حديث التنديد بموسى إذ قرصته نملة فأحرق قريتها
عن أبي هريرة مرفوعاً قال: (قرصت نملة نبياً من الأنبياء -وهو موسى بن عمران فيما نص عليه الترمذي- فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه أن قرصتك نملةٌ أحرقت أمةً من الأمم تسبح الله) ([1]). قالوا: إن أبا هريرة مولع بالأنبياء عليه السلام هائم بكل مصيبة غريبة تقذى بها الأبصار وتصتك منها المسامع، وأن أنبياء الله لأعظم صبراً وأوسع صدراً وأعلى قدراً، مما يحدث عنهم المخرفون. الجواب: في لئالى الأخبار ذكر قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلذعته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها وأمر بها فأحرقت بالنار فأوحى الله تعالى إليه هلا نملة واحدة)([2]). وعن جعفر بن محمد عليه السلام قال: «وسئل عن قتل الحيات والنمل في الدور إذا آذين، قال: لا بأس بقتلهن وإحراقهن إذا آذين!!»([3]). وإن كان لا يجوز الإحراق بالنار وسائر الحيوانات للحديث المشهور، فلماذا هم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإحراق قوم كانوا يصلّون في بيوتهم وذلك حسب ما رواه أئمة أهل البيت؟! فعن أبي عبد الله عليه السلام قال : «إن أناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبطئوا عن الصلاة في المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليوشك قوم يدعون الصلاة في المسجد أن نأمر بحطب فيوضع على أبوابهم فتوقد عليه ناراً فتحرق عليهم بيوتهم»([4]). وعنه أيضاً قال: «همَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بإحراق قوم في منازلهم كانوا يصلون في منازلهم ولا يصلون الجماعة...»([5]). وأيضاً أحرق علي قوماً من السبئية؟ وقال: لما رأيت الأمر أمر منكراً **** أوقدت ناري ودعوت قنبراً).([6])
([1]) صحيح البخاري برقم 3019، صحيح مسلم برقم 2241. ([2]) 5/ 326 باب «في أوصاف النمل» ([3]) المصدر السابق 64/ 271. ([4]) تهذيب الأحكام 3/ 25، الأنوار النعمانية 1/ 358. ([5]) التهذيب، 3/ 266 ([6]) البحار، 19/ 352
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video