أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقاً لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات
قوله: (وفيهم وفي عدوهم نزل: أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقاً لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نُزُلاً بما كانوا يعملون وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلّما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون) وقال في الهامش (48/ 71): (نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين والوليد بن عقبة بن أبي معيط بلا نزاع، وهذا هوالذي اخرجه المحدثون وصرح به المفسرون- ثم ذكر ما أخرجه الواحدي فقط-) إ. ه.
قلت: سبب النزول هذا اخرجه الواحدي (ص263) وفي اسناده ضعف ولكنّه ينجبر بكثرة طرقه ويصح، وقد ذكرها السيوطي في (الدر المنثور) (6/ 553) وفي (اسباب النزول) (ص163) بيد أنه لا يختلف عن سابقه في عدم دلالته سوى على تفضيل علي رضي الله عنه على الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فليس فيه اية اشارة إلى تفضيله على باقي الصحابة، ولا ادري ما وجه المناسبة بينه وبين ما ادعاه هذا الموسوي حتى يورده، أيشك مسلّم في أفضلية عليّ رضي الله عنه على ذلك الفاسق الوليد بن عقبة بين أبي معيط الذي سماه الله سبحانه فاسقاً في هذه الآية وفي قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا أن تصيبوا ... } الآية كما روى الامام أحمد (4/ 279) والطبراني (3395) وابن جرير (26/ 17) وابن اسحق - (سيرة ابن هشام) (3/ 38 - 39) - وغيرهم انه هوالمعنيّ في الآية وذلك حين بعثه رسول الله صَلّى الله عليه وسلّم ليأخذ صدقات بني المصطلق فافترى عليهم وادعى انهم ارادوا قتله، كما هومفصل في تلك القصة، فمثل هذا لا شك في أفضلية علي رضي الله عنه عليه- الا ما كان من امر الخوارج- فاين فيها أفضليته هووآله على باقي الصحابة وسلف الأمة؟ وحقا ان هذه الآية من فضائل علي رضي الله عنه بتسميته الوليد بالفاسق أولا، وثانياً قد شاركه في مثلها- أعني هذه الموافقة- وزاد عليه أيضاً امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بموافقته القرآن الكريم في اكثر من موضع كالصلاة في مقام ابراهيم، واية الحجاب، والحكم في اسارى بدر، وعدم الصلاة على ابي بن سلول وغير ذلك مما هوثابت في الصحيحين وغيرهما ...
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video