آخر تحديث للموقع :

الأثنين 16 ذو القعدة 1444هـ الموافق:5 يونيو 2023م 11:06:02 بتوقيت مكة

جديد الموقع

حديث ابن عباس في بضع عشرة فضائل لعليّ رضي الله عنه ..

حديث ابن عباس في بضع عشرة فضائل لعليّ رضي الله عنه

زعمه دلالته على المدّعي (أي دلالته على خلافة عليّ ((رض)).

اعتماده بشكل كبير على تشبيه منزلة عليّ من النبي صَلّى الله عليه وسلّم بمنزلة هارون من موسى وما استنتجه من ذلك.

الرد على المراجعة (26):

بيان ضعف هذا الحديث بياناً واضحاً شافياً مع احتوائه فضائل لباقي الصحابة أقدم على حذفها هذا الموسوي من نص الحديث.

نقض ما استنتجه من الحديث ببيان تفصيلي خصوصاً في مسألة المنزلة.

ساق في هذه المراجعة حديثاً عن ابن عباس رضي الله عنهما فيه لعليّ رضي الله عنه بضع عشرة من الفضائل كان قد أشار إليه قبل قليل، وعزاه للإمام أحمد في (مسنده) وللحاكم في (مستدركه) وللنسائي في (خصائص علي) وقال: (وغيرهم من أصحاب السنن بالطرق المجمع علي صحّتها) وهوكذب واضح لا يخفى على أهل العلم فهوه أولاً ليس عند أحد من أصحاب السنن في سننهم، وهذا الموسوي لا يستحي من مثل هذا الكذب، وثانياً ليس مجمعاً على صحته بل هوليس بصحيح إطلاقاً، فإسناده ضعيف لا يثبت وهذا الحديث منكر مردود كما سنبينه إن شاء الله، وقد أخرجه الإمام أحمد (1/ 33 - 331)، والحاكم (3/ 132 - 134) والنسائي في (خصائص علي) (ص61 - 64)، والطبراني في (الكبير) (12593) وابن أبي عاصم في (السنة) (1351)، وهومن طريق أبي عوانة عن أبي بلج- وهويحيى بن سليم أوابن أبي سليم- عن عمروبن ميمون عن ابن عباس. وعلّته يحيى بن سليم أبوبلج هذا فإنّه وإن كان في نفسه صدوقاً لكنّه ضعيف من قبل حفظة يأتي بمنكرات وبلايا بسبب ضعف حفظه، قال الجوزجاني وأبوالفتح الإزدي: غير ثقة، وقال احمد: روى حديثاً منكراً. وقال ابن حبان: كان يخطئ. وقال البخاري: فيه نظر. قلت: وأهل العلم بالجرح والتعديل يعلمون أن قول البخاري في حق أحد من الرواة: فيه نظر، يدل على أنه متهم عنده- وهذا خاص بالبخاري وحده- وكذا إذا قال: فلان سكتوا عنه.

قال الذهبي في (الميزان) في ترجمة عبد الله بن دأود الواسطي التمّار (2/ 415 - 416): (وقد قال البخاري: فيه نظر، ولا يقول هذا إلاّ فيمن يتّهمه غالباً) إ. ه. ونقل أيضاً في ترجمة البخاري من (سير أعلام النبلاء) (12/ 441) عن البخاري نفسه: (حتى أنه قال إذا قلت: فلان في حديثه نظر، فهومتّهم واهٍ. وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله إني اغتبت أحداً، وهذا هووالله غاية الورع) إ. ه. وقد قرر مثل هذا أيضاً العراقي في (شرح الألفية) (2/ 11)، والحافظ السخأوي في (شرح الألفية) أيضاً (ص161)، وقبلهما الحافظ ابن كثير في (اختصار علوم الحديث) (ص16) قال: ( ... من ذلك أن البخاري إذا قال في الرجل: (سكتوا عنه) أو(فيه نظر) فإنّه يكون في أدنى المنازل وأردئها عنده، ولكنّه لطيف العبارة في التجريح فليُعلم ذلك) إ. ه.

