آخر تحديث للموقع :

الجمعة 14 ربيع الأول 1445هـ الموافق:29 سبتمبر 2023م 09:09:39 بتوقيت مكة

جديد الموقع

إمامة الخلفاء الثلاثة في تفاسير الشيعة الإمامية - عبدالله الناصر ..
الكاتب : عبد الله بن عبد العزيز علي الناصر ..
إمامة الخلفاء الثلاثة في تفاسير الشيعة الإمامية
عبدالله الناصر

حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
 
الطبعة الأولى
 
2010 م – 1432 هـ


 

المـقـدمـة

 
 
     بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن ولاه.
     فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
 
     ربي اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. أما بعد :
    
     كتب علماء الشيعة الإمامية مؤلفات لا حصر لها، كلها تدور حول مسألة الإمامة والولاية في النص على الأئمة الاثنا عشر بزعمهم([1]). بما فيهم مهديهم المنتظر الذي يقولون فيه أنه قد تمر آلاف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدومه([2]).
 
    ويقصدون بالولاية والإمامة أن هؤلاء الأئمة الإثني عشر منصوبون من قبل الله تعالى وأنهم يلون أمر الأئمة بعد رسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأنهم حجج الله على خلقه!!
 
       وقد صنف علماء الشيعة كُتبتاً مختلفة في مسألة الإمامة أكثر مما أُلفت في التفسير والحديث والفقه... الخ!!
 
    حتى القرآن لم يسلم من عقيدتهم هذه، فزعموا أن القرآن جله نزل في الإمامة والولاية المزعومة !!
 
كذلك لم تخلُ كتبهم الحديثية من مسألة الإمامة والأئمة !!
  
     ورغم كل هذا ورغم كل ما كتبوا وصنّفوا لم يصبح أحد من هؤلاء خليفة بعد رسول عليه السلامكما ادّعوا، اللهم إلا علي رضي الله عنه وبعد الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم!! وهذا خلاف ما ذكروا وما ذهبوا إليه أن الأئمة الإثنا عشر هم الخلفاء بعد الرسول عليه الصلاة والسلام بلا فصل !!
 
وقد خصص أباب مصنفاتهم كأصول الكافي " للكليني أبوباً تتعلق بالإمامة والنص على الأئمة!!
   
     ولكن ما فائدة تلك النُصوص في الأئمة[3] وهم لم يُصيروا كما زعموا؟!! بل لم تقع مصداقية الله عزوجل ولم يتحقق قول الله تعالى في وعد الله وعهده جل وعلا فيهم كما زعموا ؟! بل ولم تثبت إمامتهم تاريخياً!
 
    اسأل الله تعالي التوفيق وأن يهدينا إلى سبيل الرشاد، إنه هو الهادي إلى سواء السبيل. 
 
                                                                 
                                                  المـؤلـف
 
                                          عبد الله بن عبد العزيز الناصر

         الحمد لله وبه استعين وأتوكل عليه.
 
         اسأل الشيعي المثقف العاقل وأقول: هل قرأت القرآن ؟
 
        وإن قرأت القرآن هل تأملت وتدبرت وتمعنت في مثل هذه الآيات ؟
    
 قال الله عز وجل: َعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً [النساء : 22]
وقوله تعالى: وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ [الأنعام : 18]
وقوله تعالى: { لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً.. [الأنفال : 42]
 وقوله تعالى: أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [يونس : 55] وقوله: إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ [النحل : 40] وقوله : وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً [الإسراء : 108] وقوله تعالى: إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ [مريم : 35]
وقوله تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ    [القصص : 68]
وقوله تعالى: وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [لقمان : 9]
وقوله تعالى: إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ [فاطر : 5]
وقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [يس : 82] وقوله تعالى: وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ [غافر : 20]
وقوله تعالى: مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ  [قـ : 29]
وقوله تعالى: فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ [البروج : 16]
قوله: وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم : 6]

    هذه آيات مباركات من قول الله تعالى في صدقه ووعده سبحانه، وقدرته وعهده وفعله وعلمه وهو سبحانه العليم الخبير فعّال لما يريد...
 
