مع اقتراب مفاوضات القوى الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي، قامت لجنة من الكونجرس معنية بالشرق الأوسط وإفريقيا بالاستماع لشهادة متخصصين حول الوضع في المنطقة، طالبوا بحصول واشنطن على ضمانات كافية من طهران لدول مجلس التعاون الخليجي بأن إيران ستُوقف جميع أنشطتها المعادية لأمن دول المجلس.
واشترط أعضاء اللجنة من بين هذه الضمانات عدم دعم إيران للجماعات الشيعية الإرهابية الموجودة في اليمن وفي منطقة الشرق الأوسط عمومًا.
وذكرت صحيفة الـ"ورلد تريبيون" الأمريكية، أن دافيد واينبرج، العضو البارز بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أخبر اللجنة أن إيران ترعى الإرهاب في مناطق عدة بالشرق الأوسط عن طريق دعم بعض الجماعات الشيعية لإحداث فتنة طائفية.
ونقلت الصحيفة عن "واينبرج" قوله: "إن الجماعات التي كونتها إيران في اليمن والبحرين والكويت وبعض المناطق في المملكة تشكل خطرًا حقيقيًا".
وأضاف: لقد كان الأمير مقرن بن عبد العزيز على حق، عندما قال إن إيران تستغل الشيعة الموجودين في مناطق متفرقة في دول مجلس التعاون الخليجي لزعزعة أمن الدول الأعضاء بالمجلس ونشر الإرهاب بها.
وبحسب الباحث الأمريكي، فإن القوات الثورية الإيرانية، قامت بإرسال شحنات من الأسلحة المتطورة لدعم المتطرفين الشيعة في اليمن والبحرين، كما أن هناك العديد من شبكات التجسس الإيرانية التي تم اكتشافها وحلها في الكويت والبحرين والسعودية.
وشدد "واينبرج" على ضرورة مراعاة الإدارة الأمريكية لأهمية الحصول على الضمانات الكافية من إيران على أنها لن تقوم بدعم الجماعات الشيعية الإرهابية الموجودة في اليمن، بل وفي منطقة الشرق الأوسط برمتها، مؤكدًا أن هذا هو السبيل الوحيد لأن تشعر دول مجلس التعاون الخليجي بالاطمئنان إلى الاتفاقية التي تريد الولايات المتحدة أن تبرمها مع إيران حول برنامجها النووي.
ونقلت الصحيفة عن "واينبرج" قوله: "أعتقد أن روابط الصداقة الحميمة التي تجمع بين السعودية وباكستان ستمكِّن السعودية من الحصول على الدعم العسكري الذي تريده بما في ذلك السلاح النووي وهذا أمر خطير جدا ينبغي لنا أن نحذر منه".
وأكدت الأمر نفسه روس ليهتنن، العضوة البارزة بالكونجرس الأمريكي، التي قالت إن محاولة الولايات المتحدة الأمريكية للوصول لاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي جعلت المسؤولين بدول مجلس التعاون الخليجي يشعرون بأن أمريكا فقدت مصداقيتها كحليف استراتيجي للدول الأعضاء بالمجلس.
وحذرت "ليهتنن" مما سيترتب على هذا الشعور من أثر سلبي على عمليات مكافحة الإرهاب وعلى سبل التعاون بين الولايات المتحدة والدول الأعضاء وعلى القوات الأمريكية الموجودة في المنطقة.
وقالت إن محاولة التقارب بين الولايات المتحدة وإيران ستتسبب في اطلاق شرارة سباق تسلح إقليمي وفي اتجاه المملكة والإمارات نحو الحصول على أسلحة نووية من باكستان.
وفي نهاية الجلسة، حذر المشاركون الولايات المتحدة من عقد أي اتفاق مع إيران في ظل حالة الشك التي أصبحت تسيطر على العرب حيال جدوى التعاون مع الولايات المتحدة. - يمن برس - متابعات .