ومما سبق يُعلم أن توثيق من وثّق أبا بلج هذا كابن معين وغيره ليس توثيقاً مطلقاً بل فيما وافق فيه الثقات، وإن ضعفه هذا لا لعلة في نفسه بل لضعف حفظه ألا ترى ان ابن معين نفسه قد ضعّفه أيضاً؟ - نقله الحافظ ابن حجر في (التهذيب) فقال: ونقل ابن عبد البر وابن الجوزي أن ابن معين ضعّفه- وهذا الحديث مما انفرد به أبوبلج هذا فلم يتابعه عليه أحد في روايته عن عمروبن ميمون، قال أبونعيم في (الحلية) (4/ 153) لما ذكر طرفا يسيراً من هذا الحديث: (لم يروه عن عمروإلا أبوبلج) إ. ه.

فيبقى هذا الحديث إذن من منكرات أبي بلج هذا، وقد حكم عليه بذلك الذهبي نفسه في (الميزان) في ترجمة أبي بلج هذا وقال: (ومن مناكيره: عن عمروبن ميمون عن ابن عباس أن النبي صَلّى الله عليه وسلّم أمر بسدّ الأبواب إلاّ باب عليّ رضي الله عنه، رواه أبوعوانه عنه) إ. ه. قلت: وهوطرف يسير جداً من هذا الحديث، فيُستبعد بعد ذلك تصحيح الذهبي له.

وحتى يطمئن أهل السّنّة لما قررناه من ضعف إسناد هذا الحديث وصحة ما قلناه في أبي بلج نذكّرهم بأن الإمام أحمد قال عنه: روى حديثاً منكراً، ولا أظنه يعني إلا هذا بدليل أن الذهبي ألحقه بما قال عنه: من مناكيره، ثم إن أبا بلج هذا كان علّة ضعف إسناد أثر ابن عمروالمعروف في فناء النار، وبه ردّ أهل العلم ثبوت ذلك الأثر واستبعدوه مثل الحافظ الذهبي في (الميزان) وعدّه من بلايا أبي بلج، ومثل المحدث الشيخ الألباني في (الضعيفة) (2/ 72) وفي تحقيقه لرسالة الصنعاني (رفع الأستار) (ص82) (هامش رقم 42) وغيرهم، وإنما ذكرنا هذا لدفع شبهة من يقول بثقة أبي بلج هذا مطلقاً وبالتالي يصححون حديثَه، وقد سلكنا فيما سبق المنهج العلمي الثابت في نقد هذا الإسناد ودللنا على صحته بصنيع أهل العلم في ذلك ولله الحمد.

ومما يزيد هذا الحديث وهناً- إضافةً إلى ضعفه السابق- أنه عند أهل السّنّة الذين يحتج به عليهم هذا الموسوي مخالف تماماً لما صحّ وثبت عندهم بل واستفاض من أحاديث النبي صَلّى الله عليه وسلّم التي فيها ما يعارض بعض ما جاء في هذه الفضائل مثل قوله لما بعثه بسورة التوبة (لا يذهب بها إلاّ رجل هومني وأنا منه) وأن رسول الله صَلّى الله عليه وسلّم كان قد بعث بها أولاً أبا بكر، وهوباطل لا يثبت فإن أبا بكر خرج أميراً على الحج في تلك السنة قبل نزول سورة التوبة، كما سيأتي تفصيله إن شاء الله، وكذلك من المنكرات التي فيه قوله لما خلفه في غزوة تبوك (أنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي)، وكذلك سدّ أبواب المسجد غير باب عليّ، فإن هذا من المنكرات الأباطيل التي ردّها أهل العلم وبينوا نكارتها أووضعها.

ونحن لا نقول برده لمجرد مخالفته لتلك الأحاديث، كما قد يظنّ بعض الجهلة، وان كان هذا لوحده كافٍ لذلك كما هومقرر عند أهل العلم، في الحديث المنكر المردود الذي يسمّون ما عارضه من الصحيح المعروف والمحفوظ، لكننا نقول بردّه لضعف إسناده أولاً الذي بيناه معززاً بأقوال أهل العلم وثانياً لمعارضته الأحاديث الصحيحة المستفيضة في ذلك فأصبح منكراً مردوداً لذلك. وقد أطلت الكلام في بيان ضعف هذا الحديث لدقّة عِلَّتِه وخفائها، وأرجوأن تكون قد أصبحت واضحةً جليةً إن شاء الله.

