جَزِعَ عَمْرُوبْنُ الْعَاصِ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا
أخرج الإمام أحمد: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ شَيْبَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُونَوْفَلِ بْنُ أَبِي عَقْرَبٍ، قَالَ: جَزِعَ عَمْرُوبْنُ الْعَاصِ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، مَا هَذَا الْجَزَعُ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْنِيكَ وَيَسْتَعْمِلُكَ؟ قَالَ: أَيْ بُنَيَّ، قَدْ كَانَ ذَلِكَ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ: إِنِّي وَاللهِ مَا أَدْرِي أَحُبًّا كَانَ ذَلِكَ، أَمْ تَأَلُّفًا يَتَأَلَّفُنِي، وَلَكِنِّي أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ أَنَّهُ قَدْ فَارَقَ الدُّنْيَا وَهُوَ يُحِبُّهُمَا: ابْنُ سُمَيَّةَ، وَابْنُ أُمِّ عَبْدٍ، فَلَمَّا حَدَّثَهُ وَضَعَ يَدَهُ مَوْضِعَ الْغِلَالِ مِنْ ذَقْنِهِ وَقَالَ: اللهُمَّ أَمَرْتَنَا فَتَرَكْنَا، وَنَهَيْتَنَا فَرَكِبْنَا، وَلَا يَسَعُنَا إِلَّا مَغْفِرَتُكَ، وَكَانَتْ تِلْكَ هِجِّيرَاهُ حَتَّى مَاتَ. قلتُ: والحديث لا إشكال فيه ثم رقع الرافضيُ الحديث بأنهُ قال أن الله تبارك وتعالى لا يغفرُ الذنب وهذا من العجائبِ - [1] مسند أحمد، ج 29، ص 319، ط 1، مؤسسة الرسالة.
فقد إستغفر الله تبارك وتعالى، وندمَ عما وقعَ رضي الله عنهُ.
أخرجَ مسلم والبخاري في الصحيح: ((إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ)) وفي هذا الحديث دلالةٌ واضحةٌ على أن التائبَ من الذنبِ كمن لا ذنب لهُ، وأن الله تبارك وتعالى يغفرُ لهُ الذنب إن إعترفَ بهِ وندمِ عليه، فكيف يقولُ الرافضيُ ما قالهُ، ام أنها الأهواءُ قد طغتْ على النفسِ فأصبحَ يطلقُ الأحكامَ دون الرجوعِ إلي أصلها وصحتها .. ؟
كتبهُ /
تقي الدين السني
غفر الله له ولوالديه
جَزِعَ عَمْرُوبْنُ الْعَاصِ عِنْدَ الْمَوْتِ جَزَعًا شَدِيدًا
حتى على هذه يعترضون سبحانك هذا بهتان عظيم، انه الموت نسئل الله العون والثبات عنده وبداية الاخره والحساب.
قال علي ((المعصوم)) ياليت السباع مزقت لحمي وليت امي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار!!
ولم يدروا ما نزل به جبرئيل عليه السلام، ولم يستطع أحد من صحابته أن يكلمه.
وكان النبي صلى الله عليه واله إذا رأى فاطمة عليها السلام فرح بها، فانطلق بعض أصحابه إلى باب بيتها، فوجد بين يديها شعيرا وهي تطحن فيه وتقول: " وما عندالله خير وأبقي " (1) فسلم عليها وأخبرها بخبر النبي صلى الله عليه واله وبكائه.
فنهضت والتفت بشملة لها خلقة قد خيطت في اثني عشر مكانا بسعف النخل، فلما خرجت نظر سلمان الفارسي إلى الشملة وبكى وقال: واحزناه إن [بنات] قيصر وكسرى لفي السندس والحرير، وابنة محمدصلى الله عليه واله عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في اثنى عشر مكانا فلما دخلت فاطمة على النبي صلى الله عليه واله قالت: يارسول الله إن سلمان تعجب من لباسي، فوالذي بعثك بالحق مالي ولعلي منذ خمس سنين إلا مسك كبش نعلف عليها بالنهار بعيرنا، فاذا كان الليل افترشناه وإن مرفقتنا لمن أدم حشوها ليف فقال النبي صلى الله عليه واله: ياسلمان إن ابنتي لفي الخيل السوابق. ثم قالت: ياأبت فديتك ما الذي أبكاك؟ فذكرلها ما نزل به جبرئيل من الايتين المتقدمتين قال: فسقطت فاطمة عليها السلام على وجهها وهي تقول: الويل ثم الويل لمن دخل النار، فسمع سلمان فقال: ياليتني كنت كبشا لاهلي فأكلوا لحمي ومزقوا جلدي ولم أسمع بذكر النار، وقال أبوذر: يا ليت امي كانت عاقرا ولم تلدني ولم أسمع بذكر النار، وقال مقداد: يا ليتني كنت طائرا في القفار ولم يكن علي حساب ولا عقاب ولم أسمع بذكر النار، وقال علي عليه السلام: ياليت السباع مزقت لحمي وليت امي لم تلدني ولم أسمع بذكر النار. ثم وضع علي عليه السلام يده على رأسه وجعل يبكي ويقول: وا بعد سفراه! واقلة زاداه في سفر القيامة يذهبون في النار ويتخطفون، مرضى لايعاد سقيمهم، وجرحى لايداوى جريحهم، وأسرى لا يفك أسرهم، من النار يأكلون، ومنها يشربون وبين أطباقها يتقلبون، وبعد لبس القطن مقطعات النار يلبسون، وبعد معانقة الازواج - بحار الانوار.