من آذى عليّاً فقد آذاني
وحديث عمروبن شاس الذي أشار إليه، ولفظ (من آذى عليّاً فقد آذاني) تقدم ذكره في صفحة (438 - 44) وبينّا هناك عدم اختصاص عليّ رضي الله عنه بذلك بل شاركه فيها آخرون كثيرون بنفس هذا اللفظ في أحاديث أخرى، مع أنه يدل على فضل عظيم له رضي الله عنه.
وكذلك هذا الحديث (من سبّ عليّاً فقد سبّني) ففيه فضل لعليّ رضي الله عنه نعم، لكن لم ينفرد هوأيضاً بذلك بل جاء مثله في غيره كثيرين، من ذلك ما روي من حديث أنس رضي الله عنه، ولفظه: (من سبّ أصحابي فقد سبّني، ومن سبّني فقد سبّ الله)، أخرجه ابن عدي في (الكامل) (4/ 1526) وعزاه شيخ الإسلام ابن تيمية في (الصارم المسلول) (ص577) لابن البناء. ومنه أيضاً الحديث الذي رواه ابن سعد (4/ 151)، وابن عساكر في (تهذيب تاريخ دمشق) (7/ 237، 239) ولفظه: (من سبّ العباس فقد سبّني).
بل قد جاء في بعض الأحاديث التصريح باللعن لمن سبّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، مثل ما أخرجه الطبراني في (الكبير) (1279) عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، (من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)، وله شاهد من حديث عويم بن ساعدة عند الحاكم (3/ 632)، والطبراني في (الكبير) (17/ 132) (رقم 349)، وأبونعيم في (الحلية) (2/ 11). ومن حديث ابن عمر عند الطبراني أيضاً في (الكبير) (13588) ولفظه (لعن الله من سبّ أصحابي)، وغير ذلك كثير.
فبان بهذا عدم اختصاص عليّ رضي الله عنه بهذا الحديث، مع ما له فيه من الفضل العظيم، الذي لا يسع أحداً إنكاره.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video