ولا يفوتني أن أنبّه إلى ما أخفاه هذا الموسوي من لفظ الحديث هذا الذي ساقه مما لا يعجبه ولا يرضى به فأقدم على حذفه كعادته في التصرّف حتى في النّصوص التي يسوقها، الأمر الذي يؤكد عدم أمأنته بهذا العمل.

فحينما ذكر نوم عليّ رضي الله عنه مكان النبي صَلّى الله عليه وسلّم عندما هاجر لم ينقلها بالتفصيل بل هضم منها ما فيه أكبر فضيلة لأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه وهومصاحبته للنبي صَلّى الله عليه وسلّم دون أي شخص آخر في تلك الهجرة، وهي فضيلة لم ينل منها أحدٌ ولا قريباً منها، عليّ والآخرون، إذ نقل هذا الموسوي قوله (وشرى عليّ نفسه فلبس ثوب النبي ثم نام مكانه وكان المشركون يرمونه، إلى أن قال: وخرج رسول الله في غزوة تبوك ... ) فقوله (إلى أن قال) يشير إلى ما اقتطعه من نص الحديث، قطع الله ذكره وأصحابه، وهومن فضائل أبي بكر الصّدّيق كما قلنا، وكما يتضح لكل من راجع نص الحديث في مواضعه تلك. وأمر آخر أقدم عليه هذا الموسوي في تصرّفه بهذا النصّ، ألا وهوما اقتطعه من آخره، وقد يعجب من ينظر إلى فعله هذا كيف يقتطع من النص الذي فيه فضائل لعليّ، وإن الأولى به سرده بالكامل لكن هذا العجب يزول لمن راجع نفس النص في موضعه إذ يتبين له أن ما اقتطعه من آخره فضائل ليست مخصوصةً بعليّ بل يشاركه فيها صحابةٌ آخرون وأولهم في ذلك الشيخان أبوبكر وعمر، فها هوالموسوي يرتاع عند مروره بأيّ من فضائلهما أيضاً حتى أنه ليرضى بأن يحذف هذه الفضائل من عليّ إذا كان في حذفها أيضاً حذف لفضائلهما، وقد علم الصبيان فضلاً عن الكبار مكأنتهما وفضلهما في الإسلام وعند رسول الله صَلّى الله عليه وسلّم التي لا يزاحمهما فيها أحد، وصدق الله العظيم إذ يقول عن أصحاب النبي صَلّى الله عليه وسلّم {ليغيظ بهم الكفار} وأحقهم في هذه الآية أبوبكر وعمر رضي الله عنهما.

وأما ما اقتطعه هذا الموسوي فإنّه بعد قوله في الحديث: (فإن مولاه عليّ) قال: (وأخبرنا الله عزّ وجلّ في القرآن أنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم وهل حدّثنا أنه سخط عليهم بعد، قال وقال نبي الله صَلّى الله عليه وسلّم لعمر حين قال ائذن لي فلأضرب عنقه قال أوكنت فاعلاً وما يدريك لعلّ الله قد اطّلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم) إ. ه. هذا ما أقدم على حذفه هذا المفتري المجرم مما فيه فضائل لأصحاب بدر أجمعين ومنهم أبوبكر وعمر وسائر الصحابة الذين تبغضهم الرافضة الملعونون. وأيضاً فضائل لكل أصحاب الشجرة الذين بايعوا محمّداً صَلّى الله عليه وسلّم تحتها ويشمل الشيخين، وعثمان رضي الله عنه بالأخص فإنّه هوالذي من أجله كأنت تلك البيعة نصرةً وأنتقاماً له حين أشيع أنه قُتِل، كما هومفصّل في كتب السيرة.

عدد مرات القراءة:
1720
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :