هذا أمر يهم عملاء ايران في البحرين وفي كل الدول العربية يجب ان يتوقفوا عنده مطولا. نعني ما جرى في محادثات سرية حول سوريا، جرت في عاصمة اوروبية مؤخرا وكشفت عنه تقارير نشرت قبل يومين. في هذه المحادثات اعلنت ايران انها مستعدة للتخلي عن بشار السد، أي التضحية به، اذ ا تمت المحافظة على مصالحها في سوريا. بالطبع، تقصد ايران بمصالحها في سوريا ان يبقى وجودها هناك ونفوذها، والا يأتي في سوريا نظام معاد لايران.. وهكذا. وهي في سبيل مصالحها هذه مستعدة كما اعلنت في المحادثات بأن تتخلى عن النظام الحالي، ليس هذا وحسب، بل مستعدة لأن يكون النظام القادم نظاما سنيا. هذا ليس بالأمر الغريب ابدا على ايران. هو امرمعروف ومفهوم طوال الوقت. وهو لا يقتصر على سوريا وحدها، بل يمتد الى كل عملاء ايران في أي مكان، سواء كان هؤلاء العملاء قوى سياسية او افرادا. ايران مستعدة في أي وقت وفي لحظة واحدة ان تتخلى تماما عن أي من عملائها اذا كان هذا يضمن مصالحها. اسباب ذلك كثيرة، ويمكن تلخيصها على النحو التالي: أولا: ان استراتيجية ايران في المنطقة كلها مبنية على اعتبارات قومية فارسية عنصرية وحسب. بعبارة اخرى، هذه الاستراتيجية لا علاقة لها من قريب اوبعيد بأي اعتبارات تتعلق بالدين او الطائفة او المباديء. كل استراتيجية ايران مبنية على السعي الى مد النفوذ الفارسي ومحاولة تحقيق الهمينة لايران كقوة فارسية عنصرية. بعبارة اخرى، استراتيجية ايران ليسن من بين اهدافها او ابعادها على الاطلاق أي جانب ينطوي على حرص على أي مصلحة اخرى غير المصلحة الفارسية، ولا تهمها على الاطلاق مصلحة أي قوة اخرى عميلة لها في أي دولة في الخليج العربي او في اي دولة عربية. ثانيا : انه من هذا المنطلق، فان ايران عندما تجند قوى عميلة لها، وعندما تدعم هذه القوى بأي سبيل من سبل الدعم، وحين تحرض هذه القوى على اثارة الفوضى وارتكاب اعمال العنف والارهاب في دولها، وعلى اثارة الفتن الطائفية، وعلى الانقلاب على النظام.. حين تفعل ايران هذا، فليس من اجل مصلحة هذه القوى بأي حال ولا بعنيها اصلا هذا الأمر في شيء. حين تفعل ايران هذا، فلأنها تقدر ان هذه القوى العميلة تخدم المصلحة القومية الفارسية الايرانية. بعبارة اخرى، ايران تنظر الى هذه القوى العميلة لها على اعتبار انهم مجرد ادوات بيدها تستخدمها لخدمة المشروع الايراني في المنطقة. بالنسبة لايران، هؤلاء العملاء مجرد وقود تشعل به آلة مشروعها التوسعي العنصري في المنطقة. ثالثا: وهذا بالضبط هو الذي يحكم موقف ايران من الشيعة برمتهم في كل الدول العربية. ايران لا يعنيها امر الشيعة في أي مكان، ولا تعنيها مصالحهم من قريب او بعيد. الشيعة في الدول العربية بالنسبة لايران مجرد رصيد افتراضي للمشروع الفارسي الايراني. كل ما يعني ايران فيما يتعلق بالشيعة هو ان تستغلهم كورقة لخدمة مصالحها وخدمة مشروعها ومخططاتها. وأكبر دليل على ذلك هو شيعة البحرين وموقف ايران منهم. ايران تعلم تمام العلم ان أحوال وأوضاع الشيعة في البحرين سواء من حي احوالهم المعيشية او من حيث الحريات السياسية والاجتماعية المتاحة لهم ولشعب البحرين كله، هي اوضاع افضل مليون مرة من اوضاع الشيعة في ايران نفسها. ولو كانت ايران حريصة فعلا على شيعة البحرين وعلى مصالحهم لرتكتهم ف يحالهم، و لما كانت قد حرضتهم على دولتهم، ولما كانت قد سعت الى شحنهم طائفيا على النحو الذي تفعل. والأمر اذن هو ان ايران كما ذكرنا مستعدة في أي وقت للتخلي نهائيا عن أي من عملائها في أي بلد في اللحظة التي تعتبر ان في هذا مصلحة لها. هذا امر يجب ان يتأمله جيدا عملاء ايران في البحرين وفي أي دولة عربية. لو كان هؤلاء العملاء يفقهون لأدركوا هذه الحقيقة ولتصرفوا على هذا الاساس. لو كانوا يفقهون لأدركوا ببساطة انهم ليس لهم الا دولهم يحرصون عليها ويدافعون عنها ويسعون الى اصلاح اوضاعها على اسس وطنية بعيدا عن مصالح ايران او غيرها. لو كانوا يفقهون لتبرأوا من المشروع الفارسي الايراني الذي يهدد اوطانهم. لكنهم للأسف لا يفقهون.. هذه القوى العميلة اعماها التعصب الطائفي، وأعماها عدم الادراك السياسي السليم. هذه القوى ولاؤها ليس لأوطانها، وانما ولاؤها لدولة عنصرية فارسية مستعدة للتضحية بهم في أي وقت. السيد زهره - شبكة البصرة
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video