القبض على مسلم بن عقيل وخيانة الشيعة
فقال له محمد بن الأشعث إنك لا تكذب ولا تغر فلا تجزع إن القوم بنوعمك وليسوا بقاتليك ولا ضائريك وكان قد أثخن بالحجارة وعجز عن القتال فانبهر وأسند ظهره إلى جنب تلك الدار فأعاد ابن الأشعث عليه القول لك الأمان فقال آمن أنا قال نعم فقال للقوم الذين معه لي الأمان فقال القوم له نعم إلا عبيد الله بن العباس السلمي فإنه قال لا ناقة لي في هذا ولا جمل وتنحى فقال مسلم أما لولم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم. وأتي ببغلة فحمل عليها فاجتمعوا حوله وانتزعوا سيفه فكأنه عند ذلك أيس من نفسه ودمعت عيناه ثم قال هذا أول الغدر قال له محمد بن الأشعث أرجوأن لا يكون عليك بأس فقال وما هوإلا الرجاء أين أمانكم إنا لله وإنا إليه راجعون وبكى فقال له عبيد الله بن العباس السلمي إن من يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك قال إني والله ما لنفسي بكيت ولا لها من القتل أرثي وإن كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا ولكن أبكي لأهلي المقبلين إلي أبكي للحسين ع وآل الحسين. ثم أقبل على محمد بن الأشعث فقال يا عبد الله إني أراك والله ستعجز عن أماني فهل عندك خير تستطيع أن تبعث من عندك رجلا على لساني أن يبلغ حسينا فإني لا أراه إلا قد خرج إليكم اليوم مقبلا أوهوخارج غدا وأهل بيته ويقول إن ابن عقيل بعثني إليك وهوأسير في أيدي القوم لا يرى أنه يمسي حتى يقتل وهويقول ارجع فداك أبي وأمي بأهل بيتك ولا يغرك أهل الكوفة فإنهم أصحاب أبيك الذي كان يتمنى فراقهم بالموت أوالقتل إن أهل الكوفة قد كذبوك وليس لمكذوب رأي فقال ابن الأشعث والله لأفعلن. الإرشاد للمفيد الجزء الثاني ص58 - 6.
فقال عمر لابن زياد: أتدري أيها الأمير ما قال لي؟ إنه ذكر كذا وكذا، فقال له ابن زياد: إنه لا يخونك الأمين ولكن قد يؤتمن الخائن! أما مالك فهولك ولسنا نمنعك أن تصنع به ما أحببت، وأما جثته فإنا لا نبالي إذا قتلناه ما صنع بها، وأما حسين فإن هولم يردنا لم نرده. الإرشاد للمفيد الجزء الثاني ص61 - 62
يقول الحر بن يزيد، أحد أصحاب الحسين وهوواقف في كربلاء " يا أهل الكوفة، لامكم الهبل والعبر، أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا أتاكم أسلمتموه، وزعمتم أنكم قاتلوأنفسكم دونه ثم عدوتم عليه لتقتلوه ....... فصار كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعا ولا يدفع عنها ضرا، وحلاتموه ونساءه وصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري يشربه اليهود والنصارى والمجوس وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه، وها هم قد صرعهم العطش، بئس ما خلفتم محمدا في ذريته، لا سقاكم الله يوم الظمأ الأكبر " الإرشاد للمفيد الجزء الثاني ص1.. - 1.1
ثم رفع الحسين عليه السلام يده وقال: " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا، واجعلهم طرائق قددا، ولا ترض الولاة عنهم أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عدوا علينا فقتلونا ". الإرشاد للمفيد الجزء الثاني ص11. - 111
