرمة وغير المحرمة ، واستخدم في تلك الحرب القصف الجوي والبحري والجوي بكثافة ، وفي نهاية هذه الحرب الإجرامية خرج الجيش العراقي مدمرا” ومهزوما” ؛ واستشهد عشرات الألوف من العسكريين والمدنيين العراقيين في هذه الحرب .


وعقب هزيمة العراق عقدت الكثير من المعاهدات ومن التفاهمات الموقعة بين العراق وببن الغرب ، والتي تم بموجبها الاعتراف العراقي الكامل بدولة الكويت وبحدود الكويت ، كما تم تدمير الصواريخ العراقية القادرة على ضرب اسرائيل ، وجرى تفكيك وتدمير كامل للأسلحة الكيماوية وغير التقليدية في العراق ؛ ورغم كل ذلك ؛ فقد بقي العراق محاصرا” وجائعا” ومعزولا” بقرار„ أمريكي جائر„ وبمعاونة من العرب ! وحاول كثير من شرفاء هذه الأمة العودة بالعراق العربي إلى حضنه العربي ، وكان على رأس أولئك الشرفاء جلالة الملك الراحل : الحسين بن طلال والذي حاول إقناع العرب بضرورة عودة العراق لحضنه العربي من جديد ، وكان دوما” يردد ويقول  : لقد ربحنا الكويت ، ولا نريد أن نخسر العراق ! ولكن المصيبة بأن المسلسل اليهودي الإجرامي بحق العراق والأمة في تلك المرحلة لم يكتمل ، لذلك فقد إحبطت كل المحاولات العربية لإحتصان العراق ولعودة العراق ، فاليهود لم يصلوا لمبتغاهم ولم يشفوا غليلهم إلا بتدمير العراق وتقسيمه وكسر إرادته ، لذلك ففد أوعز اليهود ليوش الإبن بضرورة إكمال المشوار الإجرامي لإبيه بحق العراق وشعب العراق  ، وفعلا”  قرر الإبن المغرور مهاجمة العراق واحتلال العراق في عام 2003 م ومن دون غطاء„ دولي  ، وأحتل بوش الإبن العراق وتم تفكيك العراق وجيش ودمرت ودولة العراق ، وكل ذلك جرى وتم بمساعدة كاملة من العرب ! كما تم تسليم العراق العربي لإيران العدوة السابقة للعراق وعلى طبق„ من ذهب ؛ وكل ذلك جرى أمام أعين العرب وبمساعدة تامة من العرب !!!


يا للمفارقة ! لقد خسرت إيران حربها الطويلة مع العراق العربي ثم دارت أيام السقوط العربي بسرعة„ وسلم العراق العربي  لإيران وعلى طبق من ذهب ؛ وكل ذلك بجري بمباركة عربية وأمام أعين العرب !! فيا للمفارقة !


يا للمفارقة ! في عام 1990 م هب كل العرب لنجدة الكويت من الإحتلال العراقي ، وهؤلاء هم نفس العرب الذين هبوا لمساندة الأمريكيان في إحتلالهم للعراق العربي في عام 2003 م ، والذي جرى ودون مبررات ومسوغات„ شرعية وعقلية  ؛ فيا للمفارقة !!!


أفعال غريبة ومتناقضة وطائشة وعبثية صدرت وتصدر عن كثير من الحكومات والقيادات العربية  ! والتي ليس لها من مبرر سوى الجزم بأنها : الإرادة المسلوبة ، والاستقلال الوهمي ، والإستسلام المخزي والأبدي للأجنبي ! فيا للمفارقة !


أفعال متهورة همشت العرب وقادت النظام العربي  إلى السقوط الدائم وإلى الانهيار والإنتحار ؛ فويل للعرب يوم أضاعوا فلسطين وهم يلعبون ويعبثون ! وويل للعرب يوم أضاعوا العراق العربي وهم يضحكون ويعبثون ويلعبون ؛ وويل للعرب حين أضاعوا السودان وسوريا واليمن ومصر وليبيا ...  وهم يلعبون ويعبثون ويسرحون ويمرحون !


إن أسباب أفول وإنهيار النظام العربي متعددة وكثيرة ، ولكن الحقيقة المرة والساطعة تقول : لقد فاز الجميع وخسر العرب ! لقد فاز الجميع وخسر العرب ! فالنظام العربي يتهاوى بسرعة والأمة العربية تتلاشى والثروات العربية تنهب وتستباح ليلا” ونهارا”  ؛ فمن دون العراق العربي ؛ الويل للعرب ! ومن دون سوريا العربية ؛ الويل للعرب ! وبسقوط مصر العربية في أحضان الصهيونية العالمية : فالويل ثم الويل للعرب !