      أيشك مسلم في علم الله تعالى في ما أراد وما يريد، ووعده وصدقه وفعله وأمره العليم الخبير؟
 
   لا أظن أحداً يشك في ذلك، إذاً أيها الشيعي إذا جاءك خبر مخالف للقرآن هل تأخذ بما خالف القرآن؟ أم بما وافق القرآن ؟
 
فعندما يبّوب الكليني في كتابه أبواباً تحكم أمثال هذه العناوين على سبيل المثال لا الحصر:
 
باب: في أن الأئمة(ع) شهداء الله عز وجل على خلقه.
باب: أن الأئمة(ع) ولاة أمر الله وخزنة علمه.
باب: أن الأئمة(ع) خلفاء الله عز وجل في أرضه وأبوابه التي منها يؤتى.
باب: في أن من اصطفاهم الله من عباده وأورثهم كتابه هم الأئمة(ع).
باب: أن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود من واحد إلى واحد.
باب: أن الأئمة(ع) لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلا بعهد من الله عز وجل وأمر منه لا يتجاوزونه.
باب: ما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة واحدا فواحدا.
 
 
    هل توافقه في مخالفته لكتاب الله عزوجل ؟
    أين عهد الله ووعده الذي لم يتحقق في شأن الأئمة والإمامة ؟
 
    هل ينسجم قول الكليني مع كتاب الله عزوجل؟
 
     هل تأخذ ما خالف كتاب الله تعالى أم ما وافق كتاب الله سبحانه ؟
 
     ونرى الكليني يتناقض في باب آخر من الكتاب نفسه والذي يحمل عنوان (باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب) [4]
 
يذكر في هذا الباب رواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه.
 
وعن أيوب بن الحرّ قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كل شيء  مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.
 
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف.
 
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنى  فقال: أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءاكم يخالف كتاب الله فلم أقله.
 
وعن بعض أصحابه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من خالف كتاب الله وسنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقد كفر.
 
    فيظهر بعد كل هذا أن ما ذكره الكليني من أن عهد الله ووعده لم يتحقق، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
 
    وبعد ما تبين مخالفة روايات الكليني لكتاب الله فعلينا حسب الروايات السابقة ردّه وإنكاره لأنه مخالف لكتاب الله سبحانه، بل تكذيب لله سبحانه وتعالى.
 
     فهل نقبل هذه الروايات المنسوبة إلى الإمام المعصوم وهو منه براء ونرد كلام الله عزوجل وكلام نبيه عليه السلام ؟
   
إمامة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم في تفاسير الشيعة الإمامية
 
قديماً قالوا: كالمستجير من الرمضاء بالنار … فالشيعة أرادوا الطعن في عرض الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وزوجته حفصة أم المؤمنين I فأثبتوا إمامة أبي بكر وعمر وهم لا يشعرون!!
 
    أراد الله سبحانه أن يظهر الحق ويزهق الباطل، فالله عزوجل له العلم الأزلي وهو العليم الخبير، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، وهو سبحانه يصطفي من يشاء من عباده ويمنّ عليهم، كما اصطفى الله ملائكة ومن البشر رسلا. فلا يحقّ لنا أن نختار الأنبياء والخلفاء ومن نصبهم ونصّ عليهم الذين ذكرهم الله في كتابه إلا هو جلّ قدرته.
 
   لا شك أن الله سبحانه يظهر دينه مهما حاولوا إخفاء هذا الدين القيّم، فالله تعالى غالب على أمره، لأن وعده وعهده حق ولا الله لا يخلف الميعاد.
 