قال الراوي: وورد كتاب عبيد الله بن زياد على عمر بن سعد يحثه على تعجيل القتال ويحذره من التأخير والإهمال فركبوا نحوالحسين عليه السلام وأقبل شمر بن ذي الجوشن (لع) فنادى بنوأختي عبد الله وجعفر والعباس وعثمان فقال الحسين عليه السلام أجيبوه وإن كان فاسقا فإنه بعض أخوالكم فقالوا له ما شأنك فقال يا بني أختي أنتم آمنون فلا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم الحسين عليه السلام والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد. قال: فناده العباس بن على عليه السلام تبت يداك ولعن ما جئتنا به من أمانك يا عدوالله أتأمرنا أن نترك أخانا وسيدنا الحسين بن فاطمة عليهما السلام وندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء. قال: فرجع الشمر (لع) إلى عسكره مغضبا. اللهوف في قتلى الطفوف لابن طاووس الحسني ص53 - 54
ثم قال له علي بن الحسين عليه السلام: يا يزيد بلغني انك تريد قتلي، فان كنت لابد قاتلي، فوجه مع هؤلاء النسوة من يؤديهن إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له يزيد لعنه الله: لا يؤديهن غيرك، لعن الله ابن مرجانة، فوالله ما أمرته بقتل أبيك، ولوكنت متوليا لقتاله ما قتلته، ثم أحسن جائزته وحمله والنساء إلى المدينة. الاحتجاج للطبرسي الجزء الثاني ص39 - 4.
احتجاج علي بن الحسين عليهما السلام على أهل الكوفة حين خرج من الفسطاط وتوبيخه إياهم على غدرهم ونكثهم. قال حذيم بن شريك الأسدي: خرج زين العابدين عليه السلام إلى الناس وأومى إليهم أن اسكتوا فسكتوا، وهوقائم، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه، ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني! ومن لم يعرفني فانا علي بن الحسين، المذبوح بشط الفرات من غير دخل ولا تراث، أنا ابن من انتهك حريمه، وسلب نعيمه، وانتهب ماله، وسبي عياله، أنا ابن من قتل صبرا، فكفى بذلك فخرا. أيها الناس ناشدتكم بالله هل تعلمون إنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة؟ قاتلتموه وخذلتموه فتبا لكم ما قدمتم لأنفسكم وسوء لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول لكم: قتلتم عترتي، وانتهكتم حرمتي، فلستم من أمتي. قال: فارتفعت أصوات الناس بالبكاء، ويدعوبعضهم بعضا: هلكتم وما تعلمون. فقال علي بن الحسين، رحم الله امرءا قبل نصيحتي، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله، وفي أهل بيته، فان لنا في رسول الله إسوة حسنة. فقالوا بأجمعهم؟ نحن كلنا يابن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك، غير زاهدين فيك، ولا راغبين عنك، فمرنا بأمرك رحمك الله فانا حرب لحربك، سلم لسلمك، لنأخذن ترتك وترتنا، عمن ظلمك وظلمنا. فقال علي بن الحسين عليه السلام: هيهات هيهات!! أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى آبائي من قبل كلا ورب الراقصات إلى منى، فان الجرح لما يندمل!! قتل أبي بالأمس، وأهل بيته معه، فلم ينسني ثكل رسول الله صلى الله عليه وآله، وثكل أبي وبني أبي وجدي شق لهازمي، ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصصه تجري في فراش صدري. الاحتجاج للطبرسي الجزء الثاني ص31 - 32
