أكدت مصادر قريبة من المرشد الأعلى في ايران آية الله علي خامنئي أن الحرس الثوري نجح في قلب الطاولة على مساع تبذل هنا وهناك من أجل إزالة التوتر القائم بين المملكة العربية السعودية وايران، وأنه أجبر وزير الخارجية محمد جواد ظريف على رفض التوجه الى الرياض هذا الشهر لتحسين العلاقات وبحث الازمة السورية.
وقالت المصادر إن الحرس الثوري غاضب جداً من لقاء رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا وزعيمة المقاومة الايرانية (منظمة مجاهدي خلق) المعارضة مريم رجوي في باريس، وأن قيادات بارزة منه هددت باغتيال رجوي في باريس بعد تحميل السعودية وأطراف أقليمية وفرنسا المسؤولية عن ترتيب اللقاء، ودعت السعودية الى تصحيح الخطأ قبل أن تكبر المشكلة.
ونفذت السلطات الايرانية، الأحد، الإعدام بحق سجين سياسي معارض، هو غلامرضا خسروي سودجاني، برغم مناشدة الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا ومدافعين عن حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية لوقف إعدامه، وذلك بعد يومين فقط من تهديد عنيف أطلقه الحرس الثوري الايراني بالرد على لقاء رئيس أحمد الجربا الاسبوع الماضي مع مريم رجوي في باريس.
وقالت مصادر ايرانية ان طهران اعتبرت أن الاتصال بمجاهدي خلق يعد تجاوزاً للخطوط الحمراء "وعلى السعودية تحمل تبعات اللعب بورقة منافقين خلق (وهي التسمية الايرانية لمنظمة مجاهدي خلق) وان هذه خطوة بالاتجاه الخطأ بعدما وصلت العلاقات لمعاودة الانفتاح ذروتها في تلقي طهران دعوة ليقوم وزير الخارجية محمد جواد ظريف بزيارة جدة في يوليو/تموز لحضور اجتماعات منظمة التعاون الاسلامي".
وأعلنت طهران رسميا، الاثنين، ان ظريف لن يزور السعودية لارتباطه بمواعيد سابقة، وهي ذريعة بعد تقرير كان موقع ميديل ايست اونلاين نشره، الجمعة، كشف أن قيادات في الحرس الثوري قدمت ورقة للخارجية الايرانية لتقوم باجراء اتصالات ديبلوماسية "تنبه السعودية والأردن وفرنسا أن هكذا تصرفات تعتبر عدواناً على الجمهورية الاسلامية وتدخلاً في شؤوننا، وليعلموا أنهم إذا لم يتراجعوا عن هذه الخطوة العدائية فستكون العواقب وخيمة ومضرة". - أبوظبي- من نجاح محمد علي - ميدل ايست أونلاين.
ووصف مقربون من مجاهدي خلق لقاء الجربا رجوي بانه يعني دخول مجاهدي خلق مباشرة على خط الأزمة ضد النظام الايراني أو على الاراضي السورية كتواجد ميداني أو استشاري.
وكان ميدل إيست أونلاين كشف في تقرير خاص يوم 26 مارس/آذار الماضي عن تواجد منظمة مجاهدي خلق الايرانية المحظورة في غرفة عمليات خاصة في الأردن.
وطالب الحرس الثوري أيضا بابعاد الشركات الفرنسية من الدخول في المشاريع الايرانية بعد تخفيف أو رفع الحظر الاقتصادي ودعا الى إبلاغ هذه الشركات الكبرى من الآن أن ذلك بسبب تسهيل الحكومة الفرنسية الاتصال بين خلق والائتلاف السوري المعارض.