رأى أمين عام المجلس الإسلامي العربي محمد علي الحسيني أن نظام ولاية الفقيه يعتمد على سياسة تصدير الأزمات والمشاکل إلى بلدان المنطقة عموما وإلى تلك التي يتواجد فيها الشيعة ، كما يقف ضد أية حالة أمن واستقرار بين الشيعة والسنة ويعمد دائما إلى إشعال فتيل الفتن والأزمات.وقال الحسيني – في تصريح له نشر اليوم الأربعاء – "إن واحدة من أهم عوامل بقاء واستمرار نظام ولاية الفقيه هو العبث بأمن واستقرار الآخرين وتوظيفه لصالحه کورقة تساومية يستغلها لتحقيق أهدافه الخاصة" ، مضيفا "نظرا لأن منطقة الخليج تعد منطقة استراتيجية ولها أهميتها الاستثنائية باعتبارها شريانا وعصبا دوليا وأيضا للموقع الاستراتيجي لمملکة البحرين فإن نظام ولاية الفقيه يحاول ويسعى دائما کي تکون الأجواء أهليا ملبدة".وأضاف أمين عام المجلس الإسلامي العربي ، أبرز المرجعيات الشيعية العرب ، إن نظام ولايه الفقيه يعمل كل ما بوسعه أيضا لکي يجعل هنالك أجواء سلبية تهدد السلم الأهلي في البحرين..داعيا البحرين قيادة وشعبا کي يکونوا أکبر من هذا المخطط.وحول الأزمة السورية..قال الحسيني إن ما يحدث في سوريا له ارتباطات وعلاقات بأجندة خارجية متباينة غير أن دور نظام ولاية الفقيه في إيران قد يکون المطلق من حيث ريادته وهيمنته على الساحة السورية..مشيرا إلى أنه على الرغم من نفوذ هذا النظام الواسع إلا أنه ليس بوسعه أن يفرض حلا مناسبا ومقبولا مع ملاحظة إمکانيته تخريب أية محاولات لحلول لا تلائمه.وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية..أجاب أمين عام المجلس الإسلامي العربي بأن هناك أجواء إيجابية خاصة بعد کسر الجمود بين حرکتي فتح وحماس وهو ما يعد انتصارا لإرادة الشعب الفلسطيني ودعما لنضاله المشروع من أجل نيل حقوقه المشروعة..مؤكدا على أن وحدة الصف الفلسطيني تعد أهم عامل لفرض إرادة هذا الشعب المظلوم.وأعرب عن اعتقاده بأن جمود المفاوضات لن تستمر طويلا لأن الإسرائيليين هم بحاجة إلى السلام وهم الذين سيعودون لطرق الأبواب الفلسطينية وبطرق مختلفة ، لکن المهم هو أن تبقى وحدة الصف الفلسطيني قوية ومتماسکة لأنها الضمانة للحصول على الحقوق المشروعة للفلسطينيين.وعما إذا كانت إيران ستدعم ولاية ثالثة لنوري المالکي في العراق ؟..قال الحسيني إن النظام الإيراني سوف يمضي لآخر نقطة في سبيل دعمه لولاية ثالثة لأنه ليس هناك من بإمکانه أن يکون مطواعا وخاضعا ومنقادا لهذا النظام من العراقيين کما هو الحال مع المالکي ، مشيرا إلى أن هناك إجماعا من مختلف أطياف الشعب العراقية شيعة وسنة وعربا وأکردا على عدم التجديد لولاية ثالثة للمالکي.وردا على سؤال يتعلق بالأمن القومي العربي..أفاد أمين عام المجلس الإسلامي العربي بأن هذا الأمن هو أساس وعماد الوجود العربي وأن أي نيل أو انتقاص منه ينعكس على واقع المنطقة العربية وهو بمثابة خط أحمر لا يمكن أبدا المساومة عليه أبدا ، قائلا "إن هناك خطرين کبيرين يهددان الأمن القومي العربي أحدهما خارجي (إسرائيل) والآخر داخلي (نظام ولاية الفقيه)". وتاليا حوار الحسيني : برأيکم ما أسباب تراجع الحل السلمي في سوريا و ماهي الحلول التي ترونها مناسبة للملف السوري؟ الحسيني: حل المعضلة السورية تتقدم او تتراجع تبعا لعوامل خارجية إقليمية کانت أم دولية، وأن الاوضاع السورية سلبا او إيجابا لها ثمة إرتباطات و علاقات بأجندة خارجية متباينة، غير أن دور نظام ولاية الفقيه في إيران يکاد أن يکون الدور المطلق من حيث ريادته و هيمنته على الساحة السورية، لکننا نريد أن نشير هنا الى أن هذا النظام مع دور و نفوذه الواسع هناك إلا انه ليس بوسعه أن يفرض حلا مناسبا و مقبولا مع ملاحظة إمکانيته تخريب أية محاولات لحلول لاتلائمه، وبقناعتنا أن التمهيد لحل حقيقي للمعضلة السوري يکمن في إنهاء التدخلات الخارجية هناك و تحديدا التدخل السافر للنظام الايراني، وبعد ذلك من الممکن أن يکون هناك أکثر من مخرج او خيار للحل. ـ بعد توقف المفاوضات بين الاسرائيليين و الفلسطينيين، الى أين تتجه الامور بين الطرفين؟ الحسيني: بصورة عامة، يمکننا القول أن هناك الان فلسطينيا أجواء إيجابية، بعد کسر الجمود بين حرکة فتح و حرکة حماس، واننا نرى في هذا الامر إنتصارا لإرادة الشعب الفلسطيني و دعم لنضاله المشروع من أجل نيل حقوقه المشروعة، وان وحدة الصف الفلسطيني أهم عامل لفرض إرادة هذا الشعب المظلوم، وبإعتقادنا ستکون هناك فترة جمود و سکون في المفاوضات بين الطرفين غير انها لن تستمر طويلا لأن الاسرائيليين هم بحاجة الى السلام وهم الذين سيعودون لطرق الابواب الفلسطينية و عن طرق مختلفة، لکن المهم هو أن تبقى وحدة الصف الفلسطيني قوية و متماسکة لأنها الضمانة لإستحصال الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. ـ کيف ترون زيارة البابا للأراضي المقدسة و خاصة مرافقة الراعي له؟ الحسيني: زيارة البابا لايمکن إعتبارها حالة سلبية وانما إيجابية، وبإمکانها أن تکون مفيدة للقضية الفلسطينية. و نرى في زيارة الراعي لها خطوة إيجابية أيضا لأن تواجدنا کعرب مسلمين او مسيحيين الى جانب أخواننا الفلسطينيين و عدم ترکهم لوحدهم في مواجهة العدو الاسرائيلي تمنحهم الکثير من القوة المعنوية و الثقة بالنفس ـ برأيکم من يهدد السلم الاهلي في البحرين؟ الحسيني: بقناعتنا أن نظام ولاية الفقيه و من خلال إعتماده على سياسة تصدير الازمات و المشاکل الى بلدان المنطقة عموما و الى تلك التي يتواجد فيها الشيعة، هو الذي يقف ضد أية حالة أمن و استقرار بين الشيعة و السنة و يعمد دائما الى إشعال فتيل الفتن و الازمات، إذ أن واحدة من أهم عوامل بقاء و إستمرار نظام ولاية الفقيه هو العبث بأمن و إستقرار الاخرين و توظيفه لصالحه کورقة تساومية يستغلها لتحقيق أهدافه الخاصة، ولأن منطقة الخليج منطقة استراتيجية و لها أهميتها الاستثنائية بإعتبارها شريان و عصب دولي، وللموقع الاستراتيجي لمملکة البحرين فإن نظام ولاية الفقيه يحاول و يسعى دائما کي تکون الاجواء أهليا ملبدة و يبذل مابوسعه أيضا لکي يجعل هنالك أجوائا سلبية تهدد السلم الاهلي في البحرين. اننا ندعو مملکة البحرين قيادة و شعبا کي يکونوا أکبر من هذا المخطط و يکونوا و بعون الله تعالى سيکونوا بمستوى المسؤولية و يجعلوا من وحدة الصف اساسا للسلم الاهلي الذي يخدم مصالح الجميع من دون إستثناء ـ هل تتوقعون تفاهم سعودي إيراني حول رئاسة لبنان؟ الحسيني: في السياسة کل شئ جائز الى حد ما، لکننا لانميل الى أن هناك مصداقية من الجانب الايراني و هناك تجارب سابقة تثبت بأنه کان دائما يسعى لإستغلال التقارب لأغراض و غايات أخرى أبعد ماتکون عن الهدف الذي حدث من أجله. ـ هل تتوقعون إيران تدعم ولاية ثالثة للمالکي في العراق بعد التقارب السعودي الايراني المتوقع؟ الحسيني: النظام الايراني سوف يمضي الى اخر نقطة في سبيل دعم المالکي لولاية ثالثة لأنه ليس هناك من بإمکانه أن يکون مطواعا و خاضعا و منقادا لهذا النظام من العراقيين کما هو الحال مع المالکي، لکن الذي يجب أن نلاحظه أن هناك إجماعا من مختلف أطياف الشعب العراقية، شيعة و سنة و عربا و کردا على عدم التجديد لولاية ثالثة للمالکي، وبقناعتنا فإن المملکة العربية السعودية التي لمست السياسات السلبية للمالکي على الصعيدين العراقي و العربي، فإنها لن تقف على الضد من إرادة العراقيين بدخول صفقة لدعم المالکي لولاية ثالثة. ـ ماهي المخاوف الحقيقية التي تهدد أمن الخليج اليوم؟ الحسيني: نحن نرى بأن المخاوف الحقيقية التي تهدد أمن الخليج، تأتي من طهران تحديدا لأن لهذا النظام مشروعا خاصا يريد أن ينفذه على حساب شعوب و بلدان المنطقة عموما و الخليج خصوصا، وهو يريد أن يتخذ من السلام و الامن و الاستقرار في الخليج و من موقعه الاستراتيجي الحساس کعامل ضغط و إبتزاز للمنطقة و العالم، ونحن نرى لابد من أن تکون هناك جبهة عربية موحدة بوجه ألاعيب و تهديدات و مخططات هذا النظام و عدم السماح له بأن يعبث بالسلام و الامن و الاستقرار کما يحلو له دائما. ـ مارأيك بنظام ولاية الفقيه، وهل الشعب الايراني يريده؟ الحسيني: نظام ولاية الفقيه هو نظام إستبدادي قمعي يحاول إستغلال و توظيف بعض من النصوص الدينية لمنح الشرعية لنفسه، وهو يسعى لإستغلال الدين من أجل تحقيق مآرب و أهداف و غايات مشبوهة ليس للدين و الاسلام فيها أية مصلحة، وان الشعب الايراني الذي يعدم منه أعدادا کبيرا حتى صار ثاني بلدا بعد الصين من حيث تنفيذ الاعدامات، قد قال کلمته بوضوح ضد هذا النظام في إنتفاضة عام 2009، عندما رفع شعار(الموت للخامنئي)و(يسقط ولاية الفقيه)، واننا نجزم لو کان هنالك دعما و عونا دوليا واضحا لآمال و تطلعات الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الديمقراطية، فإن هذا النظام ستتزلزل أرکانه خلال فترة قصيرة و سيشهد العالم أفوله، لکن للأسف لازال العالم يقف موقفا سلبيا من نضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية وهو ماخدم و يخدم مصالح النظام القائم. ـ ماحقيقة مايجري في ليبرتي؟ الحسيني: في ليبرتي، مخيم اللاجئين الايرانيين المعارضين للنظام الايراني في العراق، يجري منذ أعوام تنفيذ مخططات متباينة للنظام الايراني ضدهم عن طريق نوري المالکي و دائرته الخاصة، وقد شهد معسکر أشرف و مخيم ليبرتي منذ ظهور المالکي تسعة هجمات دموية کان نصيب معسکر أشرف 5 منها فيما کان نصيب مخيم ليبرتي الاربعة الاخرى، لکن و بالاضافة لهذه الهجمات الدموية، فإن هناك أيضا مخططا اخرا يستهدف قتل و إبادة هؤلاء اللاجئين بصمت و هدوء من خلال الحصار الطبي و الدوائي المفروض عليهم، والذي أدى لحد الان الى مقتل 19 فردا منهم، والذي يبعث على السخرية و الاستهزاء هو أن سکان ليبرتي لاجئون معترف بهم دوليا من قبل الامم المتحدة و الهيئات التابعة لها و محميون بموجب القرارات و القوانين الدولية، لکن رغم ذلك فإن المالکي و إرضائا للنظام الايراني يقوم بإنتهاك ذلك و تجاهله و يسعى لإبادة السکان. ـ مارأيك بالمعارضة الايرانية و هل لها مستقبل؟ الحسيني: في الحقيقية کنت أفضل أن يکون السؤال بالصيغة التالية: مارأيك بالنظام الايراني وهل له مستقبل؟ لأقول بأن النظام الايراني يعيش آخر مرحلة من عمره بل هو في الهزيع الاخير من خريفه ولامستقبل لهکذا نظام يعتمد على الارهاب و القمع و مصادرة الحريات و تهديد أمن و سلام و استقرار الدول الاخرى و إنتهاك سيادتها. لکننا نرى أن المعارضة الايرانية النشيطة الفعالة المتمثلة بالملجلس الوطني للمقاومة الايرانية، هو التيار الاکبر و الابرز الذي يشکل أرقا و صداعا لنظام ولاية الفقيه و يفضحه و يکشف ألاعيبه و مخططاته على أکثر من صعيد، وبحکم الانتصارات السياسية الباهرة التي حققها و يحققها هذا المجلس فإننا نتوقع أن يکون له أکثر من شأن في المستقبل السياسي لإيران. ـ ماذا عن الامن القومي العربي و دورکم کمجلس اسلامي عربي؟ الحسيني: الامن القومي العربي، هو اساس و عماد الوجود العربي وان أي نيل او إنتقاص منه ينعکس على الواقع العربي، ولذلك فقد إعتبرنا کمجلس اسلامي عربي الامن القومي العربي خطا أحمرا لايمکن أبدا المساومة عليه أبدا و اننا نرى هناك خطرين کبيرين يهددان الامن القومي العربي أحدهما خارجي و الاخر داخلي، فأما الخارجي فإنه إسرائيل وأما الداخلي فهو نظام ولاية الفقيه. ـ هل أن روحاني يستطيع التفاهم مع المحارضة الايرانية أم المسافات بين الطرفين مازالت بعيدة؟ الحسيني: بداية نحن لانثق و لانصدق و لانعطي أية قيمة إعتبارية لمزاعم الاصلاح و الاعتدال التي يدعيها روحاني، ففي عهده ساءت الاحوال و الاوضاع کلها حيث تضاعفت حملات الاعدامات و إزدادت الضغوط على الشعب الايراني و إشتدت الضائقة الاقتصادية أکثر من أي وقت مضى. نحن نرى في روحاني مجرد طوف نجاة للنظام وهو يحاول إخراج النظام من ورطته وقطعا أن المعارضة الايرانية لاتثق به و ان المسافات بينهما بعيدة و ستصبح أبعد. ـ کونکم من أبرز المرجعيات الشيعية العرب، هل المنطقة ذاهبة لصراع مذهبي سني ـ شيعي؟ الحسيني: الحقيقة هناك مسعى مشبوه يبذل نظام ولاية الفقيه جهدا إستثنائيا من أجله عبر تهديد الامن الجتماعي العربي و دق اسفين في النسيج الاجتماعي العربي و إختلاق صراع و مواجهة بين الاخوين اللذين ينتميان في الاساس للدين نفسه، لأن الشيعة او السنة هما في النهاية ينتمون لشجرة الاسلام المبارکة، لکن هذا المسعى الخبيث الذي يريد التصيد في المياه العکرة و يستغل حالة الضعف و الارباك التي ستسود في هکذا حالة ان حدثت لاسامح الله لکي يوظفها لخدمة أهدافه المشبوهة، لکننا نعتقد أن زيادة الوعي و تنبيه شعوب المنطقة و خصوصا الشيعة العرب من إستغلالهم من قبل النظام الايراني، وبدورنا کمجلس اسلامي عربي فقد أدينا دورا واضحا على هذا الاتجاه ولازلنا نؤدي هذا الدور رغم أن إمکانياتنا متواضعة الى حد کبير، ويجب أن ينتبه الشيعة العرب أن مصلحتهم الحقيقية هي في بقائهم مع شعوبهم و عدم الانجراف خلف مخططات نظام ولاية الفقيه التي لاتبشر بأي خير. ـ هل هناك فرصة لعودة الامن القومي العربي لعافيته؟ الحسيني: هناك أکثر من ضرورة لعودة الامن القومي العربي الى عافيته، لأن بقاء الامن القومي العربي عليلا معناه تهديد مستقبل العرب و فتح ثغرات في جدارهم، ونحن ندعو الدول العربية الى فتح صفحة جديدة في العلاقات تمنح من خلالها موضوع الامن القومي اولوية قصوى. دنيا الوطن.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video