ثم أمر بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة معهن أخوهن علي بن الحسين عليهم السلام، فأفرد لهم دار تتصل بدار يزيد، فأقاموا أياما، ثم ندب يزيد النعمان بن بشير وقال له: تجهز لتخرج بهؤلاء النسوان إلى المدينة. ولما أراد أن يجهزهم، دعا علي بن الحسين عليهما السلام فاستخلاه ثم قال له: لعن الله ابن مرجانة، أم والله لوأني صاحب أبيك ما سألني خصلة أبدا إلا أعطيته إياها، ولدفعت الحتف عنه بكل ما استطعت، ولكن الله قضى ما رأيت؟ كاتبني من المدينة وأنه كل حاجة تكون لك. وتقدم بكسوته وكسوة أهله، وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولا تقدم إليه أن يسير بهم في الليل، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه، فإذا نزلوا تنحى عنهم وتفرق هووأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم حيث إذا أراد إنسان من جماعتهم وضوءا أوقضاء حاجة لم يحتشم. فسار معهم في جملة النعمان، ولم يزل ينازلهم في الطريق ويرفق بهم - كما وصاه يزيد - ويرعونهم حتى دخلوا المدينة. الإرشاد للمفيد الجزء الثاني ص 122
ولما رأى الحسين نزول العساكر مع عمر بن سعد بنينوى ومددهم لقتاله أنفذ إلى عمر بن سعد: " إني أريد أن ألقاك " فاجتمعا ليلا فتناجيا طويلا، ثم رجع عمر بن سعد إلى مكانه وكتب إلى عبد الله بن زياد: أما بعد: فإن الله قد أطفأ النائرة وجمع الكلمة وأصلح أمر الأمة، هذا حسين قد أعطاني أن يرجع إلى المكان الذي أتى منه أوأن يسير إلى ثغر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، أوأن يأتي أمير المؤمنين يزيد فيضع يده في يده، فيرى فيما بينه وبينه رأيه، وفي هذا [لكم] رضى وللأمة صلاح. الإرشاد للمفيد الجزء الثاني ص 87
إذن لم يكن الأمر فسق يزيد أوفساده كما تزعمون ولكن كان الأمر اعتراض على طريقة تداول السلطة فقط.
ومن ألوان تلك الصراحة التي اعتادها وصارت من ذاتياته أنه لما خرج إلى العراق وافاه النبأ المؤلم وهوفي أثناء الطريق بمقتل سفيره مسلم ابن عقيل، وخذلان أهل الكوفة، فقال للذين اتبعوه طلبا للعافية لا للحق: " قد خذلنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه ذمام ... ". فتفرق عنه ذووالأطماع، وبقى مع الصفوة من أهل بيته. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الأول ص 12.
8 - روى ثابت عن سويد بن غفلة أن عليا (ع) خطب ذات يوم فقام رجل من تحت منبره، فقال: يا أمير المؤمنين إني مررت بوادي القرى، فوجدت خالد بن عرفطة قد مات، فاستغفر له فقال (ع): " والله ما مات ولا يموت حتى يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن حمار ". فقام إليه رجل ورفع عقيرته قائلا: " يا أمير المؤمنين، أنا حبيب بن حمار، واني لك شيعة ومحب ". فقال الإمام: " أنت حبيب بن حمار؟ ". " نعم ". وكرر الإمام قوله: " أنت حبيب " وهويقول: نعم، فقال (ع): " إي والله إنك لحاملها، ولتحملنها، ولتدخلن من هذا الباب - وأشار إلى باب الفيل بمسجد الكوفة - .. ". قال ثابت: والله ما مت حتى رأيت ابن زياد، وقد بعث عمر بن سعد إلى الحسين بن علي، وجعل خالد بن عرفطة على مقدمته، وحبيب ابن حمار صاحب رايته فدخل بها من باب الفيل. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الأول ص 427 - 428
ويقول المؤرخون: إن البصرة بقيت محتفظة بولائها لعثمان حفنة من السنين، وان الإمام الحسين (ع) إنما لم ينزح إليها لما عرفت به من الولاء لعثمان. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 5.
زحف الإمام للحرب: وتهيأ الإمام للحرب وقام الخطباء في الكوفة يحفزون الناس للجهاد ويحثونهم على مناجزة معاوية بعدما احرزوه من النصر الكبير في معركة الجمل، وقد خطب فيهم الإمام الحسين (ع) خطابا رائعا ومثيرا، قال فيه بعد حمد الله والثناء عليه: " يا أهل الكوفة أنتم الأحبة الكرماء، والشعار دون الدثار جدوا في إطفاء ما دثر بينكم، وتسهيل ما توعر عليكم إلا أن الحرب شرها ذريع، وطعمها فظيع فمن أخذلها أهبتها واستعد لها عدتها، ولم يألم كلومها قبل حلولها فذاك صاحبها، ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن ألا ينفع قومه، وان يهلك نفسه نسال الله بقوته أن يدعمكم بالفيئة. ". حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 57 - 58
وجهز معاوية جيشا لاحتلال مصر، وأمر عليه ابن العاص، ولما علم الإمام ذلك أقر محمدا على مصر، ووعده بان يمده بالجيش والمال، واخذ يدعوأهل الكوفة لنجدة إخوانهم في مصر، فلم يستجيبوا له، وجعل الإمام يلح عليهم ويطلب منهم النجدة فاستجاب له جند ضئيل كأنما يساقون إلى الموت فأرسلهم إلى مصر، ولكنه لم يلبث أن وافته الأنباء بان ابن العاص قد احتل مصر، وان عامله محمدا قد قتل وأحرقت جثته في النار، فرد جنده، وخطب أهل الكوفة خطابا مثيرا ندد بهم، ونعى عليهم تخاذلهم وخور عزائمهم. وعلى أي حال فان احتلال مصر قد قوى شوكة معاوية، ودفعه إلى أن يغزوأهل العراق في عقر دارهم. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 88
عدي بن حاتم مع الحسين: ولما ابرم أمر الصلح خف عدي بن حاتم ومعه عبيدة بن عمر إلى الإمام الحسين وقلبه يلتهب نارا فدعا الإمام إلى إثارة الحرب قائلا: " يا أبا عبد الله شريتم الذل بالعز، وقبلتم القليل وتركتم الكثير، اطعنا اليوم، واعصنا الدهر، دع الحسن، وما رأى من هذا الصلح، واجمع إليك شيعتك من أهل الكوفة وغيرها وولني وصاحبي هذه المقدمة، فلا يشعر ابن هند إلا ونحن نقارعه بالسيوف. ". فقال الحسين (ع)، " إنا قد بايعنا وعاهدنا ولا سبيل لنقض بيعتنا ". حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 116
يا أمير المؤمنين قد رأيت ما كان من سفك الدماء والاختلاف بعد عثمان وفي يزيد منك خلف فاعقد له، فان حدث بك حدث كان كهفا للناس، وخلفا منك، ولا تسفك دماء، ولا تكون فتنة. وأصابت هذه الكلمات الوتر الحساس في قلب معاوية فراح يخادعه مستشيرا في الأمر قائلا: - من لي بهذا؟ - أكفيك أهل الكوفة، ويكفيك زياد أهل البصرة، وليس بعد هذين المصرين أحد يخالف. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 191
نصيحة الخدري للإمام: وشاعت في الأوساط الاجتماعية أنباء وفود أهل الكوفة على الإمام الحسين (ع) واستنجادهم به لإنقاذهم من ظلم معاوية وجوره، وهذا نص حديثه: " يا أبا عبد الله إني أنا ناصح، واني عليكم مشفق، وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة، يدعونكم إلى الخروج إليهم، فلا تخرج إليهم، فاني سمعت أباك يقول بالكوفة، والله لقد مللتهم، وأبغضتهم وملوني وأبغضوني، وما يكون منهم وفاء قط، ومن فاز به فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم ثبات ولا عزم على أمر، ولا صبر على السيف " وليس من شك في أن أبا سعيد الخدري كان من ألمع أصحاب الإمام أمير المؤمنين وأكثرهم إخلاصا وولاء لأهل البيت، وقد دفعه حرصه على الإمام الحسين، وخوفه عليه من معاوية أن يقوم بالنصيحة له في عدم خروجه على معاوية. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 231