وفي النهاية فإنني أتوجه بالتحية الخالصة لكل شرفاء هذه الأمة وعلى رأسهم الملك الراحل الحسين بن طلال ، وأحيي شهيد الرافدين والذي قدم عرشه وأبناءه ووهب روحه للدفاع عن كرامة العرب وعن عزة وكبرياء العرب ، ولا بد لي أن أذكر كل من ساهم في مسلسلات التفريط بفلسطين وبالعراق والسودان واليمن وسوريا  ... بقوله تعالى : وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَار ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء . - الكاتب : أيمن الشبول - السوسنة.

عدد مرات القراءة:
1578
إرسال لصديق طباعة
الخميس 13 شعبان 1435هـ الموافق:12 يونيو 2014م 01:06:36 بتوقيت مكة
أيمن الشبول 
تحية إلى إدارة الموقع والى جميع القراء والقائمين عليه وجهودكم مبارك بإذن الله
في حرب عام 2003 م دخلت القوات الامريكية والبريطانية والاسبانية الى أرض العراق من عدة منافذ عربية ولكن الهجوم الأكبر والأشرس انظلق من الأرض الكويتية وحصلت في ميناء ام قصر العراقي معركة شرسة بين الكتيبة العراقية المرابطة في الميناء وببن القوات الأمريكية الغازية وقد أبلت الكتيبة العراقية من الشجاعة والبطول ما فاجأ القوات الغازية وفاجأ العالم أجمع وعطلت هذه الكتيبة تقدم الغزاة باتجاه الأراصي العراقية لثلاثة أيام متواصلة وبعد تلك المعركة حدثت معارك عنيفة أخرى شرسة في ميناء البصرة العراقي وعطلت تقدم القوات الأمريكية كذلك وكبدتهم خسائر كبيرة وفادحة في الارواح والمعدات كما جرت معارك اخرى في مدينة الناصرية ولكن الخيانات بدأت في الظهور بقوة في تلك المدن ذات الغالبية الشيعية ومن هنا بدأ التقهقر في كتائب الجيش العراقي والمصيبة في هذه الأمة كادن وما زال دوما” الخيانات فان للخيانات قدرة فائقة للفتك بأقوى الجيوش وأكثرها تجربة وحنكة فانت تتوجه برصاصك للعدو والخائن يوجه الرصاص لظهرك وخائن أخر يدل الأعداء عليك !!! إنها معادلة صعبة وقاتلة وتبكي الحجر عندما يتفق إبن جلدتك مع المشرك واليهودي والغاصب عليك !
ولكن ولتبرئة الذمة أمام الله فالجيش العراقي حارب ايران لثمان سنوات وانتصر عليها في نهاية الأمر كما ثبت وصمد شهرين في حرب الكوبت ألاولى أثناء العدوان الثلاثيني عام 1990 م على العراق وبعد حصار شديد وطويل استمر
ولثلاثة عشر سنة قدم الجيش العراقي كل ما استطاع تقدبمه في حرب 2003 ولكن الخيانات عجلت في دخول العاصمة بغداد ...
كان الشهيد صدام حسين رجلا” وبطلا” مغوارا” ولم يقضى عمره في الخمارات وفي الحانات وعى موائد القمار بل قضاها مجاهدا على الجبهات وفي معارك العزة والكرامة والمجد حتى أكرمه الله بنطق الشهادة قبيل إعدامه من قىل الأمريكان وأعوانهم صبيحة العيد الأكبر عام 2006 م وللعلم فقد كان صدام وبشهادة ـ تناقلها الناس عن المقاتلين العرب المتطوعين ـ قائدا لمعركة المطار بنفسه والتي لقن فيها العدو الامريكي درسا” قاسيا” وشديدا” وتم على إثرها استخدام الامريكان الجبناء لقنابل من اليورانيوم المنضب والتي تصهر كل شيء واستخدموا الاسلحة المحرمة والفسفورية والعنقودية وللقنابل الصخمة وغيرها الى أن قرر صدام حصين وقادته التحول لمحاربة الامريكان عن طريق حرب العصابات حيث توزع كثير من الحرس الجمهوري وفدائيو صدام وجيش القدس والمتطوعين العرب لمحاربة الإمريكان عن حرب العصابات والتي أجبرتهم على القرار المهين من العراق وكانت نواياهم قبل ذلك في بقاء حاكمهم العسكري في بغداد الى حين قيام اسرائيل الكبرى الممتدة بين الفرات والنيل .
كلام نقوله للتاريخ وهو محاولة للرد على كل الجالسين في بيوتهم والذبن يشككون بتضحيات الآخرين من حولهم ويشككون بما قدمه العراقيون في معاركهم التي خاضوها مع أعداء العرب والمسلمين
 
اسمك :  
نص التعليق :