آخر تحديث للموقع :

الأحد 9 ربيع الأول 1445هـ الموافق:24 سبتمبر 2023م 12:09:03 بتوقيت مكة

جديد الموقع

ما هو الدليل على أن معاوية بن أبي سفيان كان كاتباً للوحي؟ ..

ما هو الدليل على أن معاوية بن أبي سفيان كان كاتباً للوحي؟

من المعلوم لدينا جميعاً أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، كان كاتباً للنبي صلى الله عليه وسلم ..

س/ ما هوالدليل على أن معاوية بن أبي سفيان كان كاتباً للوحي (مهم للوحي) أي للقرآن أوللسنة المطهرة؟ أم أنه كان كاتباً لغير ذلك؟

بارك الله فيكم ..

__________________

رد: أسئلة أبحث لها عن جواب بارك الله فيكم ..

معاوية بن أبي سفيان: المهدي كاتب الوحي

إن من المسلم به أن معاوية بن أبي سفيان ?  رضي الله عنه?  كان من كبار الصحابة وكان كاتب الوحي الذي قال عنه النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ? ((  اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به)) (*). وأخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس أن أبا سفيان طلب من النبي ?  صلى الله عليه وآله وسلم ?  ثلاثة مطالب ((فقال للنبي: يا نبي الله ثلاثٌ أعطينهن قال: نعم ـ منها ـ قال: معاوية، تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعم ... )) (9).

وعندما ولي معاوية الشام كانت سياسته مع رعيته من أفضل السياسات وكانت رعيته تحبه ويحبُّهم ((قال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية. وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له لوسطوت عليه؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يضيقَ حلمي عن ذنب أحد رعيتي. وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك؟ فقال: إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي)) (5)، لذلك استجابوا له عندما أراد المطالبة بدم عثمان وبايعوه على ذلك ووثقوا له أن يبذلوا في ذلك أنفسهم وأموالهم، أويدركوا بثأره أوينفي الله أرواحهم قبل ذلك (6).

ومعاوية ما أراد الحكم ولا اعترض على إمامة عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بل طالب بتسليمه قتلة عثمان ثم يدخل في طاعته بعد ذلك، فقد أورد الذهبي في (السير) عن يعلى بن عبيد عن أبيه قال ((جاء بومسلم الخولاني وناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني، ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلوما، وأنا ابن عمه، وإنما أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلّم لهُ فأتوْا علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه)) (7)، طالما أكّد معاوية ذلك بقوله ((ما قاتلت علياً إلا في أمر عثمان))، وهذا هوما يؤكده عليّ ومن مصادر الشيعة الاثني عشرية أنفسهم، فقد أورد الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة في خطبة لعليّ قوله ((وبدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله، ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء)) (8)، فهذا عليّ يؤكد أن الخلاف بينه وبين معاوية هومقتل عثمان وليس من أجل الخلافة أوالتحكم في رقاب المسلمين كما يدعي غلاة الرافضة ويقرر أن عثمان وشيعته هم أهل إسلام وإيمان ولكن القضية اجتهادية كل يرى نفسه على الحق في مسألة عثمان.

وأما قولهم بأن معاوية أرغم المسلمين بالقوة والقهر على بيعة ابنه الفاسق شارب الخمر يزيد، فهذا من الكذب الظاهر فإن معاوية لم يرغم الناس على بيعة ابنه يزيد ولكنه عزم على الأخذ بعقد ولاية عهده ليزيد وتم له ذلك، فقد بايع الناس ليزيد بولاية العهد ولم يتخلّف إلا الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، وتوفيّ معاوية ولم يرغمهم على البيعة. أما أن يزيد فاسق شارب للخمر فهذا كذب أيضاً وندع محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يجيب على هذا الادعاء لأنه أقام عند يزيد وهوأدرى به، قال ابن كثير في البداية ((لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدّى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ما تذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: فإن ذلك كان منه تصنّعاً لك. فقال: وما الذي خاف مني أورجا حتى يظهر إليّ الخشوع؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا. قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه. فقال لهم أبى الله ذلك على أهل الشهادة، فقال {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} ولست من أمركم في شيء، قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نولّيك أمرنا. قال: ما استحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً، فقالوا: فقد قاتلت مع أبيك، قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه، فقالوا: فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا، قال: لوأمرتهما قاتلت. قالوا: فقم معنا مقاماً نحض الناس فيه على القتال، قال: سبحان الله!! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه إذاً ما نصحت لله في عباده قالوا: إذاً نكرهك. قال: إذا آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق، وخرج إلى مكة)) (9).

أما أن معاوية أمر بسبّ عليّ من على المنابر فكذب، ولا يوجد دليل صحيح ثابت بذلك، وسيرة معاوية وأخلاقه تستبعد هذه الشبهة، أما ما يذكره بعض المؤرخين من ذلك فلا يلتفت إليه لأنهم بإيرادهم لهذا التقول لا يفرقون بين صحيحها وسقيمها، إضافة إلى أن أغلبهم من الشيعة.

وقد قلنا أن معاوية لم يقاتل علي إلا في أمر عثمان وقد رأى أنه ولي دم عثمان وهوأحد أقربائه واستند إلى النصوص النبوية التي تبين وتظهر أن عثمان يقتل مظلوماً ويصف الخارجين عليه بالمنافقين إشارة إلى ما رواه الترمذي وابن ماجة عن عائشة قالت ((قال رسول الله ?  صلى الله عليه وآله وسلم ? (  يا عثمان! إن ولاّك الله هذا الأمر يوماً، فأَرادكَ المنافقون أن تخْلع قميصك الذي قمَّصَكَ الله، فلا تخلعه) يقول ذلك ثلاث مرات)) (2)، وقد شهد كعب بن مرة أمام جيش معاوية بذلك فقال ((لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  ما قمت ـ أي ما قمت بالقتال بجانب معاوية للقصاص من قتلة عثمان ـ وذكر الفتن فقرّ بها فمر رجل مقنع في ثوب فقال: هذا يومئذ على الهدى. فقمت إليه فإذا هوعثمان بن عفان، فأقبلت عليه بوجهه فقلت: هذا؟ قال: نعم)) (3)، وأيضاً عن عبد الله بن شقيق بن مرة قال ((قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ?  تهيج على الأرض فتن كصياصي البقر. فمر رجل متقنع، فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ?  هذا وأصحابه يومئذ على الحق. فقمت إليه فكشفت قناعه وأقبلت بوجهه إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ?  فقلت يا رسول الله هوهذا؟ قال هوهذا. قال: فإذا بعثمان بن عفان)) (4)، وقد رأى معاوية وأنصاره أنهم على الحق بناء على ذلك، وأنهم على الهدى وخصوصاً عندما نعلم أن المنافقين الثائرين على عثمان كانوا في جيش علي فاعتبروهم على ضلال فاستحلّوا قتالهم متأولين. إضافة إلى أن أنصار معاوية يقولون لا يمكننا أن نبايع إلا من يعدل علينا ولا يظلمنا ونحن إذا بايعنا علياً ظلمنا عسكره كما ظلم عثمان وعلي عاجز عن العدل علينا وليس علينا أن نبايع عاجزاً عن العدل علينا (5) ويقولون أيضاً أن جيش علي فيه قتلة عثمان وهم ظلمة يريدون الاعتداء علينا كما اعتدوا على عثمان فنحن نقاتلهم دفعاً لصيالهم علينا وعلى ذلك فقتالهم جائز ولم نبدأهم بالقتال ولكنهم بدءونا بالقتال.

وكان معاوية يقاتل في ظنه دفاعاً عن الحق وعن دم عثمان المهدور ولم يكن ممن تأخذه العزة بالإثم. فعندما قتل عثمان وبويع علي كتب معاوية إلى علي أن عثمان ابن عمي قد قتل ظلماً وأنا وكيله والله يقول] ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليِّهِ سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً [(الإسراء:33) فأرسل إلي قتلة عثمان أقتص منهم. وكان علي يستمهله في الأمر حتى يتمكن ويفعل ذلك. ثم يطلب علي من معاوية أن يسلمه الشام فيأبى معاوية ذلك حتى يسلمه القتلة وأبى أن يبايع علياً هووأهل الشام. فكان أن جعل الله لمعاوية سلطاناً وجعله منصوراً كما وعد. ولم يعترض معاوية ولا أحد من المسلمين على أحقية علي بالخلافة وإنما أقصر بعضهم عن بيعته لرغبتهم في أن يثأر من قتلة عثمان أولاً كما أسلفنا من قبل. وكان طريقهم الحق والاجتهاد ولم يكونوفي محاربتهم لغرض دنيوي أولإيثار باطل أولاستشعار حقد كما قد يتوهمه متوهم وينزع اليه ملحد وإنما اختلف اجتهادهم في الحق وقد روى البخاري: إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وَ إِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ.