3 - إقامة الحجة عليه: وقامت الحجة على الإمام لإعلان الجهاد، ومناجزة قوى البغي والإلحاد، فقد تواترت عليه الرسائل والوفود من أقوى حامية عسكرية في الإسلام، وهي الكوفة فكانت رسائل أهلها تحمله المسؤولية أمام الله إن لم يستجب لدعواتهم الملحة لإنقاذهم من عسف الأمويين وبغيهم، ومن الطبيعي أنه لولم يجيبهم لكان مسؤولا أمام الله، وأمام الأمة في جميع مراحل التاريخ، وتكون الحجة قائمة عليه. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 275
خطبة سليمان: واعتلى سليمان بن صرد منصة الخطابة، فافتتح أولى جلساتهم بهذا الخطاب، وقد جاء فيه: " إن معاوية قد هلك، وان حسينا قد قبض على القوم ببيعته، وقد خرج إلى مكة وأنتم شيعته، وشيعة أبيه فان كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوعدوه فاكتبوا إليه، وان خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه .. ". وتعالت أصواتهم من كل جانب وهم يقولون بحماس بالغ: " نقتل أنفسنا دونه .. ". " لا بل نقاتل عدوه .. ". وأظهروا رغبتهم الملحة ودعمهم الكامل للإمام. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 331
2 - وقد أرسل الرسالة الثانية جماعة من أهل الكوفة وهذا نصها: " إلى الحسين بن علي من شيعته والمسلمين، أما بعد: فحي هلا فان الناس ينتظرونك ولا رأي لهم غيرك فالعجل ثم العجل والسلام ". حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 333
5 - وكتب جمهور أهل الكوفة الرسالة الآتية ووقعوها وهذا نصها: " للحسين بن علي أمير المؤمنين من شيعة أبيه (ع) أما بعد: فان الناس ينتظرونك لا رأي لهم في غيرك العجل العجل يابن رسول الله (ص) لعل الله أن يجمعنا بك على الحق ويؤيد بك المسلمين والإسلام. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 335
- وكانت آخر الرسائل التي وصلت إليه هذه الرسالة: " عجل القدوم يابن رسول الله فان لك بالكوفة مائة ألف سيف فلا تتأخر ". حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 335, بحار الأنوار 1./ 18.
تتابعت كتب أهل الكوفة - كالسيل - إلى الإمام الحسين، وهي تحثه على المسير والقدوم إليهم لإنقاذهم من ظلم الأمويين وعنفهم، وكانت بعض تلك الرسائل تحمله المسؤولية أمام الله والأمة إن تأخير عن إجابتهم. ورأى الإمام - قبل كل شيء - أن يختار للقياهم سفيرا له يعرفه باتجاهاتهم، وصدق نياتهم، فان رأى منهم نية صادقة، وعزيمة مصممة فيأخذ البيعة منهم، ثم يتوجه إليهم بعد ذلك، وقد اختار لسفارته ثقته وكبير أهل بيته، والمبرز بالفضل فيهم مسلم بن عقيل، وهومن أفذاذ التاريخ، ومن أمهر الساسة، وأكثرهم قابلية على مواجهة الظروف، وللصمود أمام الأحداث، وعرض عليه الإمام القيام بهذه المهمة. فاستجاب له عن رضى ورغبة، وزوده برسالة رويت بصور متعددة وهي: الأولى: رواها أبوحنيفة الدينوري وهذا نصها: " من الحسين بن علي إلى من بلغه كتابي هذا من أوليائه وشيعته بالكوفة، سلام عليكم، أما بعد: فقد أتتني كتبكم، وفهمت ما ذكرتم من محبتكم لقدومي عليكم وأنا باعث إليكم بأخي وابن عمي، وثقتي من أهلي مسلم بن عقيل ليعلم لي كنه أمركم، ويكتب إلي بما يتبين له من اجتماعكم فان كان أمركم على ما أتتني به كتبكم، وأخبرتني به رسلكم أسرعت القدوم إليكم إن شاء الله والسلام .. ". الثانية: رواها صفي الدين وقد جاء فيها بعد البسملة: " أما بعد فقد وصلتني كتبكم، وفهمت ما اقتضته آراؤكم، وقد بعثت إليكم ثقتي وابن عمي مسلم بن عقيل، وسأقدم عليكم وشيكا في أثره إن شاء الله .. ". حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 339
