وهم أولوا الأرحام وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله
قلت: لوأنه رجع إلى كتب التفسير والحديث وأسباب النزول لما قال ما قال، فهذا من جهله انه يفسر القرآن برأيه، وربما يكون قد رجع اليها فلم يرَ فيها ما يوافق هواه فأعرض عنه وفسر الآية بما يشتهي. وكان من سبب نزولها الذي ذكره السيوطي في (أسباب النزول) (ص91 - 92) وغيره: ان المهاجرين لما قدموا المدينة قدموا ولا أموال لهم فوجدوا الأنصار وتأخوا بينهم حتى ان أحد الأخوين كان يرث الآخر اذا مات، وبقي الحال على هذا حتى عقيب معركة بدر حين أنزل الله سبحانه هذه الآية فنسخ التوارث فيما بين أولئك وجعله بين أولي الأرحام فقط. وقد أخرج ذلك أودأود الطيالسي- كما في (الدر المنثور) (4/ 118) - ومن طريقه أخرجه الطبراني في (الكبير) (11748) عن ابن عباس رضي الله عنهما: (ان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم آخى بين أصحابه فجعلوا يتوارثون لذلك حتى نزلت {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} فتوارثوا بالنسب). وإسناده لا بأس به، وعزاه السيوطي لابن مردويه أيضاً.
وذكر السيوطي أيضاً (4/ 117) حديثا آخر عن الزيبر بن العوام رضي الله عنه وعزاه لابن سعد وابن أبي حاتم والحاكم- وصححه- وابن مردويه. وقد أخرجه ابن جرير (1/ 36) عن كل من ابن الزبير وقتادة، وهوالذي قال به سعيد بن جبير عند ابن أبي حاتم. فهذا هوسبب نزول الآية وهذا ما صح في تفسيرها عن الصحابة وآل البيت كعبد الله بن عباس والزبير بن العوام، وعن التابعين أيضاً كسعيد بن جبير وغيره، فأين الحجة له فيها بعد ذلك؟.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video