ومن المسلم عند كل من اطلع على مذهب الإمامية يعلم أنهم يكفرون معاوية لقتاله علياً ولكن الثابت أن الحسن بن علي ـ وهومن الأئمة المعصومين عندهم ـ قد صالح (15) معاوية وبايعه على الخلافة فهل صالح الحسن (المعصوم) كافر وسلّم له بالخلافة؟! أم أصلح بين فئتين مسلمتين كما قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ? ((  ابني هذا سيد، ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين)) (16).

وأخيراً ـ إذا لم يقتنع الرافضة بذلك فسنضطر لكي نستقي من مصادر الإثني عشرية ما يثبت أن علي ومعاوية على حق ومأجورين على اجتهادهما فقد ذكر الكليني في كتابه (الروضة من الكافي) ـ وهوأهم كتاب في أصول وفروع مذهب الإثني عشرية ـ عن محمد بن يحيى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ((اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت: وكيف النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون، وقال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون)) (17).

روايات في فضائل معاوية رضي الله عنه:

إن معاوية رضي الله عنه كان من كتاب الوحي، ومن أفضل الصحابة وأصدقهم لهجة وأكثرهم حلماً فكيف يعتقد أن يقاتل الخليفة الشرعي ويهرق دماء المسلمين من أجل ملك زائل، وهوالقائل: والله لا أخير بين أمرين، بين الله وبين غيره إلا اخترت الله على سواه. [15]

وروى الترمذي في فضائل معاوية أنه لما تولى أمر الناس كانت نفوسهم لا تزال مشتعلة عليه، فقالوا كيف يتولى معاوية وفي الناس من هوخير مثل الحسن والحسين. قال عمير وهوأحد الصحابة: لا تذكروه إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به. [16]

وأخرج الإمام أحمد، عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم علِّم معاوية الكتاب وقِهِ العذاب. [17]

وأخرج أبوداود والبخاري في الأدب المفرد من طريق أبي مجلز قال: خرج معاوية على ابن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر وجلس ابن الزبير، فقال معاوية لابن عامر: اجلس فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب أن يتمثل له الرجال قياماً فليتبوأ مقعده من النار. [18]

وأخرج ابن كثير في البداية والنهاية بسند صحيح، أن معاوية رضي الله عنه، كان إذا لقي الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: مرحباً بابن رسول الله وأهلاً، ويأمر له بثلاثمائة ألف، ويلقى ابن الزبير رضي الله عنه فيقول: مرحباً بابن عمة رسول الله وابن حواريه، ويأمر له بمئة ألف. [19]

وأخرج الآجري عن الزهري قال: لما قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية، فقال له معاوية: لولم يكن لك فضل على يزيد إلا أن أمك من قريش وأمه امرأة من كلب، لكان لك عليه فضل، فكيف وأمك فاطمة بنت رسول صلى الله عليه وسلم؟!. [2.]

والذين لا يعرفون سيرة معاوية يستغربون إذا قلت لهم بأنه كان من الزاهدين والصفوة الصالحين، روى الإمام أحمد بسنده إلى علي بن أبي حملة عن أبيه قال: رأيت معاوية على المنبر بدمشق يخطب الناس وعليه ثوب مرقوع. [21]

وأخرج ابن كثير عن يونس بن ميسر الزاهد - وهوأحد شيوخ الإمام الأوزاعي - قال: رأيت معاوية في سوق دمشق وهومردف وراءه وصيفاً وعليه قميص مرقوع الجيب ويسير في أسواق دمشق. [22]

وقد أوردت هذه الأمثلة ليعلم الناس أن الصورة الحقيقية لمعاوية تخالف الصورة المكذوبة التي كان أعداؤه وأعداء الإسلام يصورونه بها، فمن شاء بعد هذا أن يسمي معاوية خليفة، أوأمير المؤمنين، فإن سليمان بن مهران - الأعمش - وهومن الأئمة الأعلام الحفاظ كان يسمى بالمصحف لصدقه، كاد يفضل معاوية على عمر بن عبد العزيز حتى في عدله. ومن لم يملأ - أمير المؤمنين - معاوية عينه، وأراد أن يضن عليه بهذا اللقب، فإن معاوية مضى إلى الله عز وجل بعدله وحلمه وجهاده وصالح عمله، وكان وهوفي دنيانا لا يبالي أن يلقب بالخليفة أوالملك. [23]

وذكر ابن العربي في كتابه العواصم أنه دخل بغداد وأقام فيها زمن العباسيين والمعروف أن بين بني العباس وبني أمية ما لا يخفى على الناس، فوجد مكتوباً على أبواب مساجدها خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبوبكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ثم معاوية خال المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين. [24]