ابتهاج الكوفة: وعمت الأفراح بمقدم مسلم جميع الأوساط الشيعية في الكوفة، وقد وجد منهم مسلم ترحيبا حارا، وتأييدا شاملا، وكان يقرا عليهم رسالة الحسين، وهم يبكون، ويبدون التعطش لقدومه، والتفاني في نصرته، لينقذهم من جور الأمويين وظلمهم، ويعيد في مصرهم حكم الإمام أمير المؤمنين مؤسس العدالة الكبرى في الأرض، وكان مسلم يوصيهم بتقوى الله، وكتمان أمرهم حتى يقدم إليهم الإمام الحسين. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 345
البيعة للحسين: وانثالت الشيعة على مسلم تبايعه للإمام الحسين، وكانت صيغة البيعة الدعوة إلى كتاب الله وسنة رسوله، وجهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين، وقسمة الغنائم بين المسلمين بالسوية، ورد المظالم إلى أهلها، ونصرة أهل البيت، والمسالمة لمن سالموا، والمحاربة لمن حاربوا وقد شبه السيد المقرم هذه البيعة ببيعة الأوس والخزرج للنبي (ص). حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 345 - 346
ومن بين الرسائل التي وفدت على يزيد رسالة عبد الله الحضرمي، جاء فيها: " أما بعد: فان مسلم بن عقيل، قدم الكوفة، وبايعته الشيعة للحسين بن علي، فان كان لك بالكوفة حاجة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك، ويعمل مثل عملك في عدوك فان النعمان بن بشير رجل ضعيف أوهويتضعف. " حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 352
وأدت المخططات الرهيبة التي صممها الطاغية إلى نجاحه في الميادين السياسية وتغلبه على الأحداث، فبعد أن كانت الكوفة تحت قبضة مسلم انقلبت عليه رأسا على عقب. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 368
2 - رشوة الزعماء والوجوه: ووقف ابن زياد على نبض الكوفة، وعرف كيف يستدرج أهلها فبادر إلى ارشاء الوجوه والزعماء فبذل لهم المال بسخاء فاستمال ودهم، واستولى على قلوبهم فصارت ألسنتهم تكيل له المدح والثناء، وكانوا ساعده القوي في تشتيت شمل الناس وتفريق جموعهم عن مسلم. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 37.
ولما انهزمت جيوش أهل الكوفة، وولت الأدبار تصحب معها العار والخيانة، وقد خلا الجامع الأعظم منهم. حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 389
وقد نصح داود بن علي زيدا بأن لا ينخدع بأهل الكوفة فقال له: " يابن عم إن هؤلاء يغرونك من نفسك، أليس قد خذلوا من كان أعز عليهم منك جدك على بن أبي طالب حتى قتل، والحسن من بعده بايعوه ثم وثبوا عليه فانتزعوا رداءه من عنقه، وانتهبوا فسطاطه وجرحوه؟ أوليس قد أخرجوا جدك الحسين وحلفوا له بأوكد الإيمان ثم خذلوه وأسلموه ثم لم يرضوا بذلك حتى قتلوه ". حياة الإمام الحسين لباقر القرشي الجزء الثاني ص 422
ثم قال له علي بن الحسين عليه السلام: يا يزيد بلغني انك تريد قتلي، فان كنت لابد قاتلي، فوجه مع هؤلاء النسوة من يؤديهن إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال له يزيد لعنه الله: لا يؤديهن غيرك، لعن الله ابن مرجانة، فوالله ما أمرته بقتل أبيك، ولوكنت متوليا لقتاله ما قتلته، ثم أحسن جائزته وحمله والنساء إلى المدينة. الاحتجاج للطبرسي الجزء الثاني ص39 - 4.
5 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل غضب على الشيعة فخيرني نفسي أوهم، فوقيتهم والله بنفسي. الكافي الجزء الأول ص26. (باب) (أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون) (إلا باختيار منهم)
8 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبد الملك بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أنزل الله تعالى النصر على الحسين (عليه السلام) حتى كان [ما] بين السماء والأرض ثم خير: النصر، أولقاء الله، فاختار لقاء الله تعالى. الكافي الجزء الأول ص26. (باب) (أن الأئمة (عليهم السلام) يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون) (إلا باختيار منهم)
عن زيد بن وهب الجهني قال: لما طعن الحسن بن علي عليه السلام بالمدائن أتيته وهومتوجع، فقلت: ما ترى يا بن رسول الله فان الناس متحيرون؟ فقال: أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء، يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي، وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهدا احقن به دمي، وأومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي، والله لوقاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما، والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير، أويمن علي فيكون سنة على بني هاشم آخر الدهر ولمعاوية لا يزال يمن بها وعقبه علي الحي منا والميت. الاحتجاج للطبرسي الجزء الثاني ص1.
عن سالم بن أبي الجعد قال: حدثني رجل منا قال: أتيت الحسن بن علي عليه السلام فقلت: يابن رسول الله أذللت رقابنا، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا، ما بقي معك رجل. قال: ومم ذاك؟ قال: قلت: بتسليمك الأمر لهذا الطاغية. قال: والله ما سلمت الأمر إليه ألا إني لم أجد أنصارا، ولووجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه، ولكني عرفت أهل الكوفة، وبلوتهم، ولا يصلح لي منهم من كان فاسدا، أنهم لا وفاء لهم, ولا ذمة في قول ولا فعل، إنهم لمختلفون، ويقولون لنا: إن قلوبهم معنا، وان سيوفهم لمشهورة علينا. الاحتجاج للطبرسي الجزء الثاني ص12
احتجاجه عليه السلام على أهل الكوفة بكربلاء. عن مصعب بن عبد الله لما استكف الناس بالحسين عليه السلام ركب فرسه واستنصت الناس، حمد الله وأثنى عليه، ثم قال: تبا لكم أيتها الجماعة وترحا وبؤسا لكم! حين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفا كان في أيدينا، وحمشتم علينا نارا أضرمناها على عدوكم وعدونا، فأصبحتم إلبا على أوليائكم، ويدا على أعدائكم. الاحتجاج للطبرسي الجزء الثاني ص24
عن حذيم بن شريك الأسدي قال: لما أتى علي بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء، وكان مريضا، وإذا نساء آهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب، والرجال معهن يبكون. فقال زين العابدين عليه السلام - بصوت ضئيل وقد نهكته العلة -: إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم. الاحتجاج للطبرسي الجزء الثاني ص29
احتجاج فاطمة الصغرى على أهل الكوفة. عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: خطبت فاطمة الصغرى عليها السلام بعد أن ردت من كربلاء فقالت: بعد أن حمدت الله .......... أما بعد يا أهل الكوفة! يا أهل المكر والغدر والخيلاء، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم، وابتلاكم بنا، فجعل بلائنا حسنا ......... ، فكذبتمونا، وكفرتمونا، ورأيتم قتالنا حلالا، وأموالنا نهبا، كأنا أولاد الترك أوكابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد منقدم، قرت بذلك عيونكم، وفرحت به قلوبكم، اجتراءا منكم على الله، ومكرا مكرتم والله خير الماكرين، فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا، ......... تبا لكم! فانتظروا اللعنة والعذاب، فكأن قد حل بكم، وتواترت من السماء نقمات فيسحتكم بما كسبتم ويذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، ألا لعنة الله على الظالمين، ويلكم أتدرون أية يد طاعنتنا منكم، أوأية نفس نزعت إلى قتالنا، أم بأية رجل مشيتم إلينا، تبغون محاربتنا؟ قست قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدتكم، وختم على سمعكم وبصركم، وسول لكم الشيطان وأملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فانتم لا تهتدون. تبا لكم يا أهل الكوفة! كم تراث لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم، وذحوله لديكم، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب عليه السلام جدي، وبنيه عترة النبي الطيبين الأخيار، وافتخر بذلك مفتخر فقال:
