آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

يا فاطمة أما ترضين أنّ الله أطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ..

يا فاطمة أما ترضين أنّ الله أطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك

حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لفاطمة: (يا فاطمة أما ترضين أنّ الله أطلع إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك). أخرجه الحاكم (3/ 129). وروي أيضاً من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عند الطبراني في (الكبير) (11154) - (وانظر مجمع الزوائد) (9/ 112) -، والخطيب في (تاريخ بغداد) (4/ 195، 196). وقد تقدم ذكره والكلام عليه مفصلاً في ترجمة عبد الرزاق ضمن الرواة المئة (ص311 - 313)، وسقنا له هناك أربعة طرق مما يتعلق بعبد الرزاق- صاحب الترجمة- أوبحديث أبي هريرة هذا عند الحاكم، وبيّنا أنه موضوع في جميع طرقه فلم يروإلاّ من طريق كذّاب أومتهم بالكذب أوضعيف ساقط.

وقول عبد الحسين هذا في الهامش (24/ 193): (ورواه كثير من أصحاب السنن وصحّحوه) كذب بيّن فليس هوعند أحد من أصحاب السنن لا الأربعة ولا غيرها، ثم أنه لم يصححه أحد سوى الحاكم الذي هونفسه قد اتهم راويه بالكذب وهوشيخه أبوبكر بن أبي دارم- انظر صفحة (311) - مما يبين وهمه رحمه الله، مع أنه قد رد هذا الحديث بالحكم بكذبه ووضعه أوبالضعف المردود ابن الجوزي والذهبي والهيثمي وابن عراق الكناني وغيرهم فيما نقلناه عنهم في صفحة (313).

وبالإضافة إلى الطرق الأربعة لهذا الحديث عن أبي هريرة وابن عباس المتقدمة، هناك طريقان آخران.

الأول: من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أخرجه الطبراني في (الكبير) (446، 447) من طريقين عن قيس بن الربيع عن الأعمش عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب، وهذا إسناد ساقط بمرة، فعباية هذا من غلاة الشيعة، وفي (تنزيه الشريعة) (1/ 396): (شيعي غالٍ ملحد). وقيس بن الربيع ضعيف لسوء حفظه، وقد ابتلى بابن سوء كان يدخل عليه ما ليس من حديثه- كما قال ابن حبّان وغيره، انظر (الميزان) و (التهذيب) - وقد روى عن قيس من طريقين- كما أسلفنا- في أحدهما حسين الأشقر وهورافضي، قال البخاري: فيه نظر، وقال أبوزرعة: منكر الحديث، وقد اتهمه ابن عدي وكذبه أبومعمر الهذلي. وفي الطريق الآخر يحيى بن عبد الحميد الحمّاني وهومتهم بسرقة الحديث على أنه شيعي بغيض كما قال الذهبي. وقد رواه عنه في هذا الإسناد محمد بن عثمان بن أبي شيبة وهومتكلم فيه.

الثاني: من حديث عليّ المكي الهلالي، أخرجه الطبراني أيضاً في (الكبير) (2675)، وعزاه الهيثمي في (مجمع الزوائد) (8/ 253) (9/ 166) للأوسط أيضاً، ومن طريق الطبراني رواه أبونعيم الأصفهاني في (صفة المهدي) - انظر (عقد الدرر) (رقم 248)، (الميزان) (4/ 32) - وهوباطل موضوع، والمتهم به الهيثم بن حبيب راويه عن ابن عيينة، كما في ترجمته من (الميزان)، ونحوه في (المغني) (2/ 716)، وبه أعلّ الحديث ورده الهيثمي أيضاً في (المجمع)، وقد تفرد الهيثم هذا برواية هذا الحديث عن ابن عيينة، كما في (مجمع البحرين) (427) وأقر بوضعه ابن عراق الكناني في (تنزيه الشريعة) (1/ 43 - 44).

فهذه ستة طرق عن أربعة من الصحابي في هذا الحديث لا يسلم أي طريق منها من راوٍ كذاب أومتهم به أوضعيف جداً ساقط، فأنّى له الصحة والثبوت؟


أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك  والآخر بعلك

قال الامام الالباني  : " 4898 - ( يا فاطمة ! أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين : أحدهما أبوك، والآخر بعلك ؟! ).
موضوع
روي من حديث أبي هريرة، وعبد الله بن عباس، وأبي أيوب الأنصاري، وعلي الهلالي، ومعقل بن يسار.
1- أما حديث أبي هريرة ؛ فيرويه أبو بكر محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي : حدثنا سريج بن يونس : حدثنا أبو حفص الأبار : حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قالت فاطمة رضي الله عنها : يا رسول الله ! زوجتني من علي بن أبي طالب وهو فقير لا مال له ؟! فقال... فذكره.
أخرجه الحاكم (3/ 129) ؛ وصححه على شرط البخاري ومسلم ؛ كما في "تلخيص الذهبي"، فقد سقط التصحيح من "المستدرك" !! ثم تعقبه الذهبي بقوله :"قلت : بل موضوع على سريج".
قلت : وذلك ؛ لأن سريجاً ثقة من رجال الشيخين، وكذلك من فوقه ؛ غير أبي حفص الأبار - واسمه عمر بن عبد الرحمن - ؛ وهو ثقة.
فأحدهم لا يحتمل مثل هذا الحديث الموضوع ؛ فالمتهم به أبو بكر الترمذي هذا.
وبذلك جزم الذهبي في "الميزان" ؛ وقال :"ولعله الباهلي".
ووافقه الحافظ في "اللسان" ؛ إلا أنه قال :"وجزم الحسيني بأنه غير الباهلي".
2- وأما حديث ابن عباس ؛ فيرويه إبراهيم بن الحجاج قال : أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عنه به.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (1) (3/ 111/ 2)، والخطيب في "التاريخ" (4/ 195-196)، وابن عساكر (12/ 91/ 2-92/ 1). وقال الخطيب : "حديث غريب من رواية عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس. وغريب من حديث معمر بن راشد عن ابن أبي نجيح، تفرد بروايته عنه عبد الرزاق، وقد رواه عن عبد الرزاق غير واحد".
قلت : وإبراهيم بن الحجاج هذا ؛ قال الذهبي : "نكرة لا يعرف، والخبر الذي رواه باطل، وما هو بالسامي ولا بالنيلي، ذانك صدوقان".
قلت : وهما أقدم طبقة منه.
ثم ساق له هذا الحديث، وقال : "تابعه عبد السلام بن صالح - أحد الهلكى - عن عبد الرزاق".
وأقره الحافظ في "اللسان".
ومتابعة عبد السلام بن صالح ؛ أخرجها الثلاثة المذكورون، وكذا ابن عدي في ترجمة عبد الرزاق من "الكامل" (309/ 1).
وتابعه أحمد بن عبد الله بن يزيد الهشيمي : حدثنا عبد الرزاق به.
أخرجه الخطيب، وعنه ابن عساكر.
قلت : والهشيمي هذا هو من رواة حديث : "أنبأنا مدينة العلم..."، وقد مضى بيان حاله هناك برقم (2955)، وأنه كذاب ؛ فراجعه.
ثم قال ابن عدي : حدثنا الحسن بن عثمان التستري قال : أخبرنا محمد بن سهل البخاري : أخبرنا عبد الرزاق بإسناده نحوه. وقال : "وهذا يعرف بأبي الصلت الهروي عن عبد الرزاق. وابن عثمان هذا ليس بذاك الذي حدثناه عن البخاري" !
كذا قال ! وفي آخر كلامه غموض لعله من الناسخ ! وقد عقد للتستري هذا ترجمة خاصة ؛ قال فيه (93/ 2-94/ 1) : "كان يضع الحديث، ويسرق حديث الناس، سألت عبدان الأهوازي عنه ؟ فقال : كذاب".
وأبو الصلت متهم أيضاً، وهو صاحب الحديث المشار إليه آنفاً برقم (2955) ؛ فأغنى عن إعادة الكلام عليه.
ولعل التستري سرق هذا الحديث منه ؛ فإنه به يعرف ؛ كما تقدم عن ابن عدي.
"يا حبيبتي فاطمة ! ما الذي يبكيك ؟!". قالت : أخشى الضيعة من بعدك ! فقال :"يا حبيبتي ! أما علمت أن الله تبارك وتعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختار منها أباك..." الحديث نحو حديث أبي أيوب، وفيه ذكر الحسن والحسين والمهدي. وقال السيوطي وابن عراق :"قال الذهبي : هذا موضوع. والهيثم بن حبيب هو المتهم بهذا الحديث".
قلت : ذكره الذهبي في ترجمة الهيثم من " الميزان ". فتعقبه الحافظ في "اللسان" بقوله : "والهيثم بن حبيب المذكور ؛ ذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من (الثقات)" !
وأقول : تساهل ابن حبان في توثيق المجهولين معروف مشهور عند أهل العلم بهذا الشأن، فإن ثبت أنه ثقة ؛ فالعلة ممن فوقه، وهو علي بن علي الهلالي ؛ فإني لم أجد من ذكره.
وأبوه نفسه غير معروف إلا في هذا الحديث ؛ فقد أورده الحافظ في "الإصابة" لهذا الحديث من رواية الطبراني أيضاً - يعني : في "الكبير" -، ثم قال :
"وأخرجه في "الأوسط" وقال : إنه لا يروى إلا بهذا الإسناد".
5- وأما حديث معقل ؛ فيرويه خالد بن طهمان، عن نافع بن أبي نافع عنه قال :وضأت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم ؛ فقال :
"هل لك في فاطمة رضي الله عنها تعودها ؟!". فقلت : نعم ؛ فقام متوكئاً علي، فقال : "أما إنه سيحمل ثقلها غيرك، ويكون أجرها لك". قال : فكأنه لم يكن علي شيء، حتى دخلنا على فاطمة عليها السلام، فقال لها : "كيف تجدينك ؟".
قالت : والله لقد اشتد حزني، واشتدت فاقتي، وطال سقمي - قال أبو عبد الرحمن (ابن الإمام أحمد) : وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث - قال :"أوما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً ؟!".
أخرجه أحمد (5/ 26)، ومن طريقه ابن عساكر (12/ 89/ 1).
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ رجاله ثقات ؛ غير خالد بن طهمان ؛ فضعفه الأكثرون. وقال ابن معين :
"ضعيف خلط قبل موته بعشر سنين، وكان قبل ذلك ثقة" اهـ.[1]


1 - سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة - محمد ناصر الدين الالباني-ج 10 ص 530 - 535.

عدد مرات القراءة:
2660
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :