آخر تحديث للموقع :

الجمعة 14 ربيع الأول 1445هـ الموافق:29 سبتمبر 2023م 09:09:39 بتوقيت مكة

جديد الموقع

زعمهم أن طلحة قال: لئن مات النبي لننكحن أزواجه من بعده ..

قال طلحة: إن مات رسول الله تزوجت عائشة فهي بنت عمي

ذكر القمي في سبب نزول قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً * إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) [الأحزاب:53-54]، إنها نزلت في طلحة بن عبيد الله فإنه لما أنزل الله: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) [الأحزاب:6] وحرم نساء النبي على المسلمين، غضب وقال: يحرم محمد علينا نساءه ويتزوج هو نساءنا، لئن أمات الله محمداً لنركضن بين خلاخيل نسائه كما ركض بين خلاخيل نسائنا[1]وفي رواية: لأتزوجن عائشة.[2]، فأنزل الله: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) [الأحزاب:53] إلخ[3].

وزاد بعضهم: [فقال طلحة وعثمان: أينكح محمد نساءنا إذا متنا ولا ننكح نساءه إذا مات، والله لو قد مات لقد أجلنا على نسائه بالسهام، وكان طلحة يريد عائشة، وكان عثمان يريد أم سلمة]
[4].

وذكر بعضهم أن عمر قال لـ طلحة: [أفلست القائل: إن قبض الله النبي صلى الله عليه وآله لننكحن أزواجه من بعده، فما جعل الله محمداً أحق ببنات أعمامنا، وأنزل الله فيك: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً [الأحزاب:53]
[5].

ولم يقتصر الشيعة في هذا الباب على نسبة مجرد الإرادة إلى طلحة، بل زعموا أن الإرادة صارت فعلاً؛ فقد ذكر القمي في تفسير قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا [التحريم:10]، إن تأويل الخيانة: هو ارتكاب الفاحشة، فقال: والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة، وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان طلحة يحبها، فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم، فزوجت نفسها من طلحة]
[6].

وسيأتي أن مرادهم بفلانة: عائشة رضي الله عنها
[7].

مناقشة هذه الأقــوال:
إن قوله تعالى: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيماً [الأحزاب:53] توجيه من الله تعالى لعباده المؤمنين ألا يفعلوا في حياة نبيهم فعلاً يكرهه ويتأذى به، كطول اللبث والاستئناس بالحديث أو ينكحوا أزواجه من بعد موته لتأذيه بذلك عليه السلام.

وقد ذكر بعض مفسري أهل السنة في سبب نزول هذه الآيات أن رجالاً كانوا يرون جواز نكاح أزواج رسول الله بعد موته، فأنزل الله هذه الآيات يبين لهم حرمة ذلك؛ قال ابن جرير الطبري: ربما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن الرجل يقول: لو أن النبي توفي تزوجت فلانة من بعده، فكان ذلك يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل القرآن: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ [الأحزاب:53].. الآية
[8].

ولم يرد دليل صحيح عند أهل السنة في تحديد أسماء هؤلاء الرجال، واكتفوا بقولهم: نزلت في رجل همّ أن يتزوج بعض نساء النبي، قال رجل من قريش، قال رجل، وأغلب هذه الروايات رويت بصيغة التمريض قيل، يقال، ذكر....

أما الروايات التي ذكرت أن القائل هو طلحة بن عبيد الله فبعضها منقطع الإسناد، وبعضها موضوع؛ فالأولى ذكرت أن قتادة قال: [إن طلحة بن عبيد الله قال: لو قبض النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت عائشة]
[9]، وقتادة مات سنة بضع عشرة ومائة[10]، وبينه وبين هذه الواقعة أكثر من مائة عام.

