ـ وإذا عرفنا أن هذه البيعة كانت بمبايعة جميع الصحابة بما فيهم عليّ وبنوهاشم وذلك باتفاق أهل التاريخ كالطبري وابن الأثير والاستيعاب وكل من ذكر بيعة أبي بكر بما فيها كتاب نهج البلاغة (!) نعلم أن الحجة ظاهرة وبيّنة على صحة خلافة أبي بكر، وأستطيع الآن الإجابة على سؤال التيجاني .... فما هي الحجة على صحة خلافة أبي بكر؟ فأقول الحجة ظهرت عند أهل السنة والجماعة وبانت بالأدلة الواضحة عند أهل الفتنة والشناعة؟!
موقف سعد بن عبادة من بيعة السقيفة
قال التيجاني ص167:
(وبعدما بايع الأنصار أبا بكر الصديق قال سعد: والله لا أبايعكم حتى أرميكم بكل سهم في كنانتي من نبل .. فكان ر يصلي بصلاتهم ولا يجتمع بجمعتهم ولا يفيض بإفاضتهم).
قلت: هذا كذب وغير صحيح ولم يثبت هذا عن سعد بن عبادة.
وهذه الرواية التي ذكرها التيجاني هي رواية أخيه في التشيع والكذب أبي مخنف لوط ابن يحيى [1].
قال ابن معين: أبومخنف ليس بثقة.
وقال أبوحاتم: متروك الحديث.
وقال ابن تيمية: لوط بن يحيى معروف بالكذب عند أهل العلم.
وقال ابن حجر: إخباري تالف لا يوثق به.
وقال الزبيدي: إخباري شيعي تالف متروك.
والرواية التي عند أهل السنة أصح من رواية أبي مخنف هذا وهي التي أخرجها الإمام أحمد بن حنبل في مسنده قال حدثنا عفان قال حدثنا أبوعوانة عم داود بن عبدالله
الأودي عن حميد بن عبدالرحمن قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر في طائفة من المدينة قال: فجاء فكشف عن وجهه وقبله. وقال: فداك أبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا [2]. ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لوسلك الناس واديا وسلك الأنصار زاديا سلكت وادي الأنصار. ولق علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: قريش ولاة الأمر فَبرّ الناس تبع لَبرّهم وفاجرهم تبع لفاجرهم.
قال: فقال سعد. صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء [3].
وهذا مرسل حسن الإسناد وهوأجود بكثير من رواية أبي مخنف التي هي من رواية كذّاب وليس لها إسناد.
ثم كيف لا يفيض بإفاضتهم! هل يحج وحده؟ وهل يقول مثل هذا الكلام عاقل؟!
---------------------
[1] قال ابن معين: ليس بثقة وقال مرة: ليس بشيء، وقال الدراقطني: ضعيف، وقال ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم. تركه أبوحاتم وغيره وقال الذهبي: أخباري تالف لا يوثق به، انظر (الميزان2/ 419) والله أعلم (الناسخ).
[2] ثم ذكر قصة السقيفة إلى قوله ولقد علمت يا سعد.
[3] مسند أحمد1/ 5.