نحن قتلنا علياً وبني علي ... بسيوف هندية ورماحِ
وسبينا نساءهم سبي تركٍ ... ونطحناهمُ فأيُّ نطاحِ
الاحتجاج للطبرسي الجزء الثاني ص27 - 28
قالت زينب بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليها لأهل الكوفة تقريعاً لهم: أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر، والخذل!! ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون إيمانكم دخلا بينكم هل فيكم إلا الصلف والعجب، والشنف والكذب، وملق الإماء وغمز الأعداء أوكمرعى على دمنة أوكفضة على ملحودة ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون، أتبكون أخي؟! اجل والله فابكوا فإنكم أحرى بالبكاء فابكوا كثيرا، واضحكوا قليلا، فقد أبليتم بعارها، ومنيتم بشنارها ولن ترحضوا أبدا وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة. الاحتجاج للطبرسي الجزء الثاني ص29 - 3.
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: " وأما من قتل الحسين أوأعان على قتله أورضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا " مجموع الفتاوى 4/ 487
من طريق أبي عمروالكشي عن الفضل بن شاذان مسندا عن أبي عبد الله عليه السلام: ارتد الناس بعد قتل الحسين عليه السلام إلا ثلاثة أبوخالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطعم. رجال الكشي الجزء الأول ص44
228/ 12 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري، قال: حدثنا ابن عائشة والحكم والعباس، قالوا: حدثنا مهدي بن ميمون، عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب، عن ابن أبي نعم قال: شهدت ابن عمر وأتاه رجل فسأله عن دم البعوضة، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق. قال: أنظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوضة، وقد قتلوا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)! وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنهما ريحانتي من الدنيا، يعني الحسن والحسين (عليهما السلام). الأمالي للصدوق ص2.7
239/ 1 - حدثنا الشيخ الجليل الفاضل أبوجعفر محمد بن علي بن الحسين ابن موسى بن بابويه القمي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ (رحمه الله)، قال: حدثنا أبوسعيد الحسن بن عثمان بن زياد التستري من كتابه، قال: حدثنا إبراهيم بن عبيد الله بن موسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي قاضي بلخ، قال: حدثتني مريسة بنت موسى بن يونس بن أبي إسحاق وكانت عمتي، قالت: حدثتني صفية بنت يونس بن أبي إسحاق الهمدانية وكانت عمتي، قالت: حدثتني بهجة بنت الحارث بن عبد الله التغلبي، عن خالها عبد الله بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي (عليه السلام)، قال: سألت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام)، فقلت: حدثني عن مقتل ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله). فقال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابنه يزيد (لعنه الله) فأجلسه بين يديه، فقال له: يا بني، إني قد ذللت لك الرقاب الصعاب، ووطدت لك البلاد، وجعلت الملك وما فيه لك طعمة، وإني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم، وهم: عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، والحسين بن علي، فأما عبد الله بن عمر فهومعك فالزمه ولا تدعه، وأما عبد الله بن الزبير فقطعه إن ظفرت به إربا إربا، فإنه يجثولك كما يجثوالأسد لفريسته، ويواربك مواربة الثعلب للكلب، وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول الله، وهومن لحم رسول الله ودمه، وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يخذلونه ويضيعونه، فإن ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول الله، ولا تؤاخذه بفعله، ومع ذلك فإن لنا به خلطة ورحما، وإياك أن تناله بسوء، أويرى منك مكروها .............. الأمالي للصدوق ص215 - 216