والرواية الأخرى أسندت إلى ابن عباس رضي الله عنهما، وفي إسنادها كذابان؛ أحدهما الكلبي محمد بن السائب الشيعي الكذاب -وقد تقدم- والآخر محمد بن مروان الملقب بـ السدي الصغير، وهو أحد الكذابين أيضاً؛ قال عنه أبو حاتم: ذاهب الحديث، متروك الحديث، كذاب، لا يكتب حديثه البتة
[11]، وكذا قال البخاري[12]، وقال الذهبي: [كوفي متروك متهم][13]، فلا يعتد بأمثال هذه الروايات.

وقد صرح بعض علماء أهل السنة بعدم صحة الروايات التي ذكرت أن القائل هو طلحة بن عبيد الله ؛ قال ابن عطية -وهو أحد المفسرين- بعد ذكره لتلك الروايات: وهذا عندي لا يصح على طلحة بن عبيد الله
[14]، وقال القرطبي: قال شيخنا الإمام أبو العباس: وقد حكي هذا القول عن بعض فضلاء الصحابة، وحاشاهم عن مثله، وإنما الكذب في نقله[15].

وأراد بعض علماء أهل السنة أن ينفوا التهمة عن طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، فذكروا أن طلحة بن عبيد الله المذكور في الروايات المنقطعة والموضوعة هو طلحة آخر؛ فقد ذكر الحافظ ابن حجر أن الذي نزل فيه قول الله تعالى: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً [الأحزاب:53] هو طلحة بن عبيد الله بن مسافع بن عياض بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم التيمي، وليس طلحة بن عبيد الله أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقال: [إن جماعة من المفسرين غلطوا فظنوا أنه طلحة أحد العشرة]
[16]، وذكر غيره أن طلحة هذا لما نزل فيه قوله تعالى: وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ [الأحزاب:53] ندم على مقولته وتاب وأعتق رقبة، وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله عز وجل.[17].

وخلاصة القول في هذا: أن هذه المقالة إن كانت قد صدرت عن أحد من الصحابة، فإنه يعتذر له بجهله بحكم نكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، والمعتَقَد في الصحابة أنهم يرجعون إلى الحق إذا عرفوه، وهذا ما حصل من الصحابي الذي قيل إنه نزلت فيه هذه الآيات، فقد ندم وتاب وأَتْبَعَ سيئته بحسنة، لكي يتوب الله عليه ويمحو عنه تلك السيئة.

عبدالقادر صوفي ..


[1] في الطبعة الحديثة: لنفعلن كذا وكذا.
[2] مؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية ص:38.
[3] تفسير القمي ط حجرية ص:290، ط حديثة 2/ 195-196. وانظر/ مؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية ص:38، وتفسير الصافي للكاشاني 2/ 363، ومنار الهدى لعلي البحراني ص:452، وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني 1/ 381.
[4] الطرائف لابن طاوس ص:492-493، والصراط المستقيم للبياضي 3/ 35، ونفحات اللاهوت للكركي ق:36/ ب، والبرهان للبحراني 3/ 333-334، وإحقاق الحق للتستري ص:260-261، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي ص:58 وعزاه إلى تفسير العسكري، وعقائد الإمامية للزنجاني 3/ 56.
[5] الشافي للمرتضى ص:258، وتلخيص الشافي للطوسي ص:440، والصراط المستقيم للبياضي 3/ 23، والشيعة والحاكمون لمحمد جواد مغنية ص:36.
[6] تفسير القمي ط. حجرية ص:341، ط. حديثة 2/ 377، البرهان للبحراني 4/ 358.
[7] سيأتي أثناء الكلام على موقفهم من عائشة. راجع ص:1274.
[8] جامع البيان للطبري 22/ 40 وانظر: أسباب النزول للواحدي ص:417-418، والدر المنثور للسيوطي 5/ 214، وفتح القدير للشوكاني 4/ 299-300.
[9] فتح القدير للشوكاني 4/ 299، وروح المعاني للألوسي 22/ 74.
[10] تقريب التهذيب لابن حجر ص:453.
[11] الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 8/ 86.
[12] ميزان الاعتدال للذهبي 4/ 32-33، وديوان الضعفاء له ص:374.
[13] ميزان الاعتدال للذهبي 4/ 32-33، وديوان الضعفاء له ص:374.
[14] فتح القدير للشوكاني 4/ 299، روح المعاني للألوسي 22/ 74.
[15] تفسير القرطبي 14/ 228-229. وانظر: فتح القدير للشوكاني 4/ 299.
[16] الإصابة لابن حجر 2/ 320.
[17] راجع: روح المعاني للألوسي 22/ 74.