وقد سئل عبد الله بن المبارك، أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان، أم عمر بن عبد العزيز؟ فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد. فما بعد هذا؟ [25]

وأخرج الآجري بسنده إلى الجراح الموصلي قال: سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود؛ أين عمر بن عبد العزيز من معاوية بن أبي سفيان؟! فرأيته غضب غضباً شديداً وقال: لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد، معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل. [26]

وكذلك أخرج الآجري بسنده إلى أبوأسامة، قيل له: أيما أفضل معاوية أوعمر بن عبد العزيز؟ فقال: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقاس بهم أحد. [27]

فوائد .. قال محب الدين الخطيب رحمه الله: سألني مرة أحد شباب المسلمين ممن يحسن الظن برأيي في الرجال ما تقول في معاوية؟ فقلت له: ومن أنا حتى اسأل عن عظيم من عظماء هذه الأمة، وصاحب من خيرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، إنه مصباح من مصابيح الإسلام، لكن هذا المصباح سطع إلى جانب أربع شموس ملأت الدنيا بأنوارها فغلبت أنوارها على نوره. [28]

وقبل أن أختم، أورد رأياً طريفاً للمؤرخ العلامة ابن خلدون في اعتبار معاوية من الخلفاء الراشدين فقد قال: إن دولة معاوية وأخباره كان ينبغي أن تلحق بدول الخلفاء الراشدين وأخبارهم، فهوتاليهم في الفضل والعدالة والصحبة. [29]

وما ضر المسك - معاوية - عطره، أن مات من شمه الزبال والجعل. رغم أنف من أبى.

(*) سنن الترمذي كتاب المناقب باب مناقب معاوية برقم (3842) وانظر صحيح الترمذي رقم (3.18).

(9) مسلم مع الشرح كتاب فضائل الصحابة ـ باب ـ فضائل أبي سفيان جـ16 برقم (25.1).

(5) البداية النهاية جـ8 ص (138).

(6) المصدر السابق جـ8 ص (131).

(7) سير أعلام النبلاء جـ3 ص (14.) وقال المحقق: رجاله ثقات.

(8) نهج البلاغة جـ3 ص (648).

(9) البداية والنهاية جـ8 ص (236).

(2) سنن ابن ماجة، المقدمة ـ باب ـ فضائل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم برقم (112) وراجع صحيح ابن ماجة برقم (9.).

(3) أخرجه الترمذي عن أبي الأشعث الصنعاني كتاب الفضائل برقم (37.4) وراجع صحيح الترمذي برقم (2922).

(4) فضائل الصحابة لأحمد جـ1 ص (449 ـ 45.) برقم (72.) وقال المحقق: اسناده صحيح.

(5) راجع منهاج السنة جـ4 ص (384).

(15) باعتراف التيجاني راجع ثم اهتديت ص (171).

(16) البخاري كتاب الفتن برقم (6629) جـ6.

(17) روضة الكافي ص (177) جـ8.

[15] سير أعلام النبلاء للذهبي (3/ 151).

[16] رواه الإمام أحمد في المسند (4/ 216) وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (3/ 236). وزاد الآجري في كتاب الشريعة لفظة: ولا تعذبه. كتاب الشريعة للآجري (5/ 2436 - 2437) إسناده صحيح.

[17] فضائل الصحابة (2/ 913) إسناده حسن.

[18] سنن أبي داود (5/ 398) والأدب المفرد (ص339)، الشريعة للآجري (5/ 2464).

[19] البداية والنهاية (8/ 137).

[2.] إنظر كتاب الشريعة (5/ 2469 - 247.) إسناده حسن.

[21] كتاب الزهد (ص172).

[22] البداية والنهاية (8/ 134).

[23] انظر حاشية محب الدين الخطيب على العواصم من القواصم (ص217).

[24] العواصم من القواصم (ص229 - 23.).

[25] وفيات الأعيان، لابن خلكان (3/ 33)، وبلفظ قريب منه عند الآجري في كتابه الشريعة (5/ 2466).

[26] كتاب الشريعة للآجري (5/ 2466 - 2467) شرح السنة لللالكائي، برقم (2785). بسند صحيح.

[27] كتاب الشريعة (5/ 2465 - 2466) بسند صحيح، وكذلك أخرج نحوه الخلال في السنة، برقم (666).

[28] حاشية محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم (ص95).

[29] إنظر هذا القول في العواصم من القواصم (ص213).

عدد مرات القراءة:
1995
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :