هذا خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم
قوله: (وقال فيهم وفي خصومهم: هذا خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم) وقال في الهامش (47/ 7): (أخرج البخاري في تفسيره، سورة الحج ص17 من الجزء 3 من صحيحه بالإسناد إلى علي قال: انا أول من يجثوبين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة (قال البخاري) قال قيس: وفيهم نزلت هذا خصمان اختصموا في ربهم، قال: هم الذين بارزوا يوم بدر عليّ وصاحباه حمزةُ وعبيدةُ، وشيبة بن ربيعة وصاحباه عتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة إ. ه. وأخرج في الصفحة المذكورة عن أبي ذر أنه كان يقسم فيها ان هذه الآية هذان خصمان اختصموا في ربهم نزلت في عليّ وصاحبيه، وعتبة وصاحبيه يوم برزوا في يوم بدر) إ. هـ.
قلت: ليس هذا دليل على تفضيل علي رضي الله عنه على من سواه من الصحابة ولا على تفضيل آل البيت على من سواهم من سلف الامة، كما هو واضح إذ الحادثة فيما بينهم وبين أهل الشرك فأين فيها ما ادعاه من تقديمهم على سائر الامة؟ ولا شك انها من فضائل علي وصاحبيه رضي الله عنه لكن ليس فيها اي دليل على أفضليتهم على غيرهم، وقد تقدم الكلام على حادثة المبارزة عند الكلام على قوله تعالى: {ام نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الارض} فليراجع، والمهم ان الآية وحادثة المبارزة ليس فيها دليل على الأفضلية مع العلم ان هناك اقوالا أخرى في المقصودين بالآية عن ابن عباس وغيره ومع ملاحظة ان لفظ الآية عام فلا ينبغي لنا تخصيصه حتى بسبب النزول عملا بالقاعدة (العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب) وهوالذي اختاره امام التفسير محمّد بن جرير الطبري في تعميم الآية وقال (17/ 91): (ولا يخالف المروي عن علي وأبي ذر لأن الذين تبارزوا ببدر كانوا فريقين مؤمنين وكفار، ألا ان الآية اذا نزلت في سبب من الاسباب لا يمنع ان تكون عامة في نظير ذلك السبب) إ. هـ. بتصرف.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video