خلافة عثمان وقصة الستة أصحاب الشورى
قال التيجاني ص175:
(وكانت خلافة عثمان مهزلة تاريخية ذلك أن عمر رشح ستة لخلافة وألزمهم أن يختاروا من بينهم واحدا وقال إذا اتفق أربعة وخالف اثنان فاقتلوهما وإذا انقسم ستة إلى فريقين في كل جهة فخذوا برأي ثلاثة الذين يقف معهم عبدالرحمن بن عوف وإذا مضى وقت ولم يتفق الستة فاقتلوهم). قلت: سبحان الله أعرض التيجاني عن الرواية التي في صحيح البخاري وجرى مسرعا خلف رواية أبي مخنف الكذّاب ثم يقول ص88:وأخذت على نفسي عهدا وأن أدخل هذا البحث الطويل العسير كما أعتمد الأحاديث الصحيحة التي اتفق عليها السنة والشيعة!! وأنا أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان) متفق عليه [2]. إن هذا القصة التي يذكرها التيجاني مختلقة اختلقها كذّاب مثله يقال له لوط بن يحيى أبومخنف [1].
وأنا الآن أسوق رواية البخاري لقصة الشورى:
قال الإمام البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبوعوانة عن حصين عن عمروبن ميمون -وذكر قصة مقتل عمر-فقيل لعمر: أوص يا أمير المؤمنين استخلف. قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفى الرسول صلى الله عليه وسلم وهوعنهم راض فسمى عليا وعثمان والزبير وطلحة وسعد وعبدالرحمن وقال: يشهدكم وليس له من الأمر شيء فإن أصابت الإمرة سعدا فهوذاك وإلا فليستعن به أيكم ما أُمّر فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة وقال: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأول أن يعرف لهم حقهم ويحفظ لهم حرمتهم وأوصي بالأنصار خيرا الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم أن يقبل من محسنهم وأن يعفى عن مسيئهم وأوصي بأهل الأمصار خيرا فإنهم ردء الإسلام وخباة المال وغيظ العدووأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم وأوصيه بالأعراب خيرا فإنهم أصل العرب ومادة الإسلام وأن يؤخذ من حواشي أموالهم ويرد على فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم ولا يكلفوا إلا طاقتهم [3].
هذه قصة الشورى وليس فيها استباحة دماء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين شهد لهم عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهوراض عنهم.
[1] انظر تخريجه في الرد رقم 32.
[2] سبق بيان شهادات أهل العلم في أبي مخنف في الرد رقم 48.
[3] فتح الباري-كتاب فضائل الصحابة-باب قصة البيعة رقم37.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video