     بحثي هذا لا تعلق له بإثبات صحة هذا التفسير أم لا، أو أن الحديث ضعيف وذاك صحيح، بل أردت أن أبيّن ما ذهب إليه مفسروا الشيعة في ما جاء في سورة التحريم.
 
     فالله تعالى هو الذي يختار وشاء أن يكون خلفائه، وليس لنا اختيار ذلك وهو العليم الخبير ويعلم ما في السرائر علاًم الغيوب.
 
     كما قال تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [القصص : 68]
وقال : لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً [الأنفال : 42]
وقال تعالى: إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [يونس : 55]
 
    لننقل الآن بعض أقوال علماء الشيعة في تفسير قوله سبحانه: وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ [التحريم : 3].
 
      
1- تفسير علي بن إبراهيم القمي :
    يقول القمي في تفسيره أن سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان في بعض بيوت نسائه وكانت مارية القبطية تكون معه تخدمه وكان ذات يوم في بيت حفصة فذهبت حفصة في حاجة لها فتناول رسول الله مارية، فعلمت حفصة بذلك فغضبت وأقبلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالت يا رسول الله هذا يومي وفي داري وعلى فراشي فاستحيا رسول الله منها، فقال كفى فقد حرّمتُ مارية على نفسي ولا أطأها بعد هذا أبداً وأنا أفضي إليكِ سراً فإن أنتِ أخبرتِ به فعليكِ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقالت نعم ما هو؟ فقال: إن أبا بكر يلي الخلافة بعدي ثم من بعده أبوكِ فقالت من أخبرك بهذا؟ قال الله أخبرني[5] فأخبرت حفصة عائشة من يومها ذلك وأخبرت عائشة أبا بكر، فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له: أن عاشئة أخبرتني عن حفصة بشيء ولا أثق بقولها فاسأل أنت حفصة، فجاء عمر إلى حفصة، فقال لها ما هذا الذي أخبرت عنك عائشة، فأنكرت ذلك قالت ما قلت لها من ذلك شيئا، فقال لها عمر إن كان هذا حقاً فأخبرينا حتى نتقدم فيه، فقالت نعم قد قال رسول الله ذلك فاجتمع.....[6] (2)[7] على أن يسمّوا رسول الله....الخ.
 
2 – تفسير الصافي :
    يقول الفيض الكاشاني في تفسيره نقلاً من تفسير القمي أيضاً، إلا إن الألفاظ المتغايرة: ( وأنا أفضي إليكِ سِرّاً إن أنتِ أخبرتِ به فعليكِ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقالت نعم ما هو؟ فقال: أن أبا بكر يلى الخلافة بعدي ثم بعده أبوكِ فقالت من أنبأك هذا ؟ قال: نبأني العليم الخبير – إلى أن قال - فاجتمعوا أربعة(1) على أن يُسمّوا رسول الله صلى الله عليه وآله..... وقريب من ذلك ما رواه العاشي بالإسناد عن عبد الله بن عطاء المكي، عن أبي جعفر عليه السلام إلا أنه زاد في ذلك أن كل واحدة منهما حدّثت أباها بذلك فعاتبهما...[8].
 
3 – تفسير الأصفى :
     وللفيض الكاشاني تفسير آخر، غير أنه صرّح فيه اسم عمر رضي الله عنه، قال: { وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه }  يعني حفصة { حديثا } ورد: إنه لما حرّم مارية على نفسه أخبر حفصة : أنه يملك من بعده أبو بكر وعمر [9].
 
  4 – التبيان في تفسير القرآن :
      وزاد شيخ طائفتهم الطوسي في تفسيره إمامة عثمان رضي الله عنه نقلاً عن الزّجاج ما نصه: ( وقال الزجاج والفرّاء: أسرّ إليها بأنه سيلي الأمر بعده أبو بكر وعمر وعثمان فتباشروا بذلك فانتشر الخبر...[10].
 