عدد مرات القراءة:
8613
إرسال لصديق طباعة
السبت 16 ربيع الأول 1443هـ الموافق:23 أكتوبر 2021م 01:10:07 بتوقيت مكة
العربي العربي 
لم يصح منها واحدة
الأحد 25 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق:3 مارس 2019م 05:03:02 بتوقيت مكة
محب ال النبي  
12- وَنَخْتِمُ بِابْن ِكَثِيرٍ الدِّمَشْقِيِّ تِلْمِيذِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ الغُلَاةَ فِي الصَّحَابَةِ وَالَّذِي فَسَّرَهَا وَنَقَلَ ذَلِكَ دُونَ أَيِّ تَعْلِيقٍ مِنْهُ أَوْ تَضْعِيفٍ لَهَا فَقَالَ فِي تَفْسِيرِهِ (3 / 513):

وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا) قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا مَهْرَانُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) قَالَ: نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ هَمَّ أَنْ يَتَزَوَّجَ بَعْضَ نِسَاءِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بَعْدَهُ. قَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ: أَهِيَ عَائِشَةُ؟ قَالَ: قَدْ ذَكَرُوا ذَلِكَ. وَكَذَا قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَذَكَرَهُ بِسَنَدِهِ عَنْ السديِّ أَنَّ الَّذِي عَزَمَ عَلَى ذَلِكَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حَتَّى نَزَلَ التَّنْبِيهُ عَلَى تَحْرِيمِ ذَلِكَ.

فَهَلْ التِّيجَانِيُّ ابْتَكَرَ هَذِهِ القِصَّةَ أَمْ أَنَّكُمْ تَجْهَلُونَ مَا فِي كُتُبِكُمْ أَوْ أَنَّ أَئِمَّتَكُمْ وَكُتُبَكُمْ رَوَتْهَا لَنَا ؟!!
الأحد 25 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق:3 مارس 2019م 05:03:21 بتوقيت مكة
محب ال النبي  
11- وَقَالَ القُرْطُبِيُّ أَيْضًا فِي تَفْسِيرِهِ 14 / 228:

الثَّالِثَةُ عَشْرَةَ - قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) رَوَى إِسْمَاعِيلُ ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: لَوْ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) الآيَةُ. وَنَزَلَتْ: (وَأَزْوَاجَهُ أُمَّهَاتُهُمْ). وَقَالَ القشيرِيُّ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ مِنَ العَشَرَةِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى حِرَاءٍ - فِي نَفْسِهِ - لَوْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَتَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ، وَهِيَ بِنْتُ عَمِّي. قَالَ مُقَاتِلٌ: هُوَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَنَدِمَ هَذَا الرَّجُلُ عَلَى مَا حَدَّثَ بِهِ فِي نَفْسِهِ، فَمَشَى إِلَى مَكَّةَ عَلَى رِجْلَيْهِ وَحُمِلَ عَلَى عَشَرَةِ أَفْرَاسٍ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَعْتَقَ رَقِيقًا فَكَفَّرَ اللهُ عَنْهُ. وَقَالَ ابْنُ عَطِيَّةَ: رُوِيَ أَنَّهَا نَزَلَتْ بِسَبَبِ أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ قَالَ: لَوْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَتَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ. فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَتَأَذَّىَ بِهِ، هَكَذَا كَنَّى عَنْهُ ابْنُ عَبَّاسٍ بِبَعْضِ الصَّحَابَةِ. وَحَكَى مَكِّيٌّ عَنْ مُعَمَّرٍ أَنَّهُ قَالَ: هُوَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ.

ا
الأحد 25 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق:3 مارس 2019م 05:03:53 بتوقيت مكة
محب ال النبي  
9- وَحَتَّى النَّاصِبيِّ ابْنِ العَرَبِيِّ لَمْ يَسْتَطِعْ إِنْكَارَ ذَلِكَ كَعَادَتِهِ فِي الدِّفَاعِ وَالْغُلُوِّ فِي الصَّحَابَةِ حَيْثُ قَالَ فِي أَحْكَامِ القُرْآنِ 3 / 617:

المَسْأَلَةُ السَّادِسَةَ عَشْرَةَ: قَوْلُهُ ((وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا)):

وَهِيَ مِنْ خَصَائِصِهِ، فَقَدْ خُصَّ بِأَحْكَامٍ وَشُرِّفَ بِمَعَالِمَ وَمَعَانٍ لَمْ يُشَارِكْهُ فِيهَا أَحَدٌ تَمْيِيزًا لِشَرَفِهِ وَتَنْبِيهًا عَلَى مَرْتَبَتِهِ، وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ هَذِهِ الكَلِمَةِ أَنَّ آيَةَ الحِجَابِ لَمَّا نَزَلَتْ قَالُوا: يَمْنَعُنَا مِنْ بَنَاتِ عَمِّنَا لَئِنْ حَدَثَ بِهِ المَوْتُ لَنَتَزَوَّجَنَّ نِسَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ. فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الكَلِمَةَ.

وَرُوِيَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: لَئِنْ مَاتَ لَأَتَزَوَّجَنَّ عَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ وَصَانَ خلوَةَ نَبِيِّهِ وَحَقَّقَ غِيْرَتَهُ فَقَصَرَهُنَّ عَلَيْهِ وَحَرَّمَهُنَّ بَعْدَ مَوْتِهِ.

10- وَكَذَا حَالُ ابْنِ الجَوْزِيِّ كَمَا فِي تَفْسِيرِهِ زَادِ المَسِيرِ (6/213) حَيْثُ قَالَ:

(وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا): رَوَى عَطَاءٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: لَوْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى مَا أَنْزَلَ. وَزَعَمَ مُقَاتِلٌ أَنَّ ذَلِكَ الرَّجُلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ.

.... قَوْلُهُ تَعَالَى: (إِنْ تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ) قِيلَ: إِنَّهَا نَزَلَتْ فِيمَا أَبَدَاهُ القَائِلُ: لَئِنْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لَأَتَزَوَّجَنَّ عَائِشَةَ.

11- وَقَالَ القُرْطُبِيُّ أَيْضًا فِي تَفْسِيرِهِ 14 / 228:

الثَّالِثَةُ عَشْرَةَ - قَوْلُهُ تَعَالَى: (وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) رَوَى إِسْمَاعِيلُ ابْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: لَوْ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) الآيَةُ. وَنَزَلَتْ: (وَأَزْوَاجَهُ أُمَّهَاتُهُمْ). وَقَالَ القشيرِيُّ أَبُو نَصْرٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ سَادَاتِ قُرَيْشٍ مِنَ العَشَرَةِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) عَلَى حِرَاءٍ - فِي نَفْسِهِ - لَوْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَتَزَوَّجْتُ عَائِش
الأحد 25 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق:3 مارس 2019م 05:03:07 بتوقيت مكة
محب ال النبي  
ذَكَرَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:

حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهَبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا) قَالَ: رُبَّمَا بَلَغَ النَّبِيَّ (ص) أَنَّ الرَّجُلَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ النَّبِيَّ (ص) تُوُفِّيَ تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: فَكَانَ ذَلِكَ يُؤْذِي النَّبِيَّ (ص) فَنَزَلَ القُرْآنُ: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ)... الآيَةُ.

