من منتظر وطن
طهران - 25 - 5 (كونا) -- رحبت أوساط إيرانية مختلفة هنا اليوم بالزيارة المرتقبة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى طهران مطلع الشهر المقبل. ووصف مستشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) زيارة سمو أمير البلاد بأنها "ثمينة وقيمة للغاية". وأعرب عن أمله بأن تتمخض محادثات سمو أمير البلاد الذي يتمتع "بحنكة سياسية كبيرة" عن مخرج للمشكلات التي تعاني منها المنطقة في الوقت الحالي مبديا ثقته بان تعاون دول المنطقة من شأنه أن يساعد في حلحلة القضايا الإقليمية. وقال إن "منطقتنا تشهد اليوم قضايا خاصة للغاية ومنها القضية السورية والفلسطينية والإرهاب الذي يهدد مختلف دول المنطقة لذا فإن تبادل وجهات النظر على أعلى المستويات بين الدول المجاورة يعد خطوة كبيرة وبناءة للغاية". وأشار إلى العلاقات الواسعة التي تربط بلاده مع دولة الكويت في مختلف المستويات لاسيما على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي مشيدا في الوقت نفسه بالتجربة الديمقراطية الكويتية. ومن جانبه قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أمير الموسوي في تصريح مماثل ل(كونا) "نرحب بهذه الزيارة المباركة وهي أول زيارة لسموه باعتباره أميرا لدولة الكويت ونتمنى أن تكون فاتحة خير للشعبين الإيراني والكويتي وكذلك لشعوب المنطقة وان تفتح بابا أوسع بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي". وشدد الموسوي على أن زيارة سمو أمير البلاد تحظى بصدى وترحيب واسعين على الصعيدين الشعبي والرسمي في إيران. وأضاف "زيارة سمو الأمير مهمة وباعتقادي ربما تكون مفصلية للكثير من التطورات الإقليمية باعتبار أن هناك جهودا تبذل لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية بالمنطقة". وأوضح "طبعا سمو أمير الكويت لديه رؤية في هذا الشأن ولديه تجربة في العمل السياسي بالإضافة إلى أن هناك علاقات ثنائية مميزة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودولة الكويت اعتقد أنها ستتوج بتوقيع اتفاقيات مهمة خاصة في المجال السياسي والاقتصادي وربما تكملة لاتفاقية أمنية سابقة". وقال إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكن كل الاحترام والتقدير لشخص سمو الأمير الذي تربطه علاقة طيبة وودية مع القيادات في إيران منذ أن كان وزيرا للخارجية وخاصة أثناء غزو العراق للكويت ودوره المهم من خلال التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقفت وساندت الحكومة والشعب الكويتي في ذلك الوقت". ورأى أن "سمو الأمير لديه رؤيته الخاصة في تطوير العلاقات الثنائية.. وهذه الزيارة ترسم مرحلة جديدة من العلاقات الودية بين إيران والكويت وممكن أن تكون علاقات نموذجية تحتذي بها الدول الأخرى". وأشار الموسوي إلى نمو ظاهرة التطرف والجماعات التكفيرية والإرهابية في المنطقة مشددا على ضرورة القيام بجهد إقليمي بين الدول المستقرة في المنطقة من خلال التفاهم والتنسيق المعلوماتي والأمني للحيلولة دون انتشار هذه الظاهرة الخطيرة. وبدوره أكد رئيس تحرير صحيفة (الوفاق) الإيرانية مصيب نعيمي أن "زيارة سمو الأمير إلى طهران في هذه المرحلة لها الكثير من الأهمية حيث نحن نعيش في مرحلة تواصل وتقارب إقليمي ودولي.. وعلى ضوء ذلك فمن الممكن اعتبار الزيارة نموذجا ايجابيا ليس على مستوى العلاقات بين البلدين فحسب وإنما أيضا على مستوى العلاقات التي يجب أن تسود بين دول الجوار خاصة وبين إيران والعالم العربي بشكل عام". وقال "نحن في إيران نعتبر هذه الزيارة ذات أهمية قصوى بهدف إضفاء حالة من الاستقرار والهدوء في المنطقة". وأضاف "نقول بصراحة واضحة إن هناك ترحيبا كبيرا بزيارة سمو أمير الكويت إلى طهران والإيرانيون والكويتيون يتطلعون إلى هذه الزيارة باعتبارها تشكل خطوة ايجابية وبادرة يمكن أن ترسي نموذجا أساسيا لخلق مناخ بين جميع دول المنطقة وليس بين إيران والكويت فحسب". وقال نعيمي "باعتقادنا أن الكويت في طور التقدم بسبب قدراتها وطاقاتها الإنسانية والمادية وبالنسبة لإيران فإنه من المهم التواصل والتقارب مع جيرانها وخاصة دولة الكويت إلى جانب تبادل التجارب والإمكانيات". ورأى أن الزيارة ستخلق أجواء ايجابية كبيرة على الصعيد السياسي يمكن أن تؤدي إلى "مناخ وفرص جديدة للأمن والاستقرار في المنطقة" معربا عن اعتقاده بأن "كل ما عانت منه المنطقة كان سببها هو البعد وعدم التواصل بين بلدانها". وأوضح أن "التجارب التي مرت بنا علمتنا أن أي نوع من الافتراق ستكون آثاره سلبية على الجميع وان التواصل والتقارب ستكون له آثاره الايجابية على الجميع. وأضاف أن "العلاقات الإيرانية الكويتية شهدت اقل السلبيات.. وكانت الايجابيات كثيرة جدا كما أن هناك تواصلا بين الكويتيين والإيرانيين على مر الزمان من خلال الزيارات المتبادلة والقرابة والأواصر الموجودة بين العديد من الأسر الكويتية والإيرانية". وقال "باعتقادي الآن أن هناك فرصة وإرادة لتوطيد العلاقات الأمر الذي سيصب في مصلحة الشعبين الإيراني والكويتي وباقي شعوب المنطقة". وكانت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم قد وصفت مؤخرا زيارة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح المرتقبة إلى طهران بأنها "مصيرية وستشكل مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين". وأعربت أفخم عن أملها بأن تسهم الزيارة في فتح آفاق جديدة في العلاقات والتعاون بين الجانبين وتساعد على تعزيز التعاون والتنسيق الإقليمي بين دول المنطقة. ومن المقرر أن يزور سمو أمير البلاد إيران مطلع الشهر المقبل على رأس وفد رفيع للقاء عدد من كبار المسؤولين بينهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي والرئيس حسن روحاني. (النهاية) م و / ط م ا - كونا.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video