صرف الشيعة للمقصود التفسير:
     رغم ما فسّروا هذه الآية وما جاء فيها من روايات في إثبات إمامة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم، من إخبار الله العليم الخبير لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم بها، إلا أنهم صرفوا هذه النصوص عن ظاهرها كشأنهم في جل ما جاء في فضائل الصحابةرضي الله عنهم وسائر ما يتعارض مع عقائدهم كما هو مبين في مظانه. فقد حملوا هذه الرواية على أن المقصود من تولى هؤلاء الخلفاء الثلاثة إنما على سبيل الغلبة والقهر. وإليك نتفاً مما جاء في ذلك من طرقهم:
 
5 – بحار الأنوار:
 
     نقل المجلسي: عن أبي جعفر(ع) في قوله عز وجل : ﴿ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ﴾ قال: أسرّ إليهما أمر القبطية وأسرّ إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر الأمة من بعده ظالمين فاجرين غادرين [11].
 
 
6 - التبيان في تفسير القرآن :
 
     روى أصحابنا أنه أسرّ إلى عائشة بما يكون بعده من قيام من يقوم بالأمر ورفع علي عليه السلام عن مقامه فبشرت بذلك أباها فعاتبهم الله على ذلك)[12].
 
7 - نهج البيان في كشف معاني القرآن :
 
     قال محمد بن الحسن الشيباني في تفسيره : ( وروى في أخبارنا، عن الباقر والصادق عليهما السلام : أن السّرّ، هاهنا، في الآية ما أسّره النبي – عليه السلام – إلى عائشة: أن الله أمره ينصّ على ابن عمه علي- عليه السلام – بالخلافة بعده فلا فصل، وأن يجعله أخاه ووصيّه. وطوى عنها أنّ أباها وصاحبه يليان الأمر ويتغلّبان عليه، فذلك قوله: ـ  ﴿عرّف بعضه وأعرض عن بعض﴾ فأطلع عائشة حفصة على ذلك فعرّفت حفصة أباها به، فاجتمعا وتعاهدا وتعاقدا أنه متى مات النبي – عليه السلام – لا يمكنّنا ابن عمه علياً من ذلك. فوقع الأمر بعده – عليه السلام- على ما تعاهدا عليه)[13].
 
    كما ذكرتُ في المقدمة أن علماء القوم فسّروا كتاب الله عزوجل كله بتأويلات باطنية تخدم مسألة النص على الإمامة والأئمة والولاية [14]. ولا بأس أن أذكر هنا مثالاًً على تأويلهم المضحك بل المبكي. وهو كلامهم في الآية المباركة قوله تعالى: إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ  .. [التوبة : 36]
    ولكن قبل أن أذكر تفسير هذه الآية دعني أذكر حديثهم في معراج النبي عليه الصلاة والسلام كما زعموا لأجل إثبات إمامة علي والأئمة كم زعموا !!
 
عرج النبي عليه الصلاة والسلام مائة وعشرين مرّة لأجل الإمامة:
 
    عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عُرج بالنبي عليه السلام مائة وعشرين مرّة، ما من مرّة إلا وقد أوصى الله فيها إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالولاية لعلي والأئمة ممّا أوصاه بالفرائض [15].
 
     القوم أرهقوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إرهاقاً وأتعبوه تعباً في عروجه إلى السماء مائة وعشرين مرّة !! وفي كل مرّة يوصي الله نبيه بالولاية لعلي والأئمة !! ورغم ذلك لم يحصل ما أراد الله سبحانه، إن هذا إلا بهتان عظيم. ولم يتحقق وعد الله وعهده وقدرته وقوته! اللهم إن هذا إلا بهتان عظيم. وعلى هذا بطلت حجج الله. اللهم إن هذا إلا بهتان عظيم.
 
    أعود إلى تفسير هذه الآية لنرى ماذا قالوا مفسرين علماء الشيعة. قوله تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ﴾.
 
     عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام – إلى أن قال- قول الله عز وجل في محكم كتابه ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ﴾ ومعرفة الشهور المحرم وصفر وربيع وما بعده المحرم منها وهي رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم ولا يكون دينا قيما لأن اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل والناس جميعا من الموافقين والمخالفين يعرفون هذه الشهور ويعدونها بأسمائهم وإنما هم الأئمة القوامين بدين الله عليهم السلام والمحرم منها أمير المؤمنين (ع)... وثلاثة من ولده وهم علي ابنه علي بن الحسين، وعلي بن موسى وعلي بن محمد. [16]..
     روى جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر(ع) عن تأويل قول الله عز وجل: ﴿ إن عدّة الشُهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم ﴾ قال: فتنفس سيدي الصعداء فقال: يا جابر أمّا السّنة فهي جدي رسول الله، وشهورها اثنى عشر إماما حجج الله في خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه، والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون باسم واحد، علي أمير المؤمنين (ع)، وابنه علي بن الحسين، وعلي بن موسى، وعلي بن محمد، فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم، أي قولوا بهم جميعا تهتدوا[17].
    وبهذا أرادوا الطعن في دين الله تعالى بل هدم الدين كما في الروايات! أنكروا الدين القيم الذي أخبرنا مولانا سبحانه وتعالى في صريح الآية في عظمة الأشهر الحُرم. لكن علماء القوم لم يقدّسوا هذه الأشهر بل رفضوه، بل استهزؤوا وتلاعبوا في تحريف الألفاظ في معاني للقرآن الكريم، ولم يؤمنوا علماء القوم بهذه الآية التي تدلّ على الخالق جل وعلا.
 
   والغريب أنهم أرادوا الاستدلال من هذا التأويل الباطني الفاسد في النص على الأئمة، لكن أيضا فشلوا!! ولم يتحقق وعده الله تعالى ولا عهده ولا أمره في الأئمة كما زعموا حتى الأربعة من الأئمة لم يُصيروا ولم يُصبحوا كما أرادوا !  اللهم إن هذا إلا بهتان عظيم.
 
    ودائماً نسألهم: إن الله تعالى نص في محكم كتابه كل شيء كما نصّ الآية المذكورة ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ﴾ ما العلّة وما المانع أن يذكر الله سبحانه ذكر أسماء الأئمة صريحاً كما صرّح ونصّ في الشهور اثنا عشر شهرا نصاً واضحاً جلياً لا غبار عليه !
 
    وكما قلتُ أن استدلالهم بهذه الآية على الأئمة اثنا عشر لم يتحقق، بل حصل خلاف ذلك بدليل عقلي بسيط وهو :
 
     تأويل علماء القوم في اثنا عشر شهراً ، اثنا عشر إماماً !!
 
     فأقول تنازلاً: الله اختار من اثنا عشر أئمة فقط أربعة وهم: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم. وهذا ما ثبت تاريخياً.
 
    أرهقوا هذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه عُرج مائة وعشرين مرّة ورغم كل ذلك لم يتحقق من وصايا الله تعالى في الولاية. اللهم إن هذا إلا بهتان عظيم. في حين تحقق إمامة خلفاء الثلاثة رضي الله تعالى عنهم بدون معراج ولا تعب ولا إرهاق! لا بأس أن أعيد الآية من (سورة التحريم آية: 3) ومن ثمّ الختام.
 
     ذكرتُ في بداية الموضوع مجموعة من تفاسيرهم وتأويلاتهم وهو:
الأول: ( وأنا أفضي إليكِ سِرّاً إن أنتِ أخبرتِ به فعليكِ لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فقالت نعم ما هو؟ فقال: أن أبا بكر يلى الخلافة بعدي ثم بعده أبوكِ ﴿ قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير ﴾ ).
 