6- وَقَالَ النَّحَّاسُ فِي مَعَانِي القُرْآنِ (5 / 373):

وَقَوْلُهُ (عَزَّ وَجَلَّ): (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا...):

قَالَ قَتَادَةُ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): إِنْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) تَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ. قَالَ مُعَمَّرٌ: قَالَ هَذَا "طَلْحَةُ" لِعَائِشَةَ.

7- وَقَالَ الواحِدِيُّ فِي أَسْبَابِ النُّزُولِ (243):

قَوْلُهُ تَعَالَى :(وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فِي رِوَايَةِ عَطَاءٍ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ سَادَةِ قُرَيْشٍ: لَوْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَتَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى مَا أَنْزَلَ.

8- وَقَالَ البَغوِيُّ المُحَدِّثُ السَّلَفِيُّ وَالمُفَسِّرُ الكَبِيرُ الَّذِي يَرْتَضِيهِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ وَيُفَضِّلُهُ عَلَى تَفَاسِيرِ غَيْرِهِ، قَالَ فِي تَفْسِيرِهِ مَعَالِمِ التَّنْزِيلِ (3 / 541):

(وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) لَيْسَ لَكُمْ أَذَاهُ فِي شَيْءٍ مِنْ الأَشْيَاءِ (وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ: لَئِنْ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَأَنْكِحَنَّ عَائِشَةَ. قَالَ مُقَاتِلُ بْنُ سُلَيْمَانَ: هُوَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ. فَأَخْبَرَهُ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ) أَنَّ ذَلِكَ مُحَرَّمٌ، وَقَالَ: (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا) أَيْ ذَنْبًا عَظِيمًا... (إِنْ تَبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءِ عَلِيمًا) نَزَلَتْ فَيمَنْ أَضْمَرَ نِكَاحَ عَائِشَةَ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَقِيلَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ الصَّحَابَةِ: مَا بَالُنَا نُمْنَعُ مِنْ الدُّخُولِ عَلَى بَنَاتِ أَعْمَامِنَا؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ.

9- وَحَتَّى النَّاصِبيِّ ابْنِ العَرَبِيِّ لَمْ يَسْتَطِعْ إِنْكَارَ ذَلِكَ كَعَادَتِهِ ف
الأحد 25 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق:3 مارس 2019م 05:03:15 بتوقيت مكة
محب ال النبي  
وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مَهْرَانُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) الآيَةُ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ هَمَّ أَنْ يَتَزَوَّجَ بِبَعْضِ نِسَاءِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) بَعْدَهُ. قَالَ رَجُلٌ لِسُفْيَانَ: أَهِيَ عَائِشَةُ؟ قَالَ: هَكَذَا ذَكَرُوا.

ثُمَّ أُسْنِدَ إِلَى السديِّ أَنَّ الَّذِي عَزَمَ عَلَى ذَلِكَ: طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ حَتَّى نَزَلَ تَحْرِيمُ ذَلِكَ. انْتَهَى.

وَرَوَاهُ ابْنُ مُرْدَوَيْهِ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمِيدٍ، ثنا مَهْرَانُ بِهِ سَنَدًا وَمَتْنًا لَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ السديِّ.

وَرَوَى ابْنُ سَعْدٍ فِي الطَّبَقَاتِ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ هُوَ الوَاقِدِيُّ، ثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَزْمٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) الآيَةُ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ لِأَنَّهُ قَالَ: إِذَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) تَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ. انْتَهَى. انْتَهَى كَلَامُ الزَّيلعِيِّ.

4- وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الصَّنْعَانيُّ فِي تَفْسِيرِ القُرْآنِ (3 / 122):

عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: لَوْ قُبِضَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَتَزَوَّجْتُ فُلَانَةَ. يَعْنِي: عَائِشَةَ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ مُعَمَّرٌ: سَمِعْتُ أَنَّ هَذَا الرَّجُلَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ.

5- وَقَالَ شَيْخُ المُفَسِّرِينَ ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ جَامِعِ البَيَانِ (22 / 50):

وَقَوْلُهُ: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ... وَذَكَرَ أَنَّ ذَلِكَ نَزَلَ فِي رَجُلٍ كَانَ يَدْخُلُ قَبْلَ الحِجَابِ، قَالَ: لَئِنْ مَاتَ مُحَمَّدٌ لَأَتَزَوَّجَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِ. سَمَّاهَا، فَأَنْزَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي ذَلِكَ: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا).
الأحد 25 جمادى الآخرة 1440هـ الموافق:3 مارس 2019م 05:03:21 بتوقيت مكة
محب ال النبي  

لَا نَقُولُ لَكُمْ إِلَّا: مَا أَجْهَلَكُمْ بِكُتُبِكُمْ، وَمَا أَجْرَأَكُمْ عَلَى تَكْذِيبِ الشِّيعَةِ وَإِنْكَارِ الحَقِيقَةِ؟! وَسَنَكْتَفِي بِإِيرَادِ مَا رَوَاهُ كِبَارُ عُلَمَائِكُمْ فِي كُتُبِكُمْ وَمَرَاجِعِكُمْ الحَدِيثِيَّةِ وَالتَّفْسِيرِيَّةِ المُعْتَبَرَةِ وَمَا قَالُوهُ وَنَقَلُوهُ دُونَ تَعْلِيقٍ مِنَّا وَنَدَعُ المِنْصِفَ البَاحِثَ عَنْ الحَقِّ لِيَحْكُمَ بِنَفْسِهِ مِنْ دُونِ أَيِّ تَفْسِيرٍ أَوْ تَحْلِيلٍ مِنَّا:

1- قَالَ الحَافِظُ البَيْهَقِيُّ فِي السُّنَنِ الكُبْرَى (7 / 69):

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): لَوْ قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَتَزَوَّجْتُ عَائِشَةَ أَوْ أُمَّ سَلَمَةَ. فَأَنْزَلَ اللهُ (عَزَّ وَجَلَّ): (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمًا).

2- وَقَال العَلَّامَةُ العَيْنِيُّ فِي عُمْدَةِ القَارِي شَرْحِ صَحِيحِ البُخَارِيِّ (19 / 121):

قَوْلُهُ: (وَمَا كَانَ لَكُمْ) يَعْنِي: وَمَا يَنْبَغِي لَكُمْ وَمَا يَصْلُحُ لَكُمْ (أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مِنْ الأَشْيَاءِ (وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا) نَزَلْتَ فِي رَجُلٍ كَانَ يَقُولُ: لَئِنْ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) لَأَتَزَوَّجَنَّ عَائِشَةَ. زَعَمَ مُقَاتِلٌ أَنَّهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ.

3- وَقَالَ الزَّيلعِيُّ تَخْرِيجُ الأَحَادِيثِ وَالآثَارِ (3/127):

قَوْلُهُ: وَذَكَرَ أَنَّ بَعْضَهُمْ قَالَ: أَنُنْهَى أَنْ نُكَلِّمَ بَنَاتِ عَمِّنَا إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، لَئِنْ مَاتَ مُحَمَّدٌ لَأَتَزَوَّجَنَّ فُلَانَةَ. فَأَعْلَمَ اللهُ أَنَّ ذَلِكَ مُحَرَّمٌ. قُلْتُ: قَالَ الطَّيْبِيُّ: ذَكَرَ البَغوِيُّ أَنَّ هَذَا القَائِلَ هُوَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ. وَفِي رِوَايَةٍ بَدَلَ فُلَانَةَ: عَائِشَةَ. انْتَهَى.

وَرَوى عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ: أَخْبَرَنَا مُعَمَّرٌ عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: لَوْ قَدْ مَاتَ مُحَمَّدٌ لَأَتَزَوَّجَنَّ عَائِشَةَ. فَأَنْزَلَ اللهُ: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ) الآيَةُ.

وَرَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي تَفْسِيرِهِ: ثنا عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، ثنا مَهْرَانُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) الآيَةُ، قَالَ: نَزَلَتْ فِي رَجُلٍ
 
اسمك :  
نص التعليق :