إمام أهل السنة الحسن البصري يتهم طلحة والزبير بقتل عثمان
الحمد لله وبعد ... فقد روى إمامكم الحافظ الثقة الحاكم النيسباوري في كتابه الذي أشترط به الصحة ، المستدرك على الصحيحين ، قال : (فحدثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه و علي بن حمشاد قالا : ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا أبو موسى يعني إسرائيل بن موسى قال : سمعت الحسن يقول : جاء طلحة و الزبير فقال لهم الناس : ما جاءكم ؟ قالوا: نطلب دم عثمان قال الحسن : أيا سبحان الله أفما كان للقوم عقول فيقولون و الله ما قتل عثمان غيركم قال : فلما جاء علي الكوفة و ما كان للقوم عقول فيقولون أيها الرجل إنا و الله ما ضمناك ) قلتُ : هذه شهادة إمامكم الكبير الثقة العدل الزاهد الحسن البصري أن طلحة والزبير قتلا عثمان وأقسم على ذلك إذ قال (والله ما قتل عثمان غيركم) والحسن أحد من شهد قتل عثمان .. قال الذهبي في ترجمته بسير أعلام النبلاء : ( نَشَأَ الحَسَنُ بِوَادِي القُرَى، وَحَضَرَ الجُمُعَةَ مَعَ عُثْمَانَ، وَسَمِعَهُ يَخْطُبُ، وَشَهِدَ يَوْمَ الدَّارِ، وَلَهُ يَوْمَئِذٍ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً ) الجــــــــــــــــــــواب أولا : اشتراطه الصحة في كتابه ، ليس بحجة ، فقد كتبه مع تقدمه بالسن فكان ما فيه من الأخطاء والأوهام . ويكفي أن نختصر نورد قول الذهبي رحمه الله في تذكرة الحفاظ : وليته لم يصنف (( المستدرك )) ، فإنه غضّ من فضائله بسوء تصرّفه .اهـ ثم نأتي بالرواية : (( سمعت الحسن يقول : جاء طلحة و الزبير فقال لهم الناس : ما جاءكم ؟ قالوا: نطلب دم عثمان قال الحسن : أيا سبحان الله أفما كان للقوم عقول فيقولون و الله ما قتل عثمان غيركم قال : فلما جاء علي الكوفة و ما كان للقوم عقول فيقولون أيها الرجل إنا والله ما ضمناك )) فهذه الرواية من كلام الحسن ينتقد فيها أهل العراق لأن الفتنة التي وقعت بين طلحة والزبير وعلي رضوان الله عليهم كانت فيها . وواضح من ألفاظها أنه لولا أن أهل العراق استقبلوهم لما حصل ما حصل . ثم لا أدري كيف يفهم الرافضة باب الإلزامات في القول ؟ (( أيا سبحان الله أفما كان للقوم عقول فيقولون و الله ما قتل عثمان غيركم )) فهذه تعني الرد بأنه كان بإمكانهم الذود عن عثمان والدفاع عنه قبل أن يقتل ، وهذا يدرء الفتنة التي كانت ستحصل في العراق . ويقابل ذلك قوله : (( و ما كان للقوم عقول فيقولون أيها الرجل إنا والله ما ضمناك )) وهذه أيضا تعني أن استقبال علي وضمانه على ما سيجري سهل ما جرى في أحداث الفتنة والقتل الذي حصل . اضـافة فقد ثبت عن الحسن البصري رحمه الله –و هو شاهد عيان كان عمره وقتها أربع عشرة سنة– عندما سُئِل «أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين و الأنصار؟». فقال: «لا! كانو أعلاجاً من أهل مصر» وهذا الخبر أخرجهُ :خليفة في تاريخ خليفة (ص 176) بسند صحيح وكذلك الثابت الصحيح عن قيس بن أبي حازم أن الذين قتلو عثمان ليس فيهم من الصحابة أحد . وهذا أخرجهُ إبن عساكر في التاريخ وهو صحيح الإسناد لا غبار عليه فلعن الله من طعن فيهم .
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video