 الثاني: ﴿ وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا ﴾ قال: أسرّ إليهما أمر القبطية وأسرّ إليهما أن أبا بكر وعمر يليان أمر الأمة من بعده ظالمين فاجرين غادرين.
 
الثالث: ( وروى في أخبارنا، عن الباقر والصادق عليهما السلام: أن السّرّ، هاهنا، في الآية ما أسّره النبي – عليه السلام – إلى عائشة: أن الله أمره ينصّ على ابن عمه علي- عليه السلام – بالخلافة بعده فلا فصل، وأن يجعله أخاه ووصيّه. وطوى عنها أنّ أباها وصاحبه يليان الأمر ويتغلّبان عليه ).
 
     هل رأيت تناقضاتهم وتعارضهم بل كذبهم وتدليسهم وتحريفهم ؟!!
 تأويلهم الأول بدون غلبة ولا إخبار الله تعالى لنبيه في إمامة علي رضي الله عنه !
 
      بل إخبار الله تعالى العليم الخبير لنبيه أنه يلي أبو بكر وعمر من بعده عليه الصلاة والسلام وليس علي رضي الله تعالى عنهم !
 
   ثم كيف يمكن الجمع بين إخبار الله تعالى لنبيه في وقت واحد أن يكون أبا بكر وعمر وعلي خلفاء في آن واحد ؟ !!
  
     ألا يتناقض ويتعارض أقوال علماء الشيعة بقول الله تعالى: ﴿ نبأني العليم الخبير ﴾ هل الله تعالى بدا له كما قال الكليني في كتابه باب البداء ! اللهم إن هذا إلا بهتان عظيم.
 
     أيها الشيعي المثقف العاقل أعيد وأذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
 
     إلى أيهما تطمئن وإلى أيهما تؤمن ؟ قول الكليني أم قول الله عزوجل ؟
 
قول الكليني الذي يتناقض ويتعارض مع كلام الله تعالى ؟ حيث يقول إن الإمامة عهد من الله عز وجل معهود من واحد إلى واحد. وإن الأئمة(ع) لم يفعلوا شيئا ولا يفعلون إلا بعهد من الله عز وجل وأمر منه لا يتجاوزونه. وما نص الله عز وجل ورسوله على الأئمة واحدا فواحدا.
 
 
     هل أن إرادة أبا بكر وعمر أقوى من إرادة الله جل وعلا ؟؟!
 
     أقول: إن وعد الله حق ووعده حق وقوله صدق ولا يخلف الميعاد، وان خلفائه حق ورسله حق وأنبياءه حق وكتابه حق ، ومن أصدق من الله قيلا سبحانه وتعالى.
 
الخـاتـمة
 
اسأل الله تعالى الهداية ويوفقني لما يحب ويرضى ، وأن يتقبل ما كتبته قبولاً حسناً، خالصاً لوجه الكريم ، اللهم يسر أمري وفرج غمي وأجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها إنك سميع مجيب الدعوات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
 
 
 مصادر الكتاب
 
 
1- الحكومة الإسلامية – الخميني
2- الكافي - للكليني
3- تفسير القمي – علي بن إبراهم القمي
4- تفسير كنز الدقائق - ميرزا المشهدي
5- الجواهر الثمين في تفسير الكتاب المبين-  عبد الله شبر
6-  البرهان في تفسير القرآن - هاشم البحراني
7 - تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة - محمد الجنابذي
8 - تفسير الصافي – الفيض الكاشاني
9 - مجمع البيان في تفسير القرآن – الطبرسي
10 تفسير نور الثقلين – الحويزي
11- بحار الأنوار – المجلسي
12-  تفسير الأصفى – الفيض الكاشاني
13- التبيان في تفسير القرآن - الطوسي
14 - الخصال - الصدوق
 

فهرس الموضوعات
 
المقدمة............................................................................. 03
إمامة الخلفاء الثلاثة في تفاسير الشيعة الإمامية....................................... 06
تفسير علي بن إبراهيم القمي........................................................ 10
تفسير الصافي....................................................................... 11
تفسير الأصفى....................................................................... 11
التبيان في تفسير القرآن............................................................. 12
بحار الأنوار......................................................................... 12
التبيان في تفسير القرآن............................................................. 12
نهج البيان في كشف معاني القرآن................................................... 13
الخاتمة.............................................................................. 18
مصادر الكتاب....................................................................... 19
فهرس الموضوعات................................................................. 20
 
 

[1]  - ) الأئمة عند الشيعة هم: (1) علي بن أبي طالب، (2) الحسن بن علي، (3)الحسين بن علي، (4)علي بن الحسين زين العابدين، (5) محمد بن علي الباقر، (6) جعفر بن محمد الصادق، (7) موسى بن جعفر الكاظم، (8) علي بن موسى الرضا،(9) محمد بن علي الجواد، (10) علي بن محمد الهادي، (11) الحسن بن علي العسكري، (12) المهدي المنتظر وهو ابن الحسن العسكري إمامهم الثاني عشر ، وكان تاريخ الغيبة الصغرى (260 هـ) والغيبة الكبرى (329 هـ) !!

[2]  - قال الخميني في كتابه ( الحكومة الإسلامية ص47): ( قد مرّ على الغيبة الكبرى لإمامنا المهدي أكثر من ألف عام، وقد تمرّ ألوف السنين قبل أن تقتضي المصلحة قدوم الإمام المنتظر ). ُيواصل الخميني في نفس الصفحة فقال:( في طول هذه المدّة المديدة هل تبقى أحكام الإسلام معطّلة ؟) !! يبدو أن إسلام الشيعة كان معطلاً منذ (سنة 260 هـ) بسبب غيبة مهديهم، الظاهر أن الخميني قد ملّ من طول انتظاره للمهدي!! فلذا قام بالثورة وأتى ببدعة (ولاية الفقيه ) وأسس الدولة الشيعية في إيران قبل خروج مهديه!!.   عنون علي الشاهرودي في كتابه: ( الإمام المهدي وظهوره ص 196) بعنوان: " منها الخوف من القتل" وفي (ص170 بعنوان: " أسئلة حول خوفه(ع) ) ذكر الشاهرودي روايات في خوف المهدي أذكرها باختصار     فعن زرارة قال: سمعت أبا جعفر(ع) يقول: إن للقائم غيبة قبل ظهوره. قلت: ولم ؟ قال:  يخاف – وأومأ بيده إلى بطنه – قال: زرارة: يعني القتل !  وتبيّن أن المهدي شديد الخوف على نفسه! والخميني أقوي وأشجع منه! هل يعقل هذا؟! يُواصل الخميني في نفس المصدر (ص50 - 51) قائلاً: ( مثلاً : الخمس مورد ضخم يدر على بيت المال أموالاً طائلة تشكل النصيب الأكبر من بيت المال، ويؤخذ الخمس على مذهبنا من جميع المكاسب والمنافع والأرباح سواء في الزراعة أو التجارة أو المعادن والكنوز، ويساهم في دفع ضريبة الخمس بائع الخضروات.... لتبين لنا أن هذه الأموال الطائلة ليست ترفع حاجات سيد أو طالب علم... هل نلقي بهذه الثروة الواسعة في البحر؟ أو ندسّها في التراب حتى ظهور الحجة...) !!  إذاً المهدي لا يصل إليه من الخمس !!                                                                                 
([3] ) راجع تلك النّصوص من كتاب  " الإمامة والنص" للأستاذ الفاضل فيصل نور.  

([4] ) الكافي، للكليني، 1/69

[5]  - تفسير القمي (2 / 360 – 361 سورة التحريم آية: 3). ( تفسير كنز الدقائق 10 /504) لميرزا المشهدي، ( الجواهر الثمين في تفسير الكتاب المبين6 / 343) عبد الله شبر ، (البرهان في تفسير القرآن 4 / 352 حديث 4) لهاشم البحراني،( تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة 4 / 187و188) محمد الجنابذي

[6]  - الفراغ من الأصل. لما اطلعتُ على تفسير الصافي فوجدتُ أن القمي حذف لفظ بعد " فاجتمع " ( أربعة ) يُراد من الأربعة أي أبي بكر وعمر وحفصة وعائشة!! أنظر كيف يحذفون ويحرّفون المعاني والألفاظ في تفاسيرهم. سبحان الله !!

[7]  - العبارة التي حذفها القمي وهي: ( أربعة ) والكاشاني ذكرها في تفسيره !!

[8]  - (تفسير الصافي 5 /149)، ( مجمع البيان في تفسير القرآن 10 /56 ).
     للطبرسي ،( تفسير نور الثقلين 5 / 367 و368 و370)، ( تفسير كنز الدقائق 10 /507)،( بحار الأنوار 22 /246 حديث16 وص 239 ح4 باب أحوال عائشة وحفصة).

[9]  -  تفسير الأصفى (2 /ص 1321 - 1322). 

[10]  -  (التبيان في تفسير القرآن 10/46) ، (جوامع الجامع في تفسير القرآن المجيد ج  2 ص711).

[11]  - ( بحار الأنوار 22 /246 حديث16 باب أحوال عائشة وحفصة. وج30 ص383        – 384 باب كفر الثلاثة وفضل لعنهم. وج 31 ص640 ح156 وحديث 157         باب ما ورد في عائشة وحفصة وبني أمية).

[12]  -  ( التبيان في تفسير القرآن 10/46) للطوسي.

[13]  - (نهج البيان في كشف معاني القرآن 5 /207)، (تفسير كنز الدقائق 10 /510)( تأويل الآيات الظاهرة ص673)، ( تفسير القرآن الكريم ص 523 ) لعبد الله شبر.

[14]  -  راجع تلك النصوص التي بلغت المئات بل الألوف في الولاية والإمامة المزعومة في الكتاب القيّم " الإمامة والنص " للأستاذ الجليل ( فيصل نور) حفظه الله تعالى. 

[15]  -  كتاب ( الخصال ص 600 – 601 باب عرج النبي(ص) إلى السماء مائة وعشرين مرة)، ( مقدمة البرهان في تفسير القرآن ص 22 – الفصل الثاني في بيان فرض ولاية الأئمة (ع) ). 

[16]  - ( البرهان في تفسير القرآن 2/ 122 ح1 وص123 ح2 ، سورة التوبة: 36 )

[17]  -  ( تفسير نور الثقلين 2 /214 ح 140).

صدر للمؤلف :
البرهان في تبرئة أبي هريرة من البهتان.

قريباً للمؤلف
صحيح الكافي للبهبودي في الميزان

عدد مرات القراءة:
3345
إرسال لصديق طباعة
الخميس 3 ذو الحجة 1444هـ الموافق:22 يونيو 2023م 07:06:52 بتوقيت مكة
علي خلف الله  
اسال الله العظيم ان يرزقك الفردوس الاعلى وان يجعلك راضيا مرضيا
وان يشرح صدرك يا اخ فيصل
انت انسان مجتهد ومدافع تستاهل كل خير الله
سبحان الله كل شبهه اسمعها الا واحد ردها عندك ماشاء الله تبارك الله
الله يعزك ولا يعز عليك
الخميس 28 ربيع الأول 1435هـ الموافق:30 يناير 2014م 01:01:14 بتوقيت مكة
علي أبو محمد 

سبحان الله ، أيوجد في تفاسير الشيعة في إثبات إمامة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم؟!

ألا يقرأون الشيعة تفاسيرهم ؟!!

الله أكبر . بارك الله الأستاذ الفاضل فيصل ، وبارك الله في موقعه . آمين



 
اسمك :  
نص التعليق :